الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 110 الافتتاحية: عليكم بالشام مجددا، يزعم المشركون ...

منذ 2025-07-28
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 110
الافتتاحية:

عليكم بالشام

مجددا، يزعم المشركون انتصارهم على الدولة الإسلامية، فيخرج طواغيت الشرق والغرب ليعلنوا انتهاء حربهم ضدها، بل ويمضي أحدهم بعيدا في خداعه لأتباعه فيبشرهم بانتهاء الدولة الإسلامية، والقضاء على كل مجاهديها، في حين يكتفي آخر بإعلان الانتصار عليها، مُنبِّها إلى استعداده للاستمرار في حربه حتى القضاء على آخر جندي من جنودها.

وقد اعتدنا طوال هذه السنين على التصريحات المتهورة التي يطلقها طواغيت الشرق والغرب كل فترة معلنين انتهاء الحرب ضد المجاهدين بعد أن يخدعوا شعوبهم وأسيادهم بأوهام انتصارات يروِّجون لها على أنها خاتمة الحروب، وحاسمة المعارك.

وليس بعيدا عنا عبارة الأحمق المطاع بوش الثاني: "تمت المهمة"، التي لا زالت إلى يومنا هذا مدار سخرية العالم، بعدما رأوا ما أعقبها من هزيمة مدوية تعرض لها جيش بوش الصليبي الذي سحقه المجاهدون في العراق، قبل أن يتمكن خلفه بغل اليهود أوباما من إنقاذ فلوله من الإبادة بسحبهم من ساحة المعركة، معتبرا هذا الانسحاب المخزي نصرا كبيرا، وأحد أكبر إنجازات حكمه لأمريكا.

كما اعتدنا على تصريحات قادة أحزاب الردة وفصائل الضرار التي يطلقونها في كل مرَّة، تداعب أخبارُ الإعلام خيالاتهم المريضة، فتنشيهم هذه السكرة حتى يحسبوا أن الساحة قد خلت لهم، فلم يبق إلا أن يصبُّوا أسن أفكارهم في قلوب المسلمين وعقولهم، فيتبعوهم على ضلالهم، ويتخذوهم رموزا، وينصبوهم أئمة، ولو اتعظ هؤلاء بمصير إخوانهم من صحوات العراق، وهم بعد عقد من الزمان على مزاعمهم بانتهاء الدولة الإسلامية لا زالوا محتمين من بطش جنودها بالروافض ومخابرات الطواغيت، لكَفَوا أنفسهم الخيبات، وكفوا المسلمين الأذى.

لقد جاهد الصليبيون وأحلافهم من الطواغيت ومرتدو الصحوات طوال عقد من الزمان، ساعين إلى إطفاء جذوة الجهاد التي لم تزل مشتعلة في أرض العراق، مخافة أن يمتد شررها إلى هشيم الحكومات الطاغوتية في محيطه، فخيَّبهم الله تعالى، وبقي الجهاد متَّقِدا، تتعاهد جذوته سلاسل من الرجال الأفذاذ، كلما هلك دون لوائه عَلَم، قام تحته أَخُوهُ، حتى مكَّنهم الله من إيقاد ناره في الشام، وإلهابها في جيش النصيرية، وفصائل الردَّة، وجموع الملحدين، يورون بما أمدَّهم الله به من مدد الشام نار الجهاد من جديد بقطعان الروافض والصحوات في مدن العراق التي حسب الروافض أن قد أمَّنوها، وأريافه التي ظنُّوا أنهم قدروا عليها، وصحاريه التي خدعوا أنفسهم بتمثيليات أرتالهم العسكرية التي تجوبها على تخوُّف وترقب، حتى أساء الله وجوه المرتدين، وأرى الموحدين ما يحبّون من الفتح والتمكين، والخلافة وظهور الدين، وصار أقصى أماني المشركين أن يَخبو لظى الجهاد في العراق، فيعود جمرا يُشعُّ سناه من تحت الرماد، وهيهات.. هيهات، فمن أحيا الجهاد في العراق طوال هذه السنين، لن يزال حيا قيوما، ولن يزال عباده يتقرَّبون إليه على هذه الأرض بقتال المشركين والمرتدين، فلا خوف على الجهاد في العراق، بإذن الله تعالى.

واليوم يأمل المشركون أن يطفئوا نور الإسلام في الشام، ويعيدوا هذه الأرض المقدسة إلى ما كانت عليه قبل أن تنفي عنها نارُ الجهاد خبثَ المشركين، وتزهر في ربوعها غراس التوحيد، بل وتثمر، دولة تحكم بشريعة الرحمن، وخلافة على منهاج النبي العدنان، وجماعة أرَزَ إليها المسلمون من كل مكان.

ولا زلنا على يقين بأن كل ما منَّ الله به علينا من منح، وما ابتلانا به من محن، ما هو إلا شيء يسير مما أعده لنا على أرض الشام من فتن وملاحم، يهلك فيها من هلك، ويرفع الله فيها من بإيمانه ارتفع، فهي عقر دار المؤمنين، وهي خيرة الله من أرضه يصطفي إليها خيرته من عباده، وإليها وجَّه النبي -عليه الصلاة والسلام- من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

فعليكم بالشام، عليكم بالشام، عليكم بالشام، وعليكم باليمن، فقد تكفّل الله بالشام وأهله.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 110
الخميس 26 ربيع الأول 1439 ه‍ـ

683b4f9a9ea34

  • 0
  • 0
  • 140

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً