الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 102 الافتتاحية: • إن الله يدافع عن الذين آمنوا الحمد ...

منذ 2025-07-03
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 102
الافتتاحية:

• إن الله يدافع عن الذين آمنوا

الحمد لله ولي المؤمنين، وقاهر المشركين، ومظهر دينه رغم أنوف الكافرين، والصلاة والسلام على من بُعث بالحق المبين، وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...

إن حامية الصليب أمريكا عندما أعلنت حملتها العسكرية على الخلافة، أعماها البطر والكبرياء، فأقحمت نفسها في الحرب على المجاهدين مع بعض أوليائها، متحملة العبء الأكبر فيها، ولما حمي وطيس الحرب علم الزنجي الأخرق المجازفة التي قام بها، حيث بدأ مخزون القنابل عنده بالنفاد، وبدأت تكلفة الحرب ترهق اقتصاده المتهالك، فهرع إلى ملل الكفر قاطبة وإلى طواغيت العالم أجمعين، يطلب منهم العون والسند، والعُدة والعدد، لعلَّهم يُخرجونه من مستنقع الدماء الذي غرق فيه، فبدأ الكفار دولا وجماعات يسارعون فيه طلبا للعزة والرفعة، حتى كثر حوله الأولياء والأنصار، وبايعته على حرب الدين دول وأمصار، فظنوا أن لن يقدر عليهم أحد، وأنهم جميع منتصر، وأنهم هم الوارثون.

ثم إنه عندما شمرت الحرب عن ساق، واضطرم أوار المعارك، ولفح لهيبها المستعر الصليبييِّن في عقر دارهم، أحجم من له عقل عن قتال المجاهدين، فيما بقي الآخرون في تردد وخوف، فما إن ينزلوا إلى الأرض حتى يذوقوا من بأس المجاهدين ما يدفعهم للنأي بأنفسهم عن المواجهة المباشرة، فتراهم يدفعون بأوليائهم دفعا إلى القتال، ويمدونهم بالعدد والعتاد والمال، ويدعمونهم بقصف الطائرات وضرب المدافع، وبات أئمة الكفر يدافعون عن أوليائهم، فترى أمريكا تدافع عن ملاحدة الأكراد، وروسيا تدافع عن النصيرية، وإيران تدافع عن الروافض، وتركيا تدافع عن الصحوات، ظانِّين بذلك أنهم سيحمون وكلاءهم وسيبيدون المجاهدين، وأنهم بذلك سيُعلون راياتهم ويكسرون شوكة المسلمين، ولم يعلم هؤلاء كلهم {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38].

نعم... إن الله يدافع عن المجاهدين من صواريخ الصليبيين، ويدافع عنهم من جحافل الكافرين، ويدفع عنهم الضرر العظيم فلا يصيبهم من بأس عدوهم إلا أذى، {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} [آل عمران: 111].
إن كفار العالم أجمعين قد وصلوا اليوم إلى حافة الانهيار، بعد أن أنفقوا الغالي والنفيس لإطفاء نور الله وإفناء الخلافة، وأنهكت جيوشهم الجراح، وأثقلتهم الديون، بينما لا تزال الدولة الإسلامية صامدة ثابتة بفضل الله، تقارع أمم الكفر مجتمعة ذودا عن حياض المسلمين، وحفظا لبيضة الدين، ويتجلَّى في كل يوم للعدو قبل الصديق دفاع الله عنها، وحفظه لها.

فعلى جنود الخلافة اليوم مواصلة البذل في سبيل الله، آخذين في ذلك بكل سبب، متوكلين على ربهم وحده، وأن لا يفتُروا عن القتال، ولا يتأخروا عن سوح النزال، فإن الكفار وإن نالوا من المسلمين مرة أو مرتين، أو انتزعوا منهم بعض الأرضين، فليتيقَّن الموحدون أن العاقبة لهم ما اتقوا ربهم وصبروا، {قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]، وأن انتفاش الباطل واختياله ما هو إلا ابتلاء من الله لهم ليعلم من ينصره ورسله بالغيب، {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 196-197]، عالمين أن أعداءهم يألمون كما يألمون، وأن الله أعد لهم جنات وأعد للكافرين سعيرا، {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 104].

67944dd38c694

  • 1
  • 0
  • 5

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً