إن اللَّه بريء من المشركين ورسولُه إن مجادلة أهل الضلال للمؤمنين لصدهم عن بعض دينهم أو كله ...
منذ يوم
إن اللَّه بريء من المشركين ورسولُه
إن مجادلة أهل الضلال للمؤمنين لصدهم عن بعض دينهم أو كله سنّة مستمرة لا تنقطع ما دام هناك إيمان وكفر على هذه الأرض، ولن يتوقف الطواغيت عن هذه المجادلة حتى يجعلوا الناس عبيدا لهم من دون الله، يطيعونهم في معصية الله سبحانه، ويتبعونهم على غير هدى أو كتاب مبين.
ولا زلنا نرى بعض من يزعم الإسلام يجادل المجاهدين في قتال بعض طوائف الشرك أو كلها، فبعد الغزو الأمريكي للعراق وما فتح الله به على الموحدين من تنكيل في الصليبيين، وجدنا التأييد الكبير من مختلف الطوائف لأهل الجهاد جزاء على ما يفعلونه من صد لعادية المحتلين لبلاد المسلمين.
فلما وجدوا أن المجاهدين لا يقتصرون في جهادهم على الكافر المحارب فحسب، وإنما يشملون به طوائف الكفر كلها سواء كان كفرها أصليا أو طارئا، رأينا كيف بدأ الكثير من المصفقين ينفضّون عن أهل التوحيد، ويعادونهم وينعتونهم بأبشع الأوصاف، بل ويعينون الصليبيين المحتلين عليهم، وسمعنا بعضهم يشترط على المجاهدين أن يكون القتال لأمريكا وجنودها فقط، دون أوليائها من مرتدي الشرطة والجيش، فضلا عن بقية أصناف المرتدين، كالروافض والديموقراطيين وغيرهم.
كما وجدنا تكرارا لهذا الأمر في الشام، إذ كنا ولا زلنا نرى مختلف الطوائف من الناس تفرح أشد الفرح عندما يرون جنود الدولة الإسلامية يقيمون حكم الله في الروافض والنصيرية ذبحا وتقتيلا، ثم إذا رأوا حكم الله يقام على مرتدي الصحوات أو غيرهم من طوائف الردة إذا هم يستنكرون.
وتجد هؤلاء الضالين المضلين يجادلون عن المشركين المرتدين، ويعصمون دماءهم التي أباحها الله تعالى بسبب كفرهم به سبحانه، بعبارات مختلقة ما أنزل الله بها من سلطان، من قبيل "حرمة الدم العراقي"، و"حرمة دماء الثوار"، وغيرها من العبارات التي يحرمون بها ما شاؤوا ويبيحون بها ما شاؤوا من دين الله عز وجل.
ولا شك أن القصة ذاتها مكررة في مصر، وسيناء، وخراسان، وليبيا، واليمن، والصومال، والقوقاز، وشرق آسيا، وغيرها من الأصقاع والبلدان التي يجاهد فيها جنود الخلافة أعداء الله بمختلف مللهم ونحلهم.
وإن المجاهد الموحد لله عز وجل، الكافر بالطواغيت، لا يمكن أن يلتفت إلى شيء من هذا، إذ مرجعه في أمره كله كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فإباحة الدماء وتحريمها من الله عز وجل وحده، أما مسألة تقديم قتال صنف من المشركين، أو تأخير قتال آخر، بحسب درجة ضررهم على المسلمين، أو بحسب قوة المسلمين، فيطيع في ذلك إمامه، وليس ذلك من تحريم الحلال أو تحليل الحرام في شيء، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59].
بل على المسلم عموما أن يحذر على دينه من طاعة المشركين في أي أمر فيه مخالفة لأمر ربه عز وجل، حذار أن يصير من المشركين، كما قال ربه جل وعلا: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121]، فيحذر كل الحذر من استباحة دم معصوم، أو تحريم دم مباح، خوفا من الناس أو إرضاء لهم، أو طمعا في نصرتهم، ويكون من الذين قال الله تعالى فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} [محمد: 25-26].
فيا جنود الخلافة، امضوا على بركة الله، قاتلوا أعداء الله، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، قاتلوا المشركين بكل طوائفهم حتى يكفروا بما يعبدون من دون الله، ويؤمنوا بالله وحده، كما أمركم ربكم: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 5].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 108
الخميس 12 ربيع الأول 1439 هـ
إن مجادلة أهل الضلال للمؤمنين لصدهم عن بعض دينهم أو كله سنّة مستمرة لا تنقطع ما دام هناك إيمان وكفر على هذه الأرض، ولن يتوقف الطواغيت عن هذه المجادلة حتى يجعلوا الناس عبيدا لهم من دون الله، يطيعونهم في معصية الله سبحانه، ويتبعونهم على غير هدى أو كتاب مبين.
ولا زلنا نرى بعض من يزعم الإسلام يجادل المجاهدين في قتال بعض طوائف الشرك أو كلها، فبعد الغزو الأمريكي للعراق وما فتح الله به على الموحدين من تنكيل في الصليبيين، وجدنا التأييد الكبير من مختلف الطوائف لأهل الجهاد جزاء على ما يفعلونه من صد لعادية المحتلين لبلاد المسلمين.
فلما وجدوا أن المجاهدين لا يقتصرون في جهادهم على الكافر المحارب فحسب، وإنما يشملون به طوائف الكفر كلها سواء كان كفرها أصليا أو طارئا، رأينا كيف بدأ الكثير من المصفقين ينفضّون عن أهل التوحيد، ويعادونهم وينعتونهم بأبشع الأوصاف، بل ويعينون الصليبيين المحتلين عليهم، وسمعنا بعضهم يشترط على المجاهدين أن يكون القتال لأمريكا وجنودها فقط، دون أوليائها من مرتدي الشرطة والجيش، فضلا عن بقية أصناف المرتدين، كالروافض والديموقراطيين وغيرهم.
كما وجدنا تكرارا لهذا الأمر في الشام، إذ كنا ولا زلنا نرى مختلف الطوائف من الناس تفرح أشد الفرح عندما يرون جنود الدولة الإسلامية يقيمون حكم الله في الروافض والنصيرية ذبحا وتقتيلا، ثم إذا رأوا حكم الله يقام على مرتدي الصحوات أو غيرهم من طوائف الردة إذا هم يستنكرون.
وتجد هؤلاء الضالين المضلين يجادلون عن المشركين المرتدين، ويعصمون دماءهم التي أباحها الله تعالى بسبب كفرهم به سبحانه، بعبارات مختلقة ما أنزل الله بها من سلطان، من قبيل "حرمة الدم العراقي"، و"حرمة دماء الثوار"، وغيرها من العبارات التي يحرمون بها ما شاؤوا ويبيحون بها ما شاؤوا من دين الله عز وجل.
ولا شك أن القصة ذاتها مكررة في مصر، وسيناء، وخراسان، وليبيا، واليمن، والصومال، والقوقاز، وشرق آسيا، وغيرها من الأصقاع والبلدان التي يجاهد فيها جنود الخلافة أعداء الله بمختلف مللهم ونحلهم.
وإن المجاهد الموحد لله عز وجل، الكافر بالطواغيت، لا يمكن أن يلتفت إلى شيء من هذا، إذ مرجعه في أمره كله كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فإباحة الدماء وتحريمها من الله عز وجل وحده، أما مسألة تقديم قتال صنف من المشركين، أو تأخير قتال آخر، بحسب درجة ضررهم على المسلمين، أو بحسب قوة المسلمين، فيطيع في ذلك إمامه، وليس ذلك من تحريم الحلال أو تحليل الحرام في شيء، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59].
بل على المسلم عموما أن يحذر على دينه من طاعة المشركين في أي أمر فيه مخالفة لأمر ربه عز وجل، حذار أن يصير من المشركين، كما قال ربه جل وعلا: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121]، فيحذر كل الحذر من استباحة دم معصوم، أو تحريم دم مباح، خوفا من الناس أو إرضاء لهم، أو طمعا في نصرتهم، ويكون من الذين قال الله تعالى فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} [محمد: 25-26].
فيا جنود الخلافة، امضوا على بركة الله، قاتلوا أعداء الله، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، قاتلوا المشركين بكل طوائفهم حتى يكفروا بما يعبدون من دون الله، ويؤمنوا بالله وحده، كما أمركم ربكم: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 5].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 108
الخميس 12 ربيع الأول 1439 هـ