• حتمية تطوير أساليب القتال إن الله لم يخلق داءً بلا دواء، علم الدواء من علمه وجهله من جهله، وإن ...

منذ 2025-06-17
• حتمية تطوير أساليب القتال

إن الله لم يخلق داءً بلا دواء، علم الدواء من علمه وجهله من جهله، وإن أخوَف ما يخافه العدو هو تحييد طيرانه وإخراجه من المعركة، وهذا ما يجب أن يكون هدف كل مجاهد فطن، وتحييد الطيران الموجود في السماء يتطلب المعرفة بكيفية استخدام العدو له أولاً، ثم تغيير طريقة القتال لتناسب قواعده الجديدة، وإن إيجاد السبل للتعامل مع هذا العدو تتطلب مرونة عالية في التفكير، وتتطلب التخلي عن المسلَّمات والعادات التقليدية القديمة في القتال، ومدار الأمر كله على الاجتهاد، فإن النصوص الشرعية لم تلزمنا بخطة قتال أو نوع سلاح بل تُرك هذا لأهل الاجتهاد.

وحالما بدأ المجاهدون بالاجتهاد في تمويه المدفعية والمركبات في نهايات معارك عين الإسلام، بدأ العدو أيضاً يغيِّر طرقه في القتال لكي يحتفظ بفعالية طيرانه، هذا الطيران الذي هو تقريباً سلاح الصليبيين الوحيد الذي أثبت فعاليةً في هذه الحملة الصليبية الأخيرة، فزاد من أعداد طائرات الاستطلاع في سماء المعركة، لكي يتمكن بالتصوير الحراري من تحديد أماكن الأسلحة حين استخدامها، فحين ترمي المدفعية النار يكون تحديد موقعها سهلاً، ثم يأتي دور استهدافها، وكان وقتَها كثير من المجاهدين ينامون على أسطح البنايات لا يعلمون أن التصوير الحراري يصورهم ويصوِّر أسلحتهم، وقد وقعت خسائر في تلك الفترة سببها الرئيس هو نقص العلم بكيفية عمل طيران الصليبيين وما هي إمكانيات هذا الطيران.


• ضرورة فهم إمكانيات العدو

قاعدة مهمة: "إذا كان لديك سلاح يستطيع ضرب أي هدف بدقة كبيرة، فإن ما ينقصك هو فقط معرفة موضع العدو".

فإذا كنت تقاتل في أرض معركة يوجد فيها طيران استطلاع واستهداف دقيق، فإن الخطوة الأولى لعمل العدو هي معرفة مكانك، والاستهداف يأتي ثانياً، ولذلك فإن هدفك الأهم هو إخفاء مكانك، ومن هنا تبدأ قصة القتال الحديث كلها، لأن القتال مع إخفاء الموقع يتطلب تغييرات جذرية في طريقة القتال والتخطيط، وهذا لا ينطبق فقط على القتال ضد الطيران الأمريكي بل ضد الروسي أيضاً، فإن الطيران الروسي وإن كان يفتقر إلى الدقة، فإنه لا تنقصه الكثافة النارية، وبهذه الكثافة النارية تتساوى نتيجة الضربة الواحدة الذكية الدقيقة مع نتيجة ألف ضربة غبية غير دقيقة، ولهذا فإن الوقاية من كليهما لا تختلف من حيث المبدأ، والمبدأ الأساسي يبقى دائماً هو "القتال من موقع لا يعرفه العدو، وتغيير المكان فوراً إذا عرفه العدو".

• العدو أيضاً يتطور

حينما بدأ جنود الدولة الإسلامية بإخفاء مدفعيتهم وأنفسهم عن طيران العدو، بدأ العدو يتطور بالمقابل كي لا يفقد أفضلية الطيران، فزاد من عدد الطائرات العاملة، وكذلك فقد انتبه العدو إلى مسألة أخرى من قواعد الحرب الجديدة، فقد كان الـ PKK المرتدون يحاولون دائماً التمسك بالأرض، ولا يريدون خسارة أي قرية، فإذا حصلت عليهم إغارة وخسروا الأرض كانوا يرسلون المؤازرة تلو المؤازرة لاستعادتها، وكان المجاهدون ينكِّلون بهم ويوقعون بهم الخسائر البشرية الكبيرة، فلم يكن الطيران وقتها يعمل بكفاءة عالية ضد المجاهدين.

وقد أخطأ المجاهدون نفس الخطأ أيضاً في تمسكهم ببعض المواقع التي يسيطرون عليها دون أي نكاية بمشاة المرتدين، فبدأ العدو الصليبي يُعد قوات خاصة تستطيع الاستفادة من الطيران في مواجهة المجاهدين، ونزل الأمريكان إلى الأرض بحضور أكبر لكي يبعدوا قيادة المرتدين الغبية عن الأرض، وهنا بدأ فصل جديد من هذه الحرب الحديثة.

• كيف يقاتلوننا؟

إن القوة الخاصة التي تتقدم قوات الـ PKK المرتدين وقوات الصليبيين ليست قوة قتال بأي شكل من الأشكال، بل هي قوة توجيه للطيران فقط، وهدفها هو استدعاء الطيران وإخباره أين يجب أن يضرب بالضبط، ولهذا فإن طلائع قوات المرتدين تحمل فقط العتاد الخفيف، وسلاحها الحقيقي هو أجهزة الاتصال، وأجهزة توجيه الليزر، وأما السلاح الناري فاستخدامه الرئيسي هو لاستفزاز المجاهدين لجعلهم يخرجون للاشتباك.

فالقوات المرتدة تقوم بالتقدم المخادع دائماً، وتقوم بالرماية فقط لكي يخرج المجاهدون من مخابئهم ليردوا بالنار على قوات المرتدين، وعندها يقوم الطيران برصد المجاهدين واستهدافهم، أو يقوم المرتدون بإعطاء الإحداثيات التي يطلبون قصفها بالطيران.

وقد تم مؤخراً أسر أحد أفراد هذه القوات وليس معه سوى مخزنين من العتاد لرشاشه، وعند سؤاله عن هذا قال إنهم لا يقاتلون، بل يتقدمون فقط لتحديد أماكن رباط المجاهدين، وهذا لا يتطلب كثيراً من الذخيرة، فهم ليسوا قوات اشتباك.

ولهذا فإن أكبر خطأ هو أن يتعامل معهم المجاهدون على أنهم قوات اشتباك، بل هم قوات واهنة ضعيفة يستخدمها الصليبيون كالطُّعم للسمكة، فلا يجب أن يبتلع المجاهد الطعم أبداً، والطريقة المثلى هي أن لا يكشف المجاهد مكانه للعدو حتى يصبح العدو ضمن مدى الرماية المؤكد بإذن الله، وعندها فقط يجب على المجاهدين الرماية على هؤلاء واستهدافهم، وتغيير الموقع بسرعة.

67944dd38c694

  • 1
  • 0
  • 0

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً