طرق التسبيح الصحيحة فضل التسبيح في القرآن والسنة التسبيح في الإسلام تنزيه الحق عن نقائض الإمكان ...

منذ 2025-07-10
طرق التسبيح الصحيحة
فضل التسبيح في القرآن والسنة
التسبيح في الإسلام تنزيه الحق عن نقائض الإمكان والحدوث. وَهُوَ تَنْزِيهُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ. وَالتَّنْزِيهُ: التَّبْعِيدُ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: سُبْحَانَ مِنْ كَذَا، أَيْ مَا أَبْعَدَهُ. وهو ضرب من الذكر.
فضل التسبيح
إن التسبيح له شأن عظيم ومكانة رفيعة؛ إذ هو أحد الكلمات الأربع التي وصفها رسول الله ﷺ بأنها خير الكلام وأحبه إلى الله، وذلك في قوله ﷺ: “أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر” (صحيح مسلم).

التسبيح في القرآن الكريم

وكلمة: سبحان الله، التي هي إحدى هؤلاء الكلمات لها شأن عظيم، فهي من أجل الأذكار المقربة إلى الله، ومن أفضل العبادات الموصلة إليه، وقد جاء في بيان فضلها وشرفها وعظم قدرها نصوص كثيرة في الكتاب والسنة، بل إن ما ورد في ذلك لا يمكن حصره لكثرته وتعدده.
وقد ورد ذكر التسبيح في القرآن الكريم أكثر من ثمانين مرة، بصيغ مختلفة وأساليب متنوعة.
فورد تارة بلفظ الأمر كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} (سورة الأحزاب: 41 – 42)
وتارة بلفظ الماضي كما في قوله تعالى: {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم} (سورة الحشر :1)
وتارة بلفظ المضارع كما في قوله تعالى: {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم} (سورة الجمعة: 1)
وتارة بلفظ المصدر كما في قوله تعالى: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين} (سورة الصافات: 180 – 182).
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى التسبيح في مفتتح ثماني سور من القرآن الكريم، فقال تعالى في أول سورة الإسراء: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} (سورة الإسراء: 2)
وقال تعالى في أول سورة النحل: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون} (سورة النحل: 1)
وقال تعالى في أول سورة الحديد: {سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم} (سورة الحديد: 1)
وقال تعالى في أول سورة الحشر: {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم} (سورة الحشر: 1)
وقال تعالى في أول سورة الصف: {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم} (سورة الصف: 1)
وقال تعالى في أول سورة الجمعة: {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم} (سورة الجمعة: 1)
وقال تعالى في أول سورة التغابن: {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير} (سورة التغابن: 1)
وقال تعالى في أول سورة الأعلى: {سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى} (سورة الأعلى: 1 – 5).
قال بعض أهل العلم (1): والتسبيح ورد في القرآن على نحو من ثلاثين وجها، ستة منها للملائكة، وتسعة لنبينا محمد ﷺ، وأربعة لغيره من الأنبياء، وثلاثة للحيوانات والجمادات، وثلاثة للمؤمنين خاصة، وستة لجميع الموجودات.
أما التي للملائكة فمنها قوله تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا}، (سورة غافر: 7)
وقوله: {فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له باليل والنهار وهم لا يسأمون} (سورة فصلت: 38)
وقوله: {وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون اليل والنهار لا يفترون} (سورة الأنبياء: 19 – 20)
وقوله: {وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون} (سورة الصافات: 165 – 166) .
وأما التي لنبينا ﷺ فمنها قوله تعالى: {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} سورة الحجر، الآية: (98 – 99)
وقوله: {ومن اليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا} (سورة الإنسان: 26) وقوله تعالى: {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} (سورة النصر: 3).

وأما التي للأنبياء فقول الله تعالى لزكريا عليه السلام: {وسبح بالعشي والإبكار} (سورة آل عمران: 41)

وقوله تعالى عن زكريا عليه السلام في وصيته لقومه بالمحافظة على التسبيح: {فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا} (سورة مريم: 11)،

وقوله تعالى عن يونس عليه السلام في إنجائه من ظلمات البحر وبطن الحوت لملازمته للتسبيح: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} (سورة الصافات: 143 – 144) .

وأما التي للمؤمنين فقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} (سورة الأحزاب: 41 – 42)

وقوله تعالى: {إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون} (سورة السجدة: 15)

وقوله تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة} (سورة النور: 36 -37).

وأما التي في الحيوانات والجمادات فمنها قوله تعالى: {تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا} (سورة الإسراء: 44)

وقوله تعالى: {إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب} (سورة ص: 18 – 19)

وقوله تعالى: {ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون} (سورة النور:41).

وأما التي لعموم المخلوقات فمنها قوله تعالى: {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم} (سورة الحشر: 1)

وقوله تعالى: {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير} (سورة التغابن: 1)

وقد ذكر الله – تعالى – لفظة {سبحان} في القرآن في خمسة وعشرين موضعا، في ضمن كل واحد منها إثبات صفة من صفات المدح، أو نفي صفة من صفات الذم (2).

منها قوله تعالى: {سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون} (سورة البقرة: 116)

وقوله تعالى: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين} (سورة الصافات: 180 – 182)

وقوله تعالى: {سبحان الله عما يشركون} (سورة الطور: 43) ، وقوله تعالى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون} (سورة الروم: 17 – 18)

وقوله تعالى: {سبحان رب السموات والأرض رب العرش عما يصفون} (سورة الزخرف: 82 )

وقوله تعالى: {دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام} (سورة يونس:10) .
فهذه النصوص القرآنية الكريمة وما جاء في معناها في كتاب الله تدل أوضح دلالة على جلالة قدر التسبيح، وعظيم شأنه من الدين، وأنه من أجل الأذكار المشروعة، ومن أنفع العبادات المقربة إلى الله عز وجل.


التسبيح في السنة النوية

وقد دلت السنة النبوية على فضل التسبيح وعظيم مكانته عند الله من وجوه كثيرة، بل إن السنة مليئة بالنصوص الدالة على عظيم شأن التسبيح، وشريف قدره، وجزيل ثواب أهله، وبيان ما أعد الله لهم من أجور كريمة، وأفضال عظيمة، وعطايا جمة. وقد تضمنت تلك النصوص الدلالة على ذلك من وجوه كثيرة:

ومن ذلك أن النبي ﷺ أخبر أن التسبيح أفضل الكلام وأحبه إلى الله، وقد سبق أن مر معنا قول النبي ﷺ: “أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”. (صحيح مسلم).

وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي ذر أن رسول الله ﷺ سئل: أي الكلام أفضل؟ قال: “ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده” (صحيح مسلم).

وفي لفظ آخر للحديث أن أبا ذر قال: قال رسول الله ﷺ: “ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله. قال: إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده” (صحيح مسلم). فدل هذا الحديث على عظيم مكانة هذه الكلمة عند الله عز وجل.

ومن فضائل التسبيح ما أخبر به النبي ﷺ أن من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه ذنوبه ولو كثرت. ففي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” (صحيح البخاري وصحيح مسلم).

وثبت عنه ﷺ أن من قالها في الصباح مائة مرة وفي المساء مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا من قال مثل ذلك وزاد عليه. فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه” (صحيح مسلم).

وثبت عنه ﷺ أن من قالها في يوم مائة مرة كتبت له ألف حسنة أو حطت عنه ألف خطيئة، والحسنة بعشر أمثالها. روى مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله ﷺ فقال: “أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة” (صحيح مسلم).

ومما ورد في فضل التسبيح إخبار النبي ﷺ عن ثقل التسبيح في الميزان يوم القيامة مع خفة ويسر العمل به في الدنيا. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم” (صحيح البخاري وصحيح مسلم).
وقوله ﷺ في الحديث: “كلمتان” هي خبر مقدم مبتدؤه “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”، قال بعض أهل العلم: “والنكتة في تقديم الخبر تشويق السامع إلى المبتدأ، وكلما طال الكلام في وصف الخبر حسن تقديمه؛ لأن كثرة الأوصاف الجميلة تزيد السامع شوقا” (3).
وقد وصفت الكلمتان في الحديث بثلاثة أوصاف جميلة عظيمة، وهي: أنهما حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان.

وقد خص لفظ الرحمن بالذكر هنا؛ لأن المقصود من الحديث بيان سعة رحمة الله – تعالى – على عباده حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل، والأجر العظيم، فما أيسر النطق بهاتين الكلمتين على اللسان، وما أعظم أجر ذلك وثوابه عند الكريم الرحمن، وقد وصفت الكلمتان في الحديث بالخفة والثقل، الخفة على اللسان والثقل في الميزان، لبيان قلة العمل وكثرة الثواب. فما أوسع فضل الله! وما أعظم عطاءه!

ومن فضائل هذه الكلمة العظيمة، ما رواه الترمذي، وابن حبان، والحاكم، وغيرهم، من طريق أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: “من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة” (4)، وله شاهدان:
أحدهما: من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما موقوفا، خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5).
والآخر: من حديث معاذ بن سهل مرفوعا، خرجه الإمام أحمد في مسنده (6).

ومن فضائل هذه الكلمة ما رواه الطبراني، والحاكم، من حديث نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: “من قال سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له”.

قال الحاكم: “هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه”، ووافقه الذهبي، وصححه العلامة الألباني (7)
وروى الترمذي وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: “من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك” (8).

فهذه جملة من الأحاديث الواردة في التسبيح والدالة على عظيم فضله وثوابه عند الله، وفي أكثر هذه الأحاديث قرن مع التسبيح حمد الله – تعالى -؛ وذلك لأن التسبيح هو تنزيه الله عن النقائص والعيوب، والتحميد فيه إثبات المحامد كلها لله عز وجل، والإثبات أكمل من السلب، ولهذا لم يرد التسبيح مجردا، لكن ورد مقرونا بما يدل على إثبات الكمال، فتارة يقرن بالحمد كما في هذه النصوص، وتارة يقرن باسم من الأسماء الدالة على العظمة والجلال، كقول: سبحان الله العظيم، وقول: سبحان ربي الأعلى، ونحو ذلك (9).

والتنزيه لا يكون مدحا إلا إذا تضمن معنى ثبوتيا، ولهذا عندما نزه الله – تبارك وتعالى – نفسه عما لا يليق به مما وصفه به أعداء الرسل سلم على المرسلين الذين يثبتون لله صفات كماله ونعوت جلاله على الوجه اللائق به، وذلك في قوله تعالى: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين} (سورة الصافات: 180 – 182) ، وفي هذه الآية – أيضا – حمد الله نفسه بعد أن نزهها؛ وذلك لأن الحمد فيه إثبات كمال الصفات، والتسبيح فيه تنزيه الله عن النقائص والعيوب، فجمع في الآية بين التنزيه عن العيوب بالتسبيح وإثبات لكمال بالحمد، وهذا المعنى يرد في القرآن والسنة كثيرا، فالتسبيح والحمد أصلان عظيمان وأساسان متينان يقوم عليهما المنهج الحق في توحيد الأسماء والصفات، وبالله وحده التوفيق.

ما الطريقة الصحيحة للتسبيح، ولاسيما إذا كان في السبحة؟

التسبيح من أفضل القربات، وهو من الذكر الذي حث عليه النبي عليه الصلاة والسلام ودل عليه كتاب الله، يقول جل وعلا في كتابه العظيم: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ [الروم:17]
ويقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۝ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41-42]
والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ويقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
ويقول عليه الصلاة والسلام: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر،
ويقول أيضًا عليه الصلاة والسلام: الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله والأحاديث في هذا كثيرة تدل على فضل التسبيح والذكر.
وقد أمر الرسول ﷺ وقد أمر الفقراء الذين اشتكوا إليه، قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور يعني: الأموال- بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال، يتصدقون منها، ونحن لا نتصدق ما عندنا مال- ويعتقون ولا نعتق، فقال -عليه الصلاة والسلام-: ألا أدلكم على شيء تدركون به من سبقكم، وتسبقون من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من فعل مثلما فعلتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: تسبحون، وتحمدون، وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين هذا فضل عظيم، فيستحب للمؤمن والمؤمنة عقب الصلاة أن يسبح الله، ويحمده، ويكبره ثلاثًا وثلاثين مرة.
وفي صحيح مسلم عن النبي ﷺ أنه قال: من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر وهذا فضل عظيم.
فينبغي للمؤمن والمؤمنة العناية بهذا الأمر بعد كل صلاة، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، والفجر، أولًا إذا سلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، ثلاث مرات، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، يقول هذا بعد كل صلاة، الرجل والمرأة، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، إذا سلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، الإمام والمنفرد، والمأموم، والإمام إذا فرغ منها، ينصرف إلى الناس، يعطيهم وجهه، بعدما يقول: اللهم أنت السلام... إلى آخره.

ثم يقول الجميع بعد هذا: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

النبي ﷺ يقول هذا بعد كل صلاة من الصلوات الخمس، فالسنة أن يقول المؤمن هكذا، والمؤمنة كذلك، ثم يأتي بالتسبيح، والتحميد، والتكبير ثلاثًا وثلاثين مرة، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثًا وثلاثين مرة، يعقدها بأصابعه؛ حتى يضبطها، سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثًا وثلاثين مرة، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
فأنا أوصي كل مسلم ومسلمة بالمحافظة على هذا، على هذا الذكر عقب كل صلاة.
ويعقدها بالأصابع لا بالسبحة، بالأصابع، وهذا هو الأفضل، الذي فعله النبي ﷺ والصحابة بالأصابع، والسبحة لا بأس بها في البيت، وفي بعض الأحيان، لكن كونه يعقدها بالأصابع أفضل.
وهكذا الرجل في المساجد يعقدها بالأصابع، لا بالسبحة، هذا هو الأفضل، تأسيًا بالنبي ﷺ وبالصحابة.
ويستحب بعد هذا أن يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ.. إلى آخرها، آخرها وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] هذا آخرها، هذا آخر الآية.
ويستحب أيضًا أن يقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة قل هو الله أحد قل أعوذ برب الفلق قل أعوذ برب الناس يقرأ هذه السور الثلاث بعد كل صلاة، ويكررها ثلاث مرات بعد المغرب، والفجر، وعند النوم، هذه السور الثلاث يكررها ثلاثًا بعد الفجر، وبعد المغرب، وعند النوم.
ولا بأس في استعمال السبحة، تستعملها المرأة، أو الرجل في بيته، يستعملها بحصى، أو بالسبحة المعروفة، أو بالنوى، لا حرج، أو بعقد خيط يعقد لا بأس، لكن استعمال الأصابع أفضل، وأولى ولا سيما في المساجد، فالسنة أن تكون الأصابع هي المستعملة، نعم.
الذين يستعملون السبحة إنما هو كما يقولون للضبط، لا أكثر، ولا أقل، فما هو توجيهكم؟
الشيخ: يمكن الضبط بالأصابع، يضبطها بالأصابع، هذا هو الأفضل.

التسبيح فضله وكيفيته

ما هو التسبيح وقواعده وأركانه.

التسبيح من الأذكار التي ثبت الترغيب فيها، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:

1- ثبت في الصحيحين واللفظ للبخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر.
2-جاء في الصحيحين أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
3- في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر لا يضرك بأيهن بدأت.
4- كما ثبت في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: وسبحان الله والحمد الله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض. وعليه فالتسبيح فضله عظيم وهو ذكر خفيف على اللسان ثقيل في الميزان إضافة على كونه عبادة تقوم بها جميع الكائنات بمختلف أنواعها.
قال الإمام ابن كثير في تفسيره: وقوله: وإن من شيء إلا يسبح بحمده، أي وما من شيء من المخلوقات إلا يسبح بحمد الله ولكن لا تفقهون تزسبيحهم، أي لا تفقهون تسبيحهم أيها الناس لأنها بخلاف لغاتكم وهذا عام في الحيوانات والجمادات والنباتات وهذا أشهر القولين. انتهى.
والذكر له مراتب أعلاها أن يكون بالقلب واللسان وقد سبقت هذه المراتب

لا تشترط الطهارة للذكر والدعاء

بخصوص الدعاء والاستغفار وذكر الله.. هل إذا لم يكن الإنسان على وضوء واستغفر ودعا وذكر الله هل ينال أجرا كأجر من كان على وضوء أم لا يصله الأجر أبدا؟
ذكر الله تعالى من دعاء واستغفار ونحو ذلك لا تشترط له الطهارة، بل إذا صدر من الشخص المحدث كتب له ثواب ذلك إن شاء الله تعالى.
ففي الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه. لكن إذا كان المسلم متوضئا فثواب الذكر في حقه أعظم من ثوابه في حالة الحدث، لكون الذكر حالة الوضوء أفضل منه في غيرها.
يدل على أفضلية الذكر في حال الطهارة كراهته صلى الله عليه وسلم لذكر الله في غير حال الطهارة.
ففي مسند الإمام أحمد عن المهاجر بن قنفذ أنه سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فلم يرد عليه حتى توضأ فرد عليه، وقال إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كرهت أن أذكر الله إلا على طهارة والخلاصة أن المحدث يحصل على ثواب ذكر الله تعالى إلا أن الثواب يعظم في حالة كون الشخص على طهارة.

هل يثاب فاعل الأذكار من دون استحضار نية التقرب إلى الله؟

هل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، والحوقلة، والحسبلة، والتوكل، والاستغفار، عبادات تستوجب النية قبل الشروع فيها؟
العبادة التي لا يتعبد بها لغير الله تعالى، والمتميزة لجناب الله تعالى بصورتها، لا يتوقف حصول الثواب فيها إلى نية التقرب بها إلى الله تعالى؛ بل يثاب عليها فاعلها، ولو لم ينو بها التقرب إلى الله تعالى.
قال الإمام القرافي في الذخيرة: القربات التي لا لبس فيها، لا تحتاج إلى نية -كالإيمان بالله تعالى، وتعظيمه، وإجلاله، والخوف من نقمه، والرجاء لنعمه، والتوكل على كرمه، والحياء من جلاله، والمحبة لجماله، والمهابة من سلطانه-، وكذلك التسبيح، والتهليل، وقراءة القرآن، وسائر الأذكار؛ فإنها متميزة لجنابه سبحانه وتعالى، وكذلك النية منصرفة إلى الله تعالى بصورتها، فلا جرم لم تفتقر إلى نية أخرى. اهـ.
وقال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام: ما ‌تميز ‌لله ‌بصورته، فهذا يثاب عليه مهما قصد إليه، وإن لم ينو به القربة -كالمعرفة، والإيمان، والأذان، والتسبيح، والتقديس، وقراءة القرآن. اهـ.

ما حكم الدعاء بقول "يا سريع الغوث"؟

وهل يجوز دعاء الله بغير أسمائه وصفاته الواردة في النصوص الشرعية إذا كان الوصف صحيحًا؟
فما لم يثبت بلفظه في أسماء الله -عزَّ وجلَّ-، فإن دعاء الله تعالى به موضع خلاف بين أهل العلم، والراجح هو جواز الدعاء بما يصح وصف الله تعالى به، أو الإخبار به عنه، مما يتضمن ثناء على الله تعالى. ومن جملة ذلك: "يا سريع الغوث". وقد سبق لنا بيان هذا الحكم في ألفاظ من هذا النحو، مثل: يا فرد، يا دليل الحيارى، يا معين، يا مسهل، يا ميسر. ومع ذلك؛ فالأفضل هو الثناء على الله تعالى، ودعاؤه، بما ورد في الكتاب والسنة
  • 0
  • 0
  • 22

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً