مَن يذودُ عن حياضِ الحَرمِ؟! لا يفوّت مشايخ الطاغوت أي فرصة لصدّ الناس عن سبيل الجهاد وإغرائهم ...
منذ يوم
مَن يذودُ عن حياضِ الحَرمِ؟!
لا يفوّت مشايخ الطاغوت أي فرصة لصدّ الناس عن سبيل الجهاد وإغرائهم بالقعود عنه، ومن ذلك استغلالهم موسم الحج في إخفاء أفضلية الجهاد العيني على فريضة الحج، وتعويم المسألة وإيهام الناس بأن جهادهم هو الحج، وأنه سقف تضحيتهم ومبلغهم من الجهد.
لا شك أن معاني الحج تمتزج بالجهاد امتزاجا كبيرا، وهما فريضتان تحتلان مكانة كبيرة في الإسلام، وقد اقترن الحج بالقتال في مواضع عديدة من القرآن الكريم، وتداخلت آياتهما بما يوحي بعمق العلاقة بين العبادتين؛ لكن هذا لم يُلق في نفوس الأولين الاستغناء بفضل الحج عن الجهاد؛ خصوصا عند تعيُّنه على المسلم كحال أمتنا اليوم التي دهم العدو ديارها واستباح بيضتها ودنّس حماها، فصار بذلك الجهاد فرض عين لا تطوعا.
وهذا الفهم الفاسد تسلل إلى نفوس كثير من المسلمين بسبب دعاة الإرجاف ومُعطّلة الجهاد الذين يتصدرون اليوم لشؤون الحج في بلاد الحرمين وغيرها، ويغرسون في عقول الناس أنّ جهادهم حجهم! وأنّ الحج ينوب عن الجهاد غير أنه لا قتال فيه، ويُهملون عمدا الفروق بين جهاد الدفع والطلب أو جهاد الفريضة والتطوع، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- حسم ذلك الأمر وقرر أنّ الحج جهاد النساء ومن في حكمهم، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ، أَفَلَا نُجَاهِدُ؟ قَالَ: لَا، لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ) وفي رواية: (لَكِنَّ أَحْسَنَ الْجِهَادِ وَأَجْمَلَهُ؛ الْحَجُّ) [البخاري]، وهذا في حال لم يكن الجهاد فرض عين، وتأمل فقه أمهات المؤمنين وهنّ يرين الجهاد أفضل الأعمال ويحرصن عليه ويطلبن من النبي -صلى الله عليه وسلم- المشاركة فيه، بينما فقهاء عصرنا يرون في نفس هذا الحديث إغراء الرجال بالحج عن الجهاد!
ولو انشغل الرجال اليوم بجهاد لا شوكة فيه ولا قتال، فمن يقاتل الكافرين ويقوي شوكة المسلمين، من يصون الحرمات ويدفع عن الحريم، بل من ينبري للذود عن حياض الحَرم ذاته، في ظل الأخطار الداخلية والخارجية التي تحيط به ممثلة بسياسات آل سلول ومطامع النصارى واليهود والرافضة؟!
مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 498
"بين الجهاد والحج"
لا يفوّت مشايخ الطاغوت أي فرصة لصدّ الناس عن سبيل الجهاد وإغرائهم بالقعود عنه، ومن ذلك استغلالهم موسم الحج في إخفاء أفضلية الجهاد العيني على فريضة الحج، وتعويم المسألة وإيهام الناس بأن جهادهم هو الحج، وأنه سقف تضحيتهم ومبلغهم من الجهد.
لا شك أن معاني الحج تمتزج بالجهاد امتزاجا كبيرا، وهما فريضتان تحتلان مكانة كبيرة في الإسلام، وقد اقترن الحج بالقتال في مواضع عديدة من القرآن الكريم، وتداخلت آياتهما بما يوحي بعمق العلاقة بين العبادتين؛ لكن هذا لم يُلق في نفوس الأولين الاستغناء بفضل الحج عن الجهاد؛ خصوصا عند تعيُّنه على المسلم كحال أمتنا اليوم التي دهم العدو ديارها واستباح بيضتها ودنّس حماها، فصار بذلك الجهاد فرض عين لا تطوعا.
وهذا الفهم الفاسد تسلل إلى نفوس كثير من المسلمين بسبب دعاة الإرجاف ومُعطّلة الجهاد الذين يتصدرون اليوم لشؤون الحج في بلاد الحرمين وغيرها، ويغرسون في عقول الناس أنّ جهادهم حجهم! وأنّ الحج ينوب عن الجهاد غير أنه لا قتال فيه، ويُهملون عمدا الفروق بين جهاد الدفع والطلب أو جهاد الفريضة والتطوع، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- حسم ذلك الأمر وقرر أنّ الحج جهاد النساء ومن في حكمهم، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ، أَفَلَا نُجَاهِدُ؟ قَالَ: لَا، لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ) وفي رواية: (لَكِنَّ أَحْسَنَ الْجِهَادِ وَأَجْمَلَهُ؛ الْحَجُّ) [البخاري]، وهذا في حال لم يكن الجهاد فرض عين، وتأمل فقه أمهات المؤمنين وهنّ يرين الجهاد أفضل الأعمال ويحرصن عليه ويطلبن من النبي -صلى الله عليه وسلم- المشاركة فيه، بينما فقهاء عصرنا يرون في نفس هذا الحديث إغراء الرجال بالحج عن الجهاد!
ولو انشغل الرجال اليوم بجهاد لا شوكة فيه ولا قتال، فمن يقاتل الكافرين ويقوي شوكة المسلمين، من يصون الحرمات ويدفع عن الحريم، بل من ينبري للذود عن حياض الحَرم ذاته، في ظل الأخطار الداخلية والخارجية التي تحيط به ممثلة بسياسات آل سلول ومطامع النصارى واليهود والرافضة؟!
مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 498
"بين الجهاد والحج"