أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء عن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه ...
منذ 6 ساعات
أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
عن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قبل موته بثلاث، يقول: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل، فإن قوما أرداهم سوء ظنهم بالله -عز وجل- فقال لهم: {وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ}[فصلت: 23]) [رواه مسلم].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقول الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي..) [رواه مسلم]
أخي المجاهد، انزع من قلبك الهم والحزن واستعن بمولاك وأحسن الظن به، فهو لا يَرُدُّ من استجار به، ولا يُبعد من تقرب إليه، فكم أزال عنك شدة، وكم دفع عنك مكروها.
هو الذي خلقك ورزقك وربَّاك وعدلك، رزقك وأنت في رحم أمك، وأجرى لك اللبن سائغا دافئا فور خروجك، وما زال يطعمك ويسقيك ويكسوك ويشفيك ويحميك.
ربَّاك وعلَّمك وحفظ عليك سمعك وبصرك، ومنَّ عليك بكل ما تمتعت به من نعم وأولها أن أوجدك، ثم هداك، ثم اصطفاك، هداك للإسلام، واصطفاك لقتال أعدائه، فكم أنت محظوظ أن جعلك أحد جنوده، ولست أحد جنود الطواغيت، فأنت -أخي- على خير عظيم ما التزمت تقاه ولزمت طريقه.
تذكر دائما -أخي- أن الله رحمن رحيم، وأنك تردد هاتين الصفتين في اليوم والليلة بضع عشرة مرة في صلاتك المفروضة وتكررهما في البسملة، فحاشا للرحمن الذي هو أرحم بك من أمك أن يتخلى عنك فأحسن الظن به تفلح.
رُوي أن حماد بن سلمة عاد سفيان الثوري، فقال له: يا أبا سلمة أترى الله يغفر لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خُيِّرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوَي، لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوَي، وذلك أن الله أرحم بي من أبوَي.
فلتكن -أخي- عالي الهمة شديد التعلُّق بالله والتوكل عليه، فإن حسن الظن بالله باب من أبواب التوكل عليه والاعتماد عليه، فلن تستطيع التوكل على الله ما لم تُحسن الظن به.
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: لله أرحم بعبده يوم يأتيه أو يوم يلقاه من أم واحد فرشت له بأرض فيء ثم قامت فلمست فراشه بيدها، فإن كان به شوكة كانت بها قبله، وإن كانت لدغة كانت بها قبله.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 109
الخميس 19 ربيع الأول 1439 هـ
عن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قبل موته بثلاث، يقول: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل، فإن قوما أرداهم سوء ظنهم بالله -عز وجل- فقال لهم: {وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ}[فصلت: 23]) [رواه مسلم].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقول الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي..) [رواه مسلم]
أخي المجاهد، انزع من قلبك الهم والحزن واستعن بمولاك وأحسن الظن به، فهو لا يَرُدُّ من استجار به، ولا يُبعد من تقرب إليه، فكم أزال عنك شدة، وكم دفع عنك مكروها.
هو الذي خلقك ورزقك وربَّاك وعدلك، رزقك وأنت في رحم أمك، وأجرى لك اللبن سائغا دافئا فور خروجك، وما زال يطعمك ويسقيك ويكسوك ويشفيك ويحميك.
ربَّاك وعلَّمك وحفظ عليك سمعك وبصرك، ومنَّ عليك بكل ما تمتعت به من نعم وأولها أن أوجدك، ثم هداك، ثم اصطفاك، هداك للإسلام، واصطفاك لقتال أعدائه، فكم أنت محظوظ أن جعلك أحد جنوده، ولست أحد جنود الطواغيت، فأنت -أخي- على خير عظيم ما التزمت تقاه ولزمت طريقه.
تذكر دائما -أخي- أن الله رحمن رحيم، وأنك تردد هاتين الصفتين في اليوم والليلة بضع عشرة مرة في صلاتك المفروضة وتكررهما في البسملة، فحاشا للرحمن الذي هو أرحم بك من أمك أن يتخلى عنك فأحسن الظن به تفلح.
رُوي أن حماد بن سلمة عاد سفيان الثوري، فقال له: يا أبا سلمة أترى الله يغفر لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خُيِّرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوَي، لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوَي، وذلك أن الله أرحم بي من أبوَي.
فلتكن -أخي- عالي الهمة شديد التعلُّق بالله والتوكل عليه، فإن حسن الظن بالله باب من أبواب التوكل عليه والاعتماد عليه، فلن تستطيع التوكل على الله ما لم تُحسن الظن به.
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: لله أرحم بعبده يوم يأتيه أو يوم يلقاه من أم واحد فرشت له بأرض فيء ثم قامت فلمست فراشه بيدها، فإن كان به شوكة كانت بها قبله، وإن كانت لدغة كانت بها قبله.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 109
الخميس 19 ربيع الأول 1439 هـ