لعلكـــم تتقــــون قال الله تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ...

منذ 2018-05-16
لعلكـــم تتقــــون
قال الله تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ] (البقرة 183).
قال الله [لعلكم تتقون] لعل، تفيد الرجاء، بمعنى أننا نرجوا بصيامنا عن الطعام والشراب والشهوة أن نكون من المتقين.
لعلكم بصيامكم عن الطعام والشراب والشهوة تحصلون التقوى في سائر أعمالكم.
فالغاية من الصيام ليست تحقيق التقوى في رمضان فقط، وإنما الغاية أن نحصل التقوى في رمضان وما بعده.
فالتقوى هي أن يجعل العبد بينه وبين عقاب الله وعذابه وقاية تحجبه وتمنعه منه.
فالصائم لا يأكل ولا يشرب وهو قادر على الطعام والشراب لكنه يمتنع، وقادر على جماع زوجته وإنفاذ شهوته لكنه يمتنع، فهذا المعنى الحقيقي للتقوى أن تجعل بينك وبين ما يغضب الله وقاية، فتمتنع عما يغضب الله، وتداوم على ما يرضي الله تعالى.
فصيام رمضان دورة تدريبية مكثفة في شهر واحد نسير على نهجها باقي العام ينجح فيها من ينجح ويفشل فيها من يفشل.
فالصائم يحافظ على الصلاة كل يوم في جماعة، ويحافظ على وردٍ من القرآن، ويكثر من الصدقات، ويقوم الليل، ويغض بصره، ويحفظ فرجه، ويمتنع عن المحرمات، ويصل الأرحام، ويزور اصدقاءه، ويحسن إلى جيرانه، والمرأة تحافظ على حجابها.
فلو أن المسلم اعتبر رمضان دورة تدريبة واستمر على هذه الأعمال بعد رمضان لحصل المراد من قوله تعالى لعلكم تتقون، وبذلك يكون قد تحقق الرجاء من وراء الصيام وأصبح من المتقين.
سؤال: لماذا جعل الله الغاية من الصيام التقوى ولم يجعلها شيئاً أخر، كتحصيل الرحمة أو الفلاح أو الصلاح؟
لعل السبب في ذلك والله أعلم بمراده أن التقوى يترتب عليها الكثير من الفوائد في الدنيا والأخرة فهي أعم من
غيرها، فمن ذلك:
1- أن الله لا يقبل الأعمال إلا بالتقوى: كما قال تعالى [إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ] (المائدة 27).
2- أن العبد لا ينال الكرامة الحقيقية عند الله إلا بالتقوى: كما قال تعالى [إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] (الحجرات 13).
3- أن في التقوى فرج من كل ضيق وسعة في الرزق: قال تعالى [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا] (الطلاق 2-3).
4- أن التقوى سبب في تيسير الأمور على صاحبها: قال الله تعالى [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا] (الطلاق 4)
5- أن التقوى سبب لتكفير السيئات وتحصي الأجور العظيمة: قال تعالى [ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا] (الطلاق 5).

59df34c2e3914

  • 0
  • 0
  • 26

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً