السمع والطاعة 2 الحمد لله القوي المتين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وآله ...
منذ يوم
السمع والطاعة 2
الحمد لله القوي المتين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وآله وصحبه أجمعين، أما بعد...
إن السمع والطاعة كما ذكرنا هي العلامة الفارقة بين أهل السنة وأهل البدع، وإن مفارقة الجماعة محرمة كما بَيَّنَّا، وإن فيها هلاك المرء وفساد دينه، وإن الصبر على الأمير واجب وإن صدر منه ما يُكره، وسنبين في هذه المقالة بعض المسائل المهمة المتعلقة بها، كمن تجب لهم الطاعة وحدودها.
من تجب لهم الطاعة:
تجب الطاعة لمن وُلِّي أمرا من أمور المسلمين، سواء كان خليفة أو واليا أو أمير حرب أو سرية أو نحوه... قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميرِي فقد أطاعَنِي، ومن عصى أميري فقد عصانِي) ]متفق عليه[. وفي هذا دليل على أن الطاعة واجبة لكل من ولَّاه الله أمرا من أمور المسلمين.
معنى الأثرة:
وقد أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- البيعة من الصحابة واشترط عليهم أمورا، قال عبادة بن الصامت: "دعانا النبي -صلى الله عليه وسلم- فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان" ]رواه البخاري[.
قال القاضي في شرح الحديث: "أي عاهدناه بالتزام السمع في حالتي الشدة والرخاء وتارتي الضراء والسراء، وإنما عبَّر عنه بصيغة المفاعلة للمبالغة أو للإيذان بأنه التزم لهم أيضا بالأجر والثواب والشفاعة يوم الحساب على القيام بما التزموا، والمنشط والمكره مفعلان من النشاط والكراهة للمحل أي فيما فيه نشاطهم وكراهتهم، أو الزمان أي في زماني انشراح صدورهم وطيب قلوبهم وما يضاد ذلك، (وعلى أثرة) بفتحتين اسم من "أثَرَ" بمعنى اختار أي على اختيار شخص علينا بأن نؤثره على أنفسنا، كذا قيل، والأظهر أن معناه على الصبر إيثار الأمراء أنفسهم علينا، وحاصله أن (على أثرة) ليست بصلة للمبالغة بل متعلق مقدر أي بايعناه على أن نصبر على أثرة علينا".
وعن سلمة بن يزيد الجعفي -رضي الله عنه- قال: "يا نبي الله، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟" فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس، وقال: "اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتم". ]رواه مسلم[. والمراد بقوله أي اسمعوا قولا وأطيعوا فعلا، فإن عليهم ما حُمِّلوا من العدل وإعطاء الرعية حقهم، وعليكم ما حُمِّلتم من الطاعة والصبر على البلية، وقد ورد هذا في قوله تعالى: }قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ{ ]النور: 54[، ومعناه أنه يجب على كل أحد ما كلف به، وليس على الأمراء إلا ما حمَّلهم الله وكلفهم به من العدل والقسط، فإن لم يقوموا بذلك فعليهم الوزر والوبال، وأما الرعية فعليهم ما كُلِّفوا به من السمع والطاعة وأداء الحقوق، فإذا قاموا بما عليهم آتاهم الله -تعالى- أجورهم وأثابهم.
حدود الطاعة:
وتجب طاعة الأمراء ما لم تكن في معصية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنهم -أي أهل السنة والجماعة- لا يجوزون طاعة الإمام في كل ما يأمر به، بل لا يوجبون طاعته إلا فيما تسوغ طاعته فيه في الشريعة، فلا يجوزون طاعته في معصية الله وإن كان إماماً عادلاً، فإذا أمرهم بطاعة الله أطاعوه، مثل أن يأمرهم بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصدق، والعدل، والحج، والجهاد في سبيل الله. فهم في الحقيقة إنما أطاعوا الله" ]منهاج السنة[.
وقد خرجت طائفة من أهل الشام زمن الأمويين يرون الطاعة المطلقة للإمام، يقول ابن تيمية -رحمه الله- عن هذه الطائفة: "وأما غالية الشام أتباع بني أمية فكانوا يقولون: إن الله إذا استخلف خليفة تقبَّل منه الحسنات، وتجاوز له عن السيئات، وربما قالوا: إنه لا يحاسبه، ولهذا سأل الوليد بن عبد الملك عن ذلك العلماء فقالوا: يا أمير المؤمنين أنت أكرم على الله أم داود؟ وقد قال له: }يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ{ ]ص: 26[، وكذلك سؤال سليمان بن عبد الملك عن ذلك لأبي حازم المدني في موعظته المشهورة فذكر له هذه الآية"، ثم بيَّن -رحمه الله تعالى- ضلالهم فقال: "لكن غلط من غلط منهم من جهتين، من جهة: أنهم كانوا يطيعون الولاة طاعة مطلقة، ويقولون: إن الله أمر بطاعتهم، والثانية: قول من قال منهم: إن الله إذا استخلف خليفة تقبَّل منه الحسنات وتجاوز له عن السيئات".
عظم أمر الإمارة:
وإن أمر الإمارة عظيم خطير، وإنها لا يقوى عليها إلا خيرة الرجال، ولذلك لم يعط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإمارة من طلبها منه، فعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: دخلت على النبي -صلى الله عليه- وسلم أنا ورجلان من قومي، فقال أحد الرجلين: "أمِّرنا يا رسول الله"، وقال الآخر مثله، فقال: (إنا لا نولي هذا من سأله، ولا من حرص عليه) ]رواه البخاري[.
وإن الإمارة خزي وعار يوم القيامة لمن لم يقم بحقها، فعن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة وبئست الفاطمة) ]رواه البخاري[.
قال النووي: "هذا أصل عظيم في اجتناب الولاية ولا سيما لمن كان فيه ضعف، وهو في حق من دخل فيها بغير أهلية ولم يعدل، فإنه يندم على ما فرط منه إذا جوزي بالخزي يوم القيامة، وأما من كان أهلا وعدل فيها فأجره عظيم كما تظاهرت به الأخبار، ولكن في الدخول فيها خطر عظيم ولذلك امتنع الأكابر منها".
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: "يا رسول الله، ألا تستعملني؟" قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: (يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها) ]رواه مسلم[.
وعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللهم، من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به) ]رواه مسلم[.
فعلى من وُلِّي من أمر المسلمين شيئا الرفق بهم، والاجتهاد في قضاء حاجاتهم، فإنما هو راع وهم رعيته، وإنما هو مسؤول عنهم يوم القيامة، فعليه أن يجتنب مسالك الشيطان، ألا يستزله، فإن الشيطان إليه أقرب.
* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 105
الخميس 20 صفر 1439 هـ
الحمد لله القوي المتين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وآله وصحبه أجمعين، أما بعد...
إن السمع والطاعة كما ذكرنا هي العلامة الفارقة بين أهل السنة وأهل البدع، وإن مفارقة الجماعة محرمة كما بَيَّنَّا، وإن فيها هلاك المرء وفساد دينه، وإن الصبر على الأمير واجب وإن صدر منه ما يُكره، وسنبين في هذه المقالة بعض المسائل المهمة المتعلقة بها، كمن تجب لهم الطاعة وحدودها.
من تجب لهم الطاعة:
تجب الطاعة لمن وُلِّي أمرا من أمور المسلمين، سواء كان خليفة أو واليا أو أمير حرب أو سرية أو نحوه... قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميرِي فقد أطاعَنِي، ومن عصى أميري فقد عصانِي) ]متفق عليه[. وفي هذا دليل على أن الطاعة واجبة لكل من ولَّاه الله أمرا من أمور المسلمين.
معنى الأثرة:
وقد أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- البيعة من الصحابة واشترط عليهم أمورا، قال عبادة بن الصامت: "دعانا النبي -صلى الله عليه وسلم- فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان" ]رواه البخاري[.
قال القاضي في شرح الحديث: "أي عاهدناه بالتزام السمع في حالتي الشدة والرخاء وتارتي الضراء والسراء، وإنما عبَّر عنه بصيغة المفاعلة للمبالغة أو للإيذان بأنه التزم لهم أيضا بالأجر والثواب والشفاعة يوم الحساب على القيام بما التزموا، والمنشط والمكره مفعلان من النشاط والكراهة للمحل أي فيما فيه نشاطهم وكراهتهم، أو الزمان أي في زماني انشراح صدورهم وطيب قلوبهم وما يضاد ذلك، (وعلى أثرة) بفتحتين اسم من "أثَرَ" بمعنى اختار أي على اختيار شخص علينا بأن نؤثره على أنفسنا، كذا قيل، والأظهر أن معناه على الصبر إيثار الأمراء أنفسهم علينا، وحاصله أن (على أثرة) ليست بصلة للمبالغة بل متعلق مقدر أي بايعناه على أن نصبر على أثرة علينا".
وعن سلمة بن يزيد الجعفي -رضي الله عنه- قال: "يا نبي الله، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟" فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس، وقال: "اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتم". ]رواه مسلم[. والمراد بقوله أي اسمعوا قولا وأطيعوا فعلا، فإن عليهم ما حُمِّلوا من العدل وإعطاء الرعية حقهم، وعليكم ما حُمِّلتم من الطاعة والصبر على البلية، وقد ورد هذا في قوله تعالى: }قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ{ ]النور: 54[، ومعناه أنه يجب على كل أحد ما كلف به، وليس على الأمراء إلا ما حمَّلهم الله وكلفهم به من العدل والقسط، فإن لم يقوموا بذلك فعليهم الوزر والوبال، وأما الرعية فعليهم ما كُلِّفوا به من السمع والطاعة وأداء الحقوق، فإذا قاموا بما عليهم آتاهم الله -تعالى- أجورهم وأثابهم.
حدود الطاعة:
وتجب طاعة الأمراء ما لم تكن في معصية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنهم -أي أهل السنة والجماعة- لا يجوزون طاعة الإمام في كل ما يأمر به، بل لا يوجبون طاعته إلا فيما تسوغ طاعته فيه في الشريعة، فلا يجوزون طاعته في معصية الله وإن كان إماماً عادلاً، فإذا أمرهم بطاعة الله أطاعوه، مثل أن يأمرهم بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصدق، والعدل، والحج، والجهاد في سبيل الله. فهم في الحقيقة إنما أطاعوا الله" ]منهاج السنة[.
وقد خرجت طائفة من أهل الشام زمن الأمويين يرون الطاعة المطلقة للإمام، يقول ابن تيمية -رحمه الله- عن هذه الطائفة: "وأما غالية الشام أتباع بني أمية فكانوا يقولون: إن الله إذا استخلف خليفة تقبَّل منه الحسنات، وتجاوز له عن السيئات، وربما قالوا: إنه لا يحاسبه، ولهذا سأل الوليد بن عبد الملك عن ذلك العلماء فقالوا: يا أمير المؤمنين أنت أكرم على الله أم داود؟ وقد قال له: }يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ{ ]ص: 26[، وكذلك سؤال سليمان بن عبد الملك عن ذلك لأبي حازم المدني في موعظته المشهورة فذكر له هذه الآية"، ثم بيَّن -رحمه الله تعالى- ضلالهم فقال: "لكن غلط من غلط منهم من جهتين، من جهة: أنهم كانوا يطيعون الولاة طاعة مطلقة، ويقولون: إن الله أمر بطاعتهم، والثانية: قول من قال منهم: إن الله إذا استخلف خليفة تقبَّل منه الحسنات وتجاوز له عن السيئات".
عظم أمر الإمارة:
وإن أمر الإمارة عظيم خطير، وإنها لا يقوى عليها إلا خيرة الرجال، ولذلك لم يعط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الإمارة من طلبها منه، فعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: دخلت على النبي -صلى الله عليه- وسلم أنا ورجلان من قومي، فقال أحد الرجلين: "أمِّرنا يا رسول الله"، وقال الآخر مثله، فقال: (إنا لا نولي هذا من سأله، ولا من حرص عليه) ]رواه البخاري[.
وإن الإمارة خزي وعار يوم القيامة لمن لم يقم بحقها، فعن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة وبئست الفاطمة) ]رواه البخاري[.
قال النووي: "هذا أصل عظيم في اجتناب الولاية ولا سيما لمن كان فيه ضعف، وهو في حق من دخل فيها بغير أهلية ولم يعدل، فإنه يندم على ما فرط منه إذا جوزي بالخزي يوم القيامة، وأما من كان أهلا وعدل فيها فأجره عظيم كما تظاهرت به الأخبار، ولكن في الدخول فيها خطر عظيم ولذلك امتنع الأكابر منها".
وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: "يا رسول الله، ألا تستعملني؟" قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: (يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها) ]رواه مسلم[.
وعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللهم، من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به) ]رواه مسلم[.
فعلى من وُلِّي من أمر المسلمين شيئا الرفق بهم، والاجتهاد في قضاء حاجاتهم، فإنما هو راع وهم رعيته، وإنما هو مسؤول عنهم يوم القيامة، فعليه أن يجتنب مسالك الشيطان، ألا يستزله، فإن الشيطان إليه أقرب.
* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 105
الخميس 20 صفر 1439 هـ