حكومات الصحوات تأكل ثورتهم لا تقف مهازل صحوات الردة عند حد، بل هم دائبون على الهبوط أكثر في ...
منذ يوم
حكومات الصحوات تأكل ثورتهم
لا تقف مهازل صحوات الردة عند حد، بل هم دائبون على الهبوط أكثر في دركات الانحطاط، لا يسوقهم إلى ذلك منازعتهم لأهل الحق فقط، ولكن تنافسهم فيما بينهم على إرضاء المشركين، والترؤُّس على فسطاط المرتدين، ومن ذلك ما نراه اليوم من صراعات بين أطراف الصحوات على تشكيل الحكومات الطاغوتية في إدلب وما يحيط بها من مناطق يسيطر عليها أولئك المرتدون.
وليس هذا النوع من المهازل عن "ثوار الشام" بجديد، بل هي من اللوازم التي كانت ولا زالت من أهم أسباب الفشل في صف المرتدين المتخم بالحمقى والمغفلين، واللصوص والمتاجرين، فلا زلنا نسمع ونرى منذ الأيام الأول للجهاد في الشام، عن أسماء كبيرة لجماعات وكتائب، وألوية وفرق وجيوش، ليس لها من أسمائها شيء إلا جعجعة لأنفار من المسلحين، يزاود كل منهم على إخوانه بالألقاب الفارغة من المضمون، والخيالات المنفصلة عن الواقع، ثم رأينا كيف تشكلت من تلك التجمعات الفوضوية، مجالس عسكرية، وهيئات أركان، هدفها الأول فتح بوابات كبيرة لسرقة الدعم والتمويل الذي يقدمه الطواغيت، وأجهزة مخابراتهم، لشراء الولاءات، وتحقيق المشاريع والمخططات، التي كان أبرزها وأهمها -وبلا شك- قتال الدولة الإسلامية، ومنع سقوط نظام الطاغوت النصيري بشار الأسد.
ووجدنا كيف تتشكل "المحاكم الشرعية" التي تحكم بغير شريعة الله، ثم تلتئم في "هيئات شرعية" ليس بينها وبين شرع الله -تعالى- إلا ذلك الانتساب الكاذب إليه، ورأينا كيف كان الشرط الأهم في تلك "الهيئات" أن تكون مكونة من قضاة ينتمون إلى مختلف الفصائل والتنظيمات، سواء منها الصادق في عزيمته على المناداة بالديموقراطية والعلمانية، أو أختها التي تنادي كذبا بتحكيم الشريعة وإقامة الدين، ولم يكن من وراء ذلك كله إلا رغبة قادة تلك الفصائل بخداع أتباعهم وأنصارهم أنهم يحكمون بشريعة الله تعالى، ويقنعوا مموليهم أن لديهم الأهلية لحكم المناطق التي يتواجدون فيها، ويزعم كل منهم التفرد بالسيطرة عليها.
واليوم لم تعد المجالس العسكرية، والأحزاب السياسية، والهيئات البدعية، ترضي عقول أولئك السفهاء، فصار طموح كل منهم لا يقف دون أن يكون لديه كيانات مثيرة للسخرية يطلقون عليها أسماء حكومات، ويسمُّون الموظفين فيها وزراء، فصار لدى كل طائفة منهم حكومة أو ما يشابهها، هدفها الأول إرضاء دول الكفر، وإقناعها بأهلية كل من قادة تلك الفصائل للحكم بدلا عن الطواغيت الحاكمين حاليا، في الوقت الذي يسيرون على منهج الإخوان المرتدين في إعلان الرغبة بتحكيم الشريعة مخادعة لأتباعهم المغفلين، وإسكاتا لأصوات المعارضين.
وكما كان الشأن في التهام الكتائب والألوية لبعضها البعض فيما سبق، لأنها لا تجد طريقة للنمو إلا على حساب أخواتها، فإن حكومات الردة في إدلب تأكل بعضها البعض، مستقوية بالفصائل المسلحة التي هي واجهة لها، بمجرد أن تجد سكوتا عن ذلك من الدول الداعمة لهذه الحكومة أو تلك.
وها نحن نشاهد بأم أعيننا اليوم تهاوي كل الخرافات التي شنَّع بها طواغيت الفصائل والتنظيمات على الدولة الإسلامية من قبل، من قبيل مشاورة مرتدي الصحوات في إعلان الدول ونصب الأئمة، ومن قبيل عدم الاستفراد بالساحة، واستنكار التغلب، في الوقت الذي كانت فيه دعوى الدولة الإسلامية شرعية صريحة، ودعواهم جاهلية باطنية.
فالدولة الإسلامية أعلنت بوضوح أنها تقاتل كل طائفة ممتنعة عن تحكيم شريعة رب العالمين، وتكفرها هي وأفرادها، ولا تسمح بوجودها، فضلا أن تستشيرهم في أمر من أمور المسلمين، بينما هم اعتبروا أولئك المرتدين إخوانا لهم، وطالبوا ألا يعقد أمر دون مشورتهم، بل ووالوهم على المسلمين في حربهم لمنع تحكيم الشريعة، وإقامة الدين، ثم ها هم يستفرد كل منهم بإعلان حكومة طاغوتية، ويتقاتلون فيما بينهم على الأموال المخابراتية، ورضا الدول الصليبية، ليستبين لكل ذي عقل أن كل دعاويهم ضد الدولة الإسلامية منذ سنين، التي استباحوا بها دماء جنودها، وجعلوهم بناء عليها خوارج مارقين، وقتلة مفسدين، لم تكن إلا لإخفاء حقيقة العداء، وأنه كعداء بني إسرائيل لدين الإسلام، ليس وراءه إلا الكبر والحسد، والهوى والضلال المبين.
ولن تزال الأيام تفضح خبيئات المجرمين، وتكشف سرائرهم للناس، ليفرح من اهتدى بهداية الله له، ويعتبر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شديد، ويهلك الله الظالمين بظلمهم، وما ربك بظلام للعبيد.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 111
الخميس 3 ربيع الثاني 1439 هـ
لا تقف مهازل صحوات الردة عند حد، بل هم دائبون على الهبوط أكثر في دركات الانحطاط، لا يسوقهم إلى ذلك منازعتهم لأهل الحق فقط، ولكن تنافسهم فيما بينهم على إرضاء المشركين، والترؤُّس على فسطاط المرتدين، ومن ذلك ما نراه اليوم من صراعات بين أطراف الصحوات على تشكيل الحكومات الطاغوتية في إدلب وما يحيط بها من مناطق يسيطر عليها أولئك المرتدون.
وليس هذا النوع من المهازل عن "ثوار الشام" بجديد، بل هي من اللوازم التي كانت ولا زالت من أهم أسباب الفشل في صف المرتدين المتخم بالحمقى والمغفلين، واللصوص والمتاجرين، فلا زلنا نسمع ونرى منذ الأيام الأول للجهاد في الشام، عن أسماء كبيرة لجماعات وكتائب، وألوية وفرق وجيوش، ليس لها من أسمائها شيء إلا جعجعة لأنفار من المسلحين، يزاود كل منهم على إخوانه بالألقاب الفارغة من المضمون، والخيالات المنفصلة عن الواقع، ثم رأينا كيف تشكلت من تلك التجمعات الفوضوية، مجالس عسكرية، وهيئات أركان، هدفها الأول فتح بوابات كبيرة لسرقة الدعم والتمويل الذي يقدمه الطواغيت، وأجهزة مخابراتهم، لشراء الولاءات، وتحقيق المشاريع والمخططات، التي كان أبرزها وأهمها -وبلا شك- قتال الدولة الإسلامية، ومنع سقوط نظام الطاغوت النصيري بشار الأسد.
ووجدنا كيف تتشكل "المحاكم الشرعية" التي تحكم بغير شريعة الله، ثم تلتئم في "هيئات شرعية" ليس بينها وبين شرع الله -تعالى- إلا ذلك الانتساب الكاذب إليه، ورأينا كيف كان الشرط الأهم في تلك "الهيئات" أن تكون مكونة من قضاة ينتمون إلى مختلف الفصائل والتنظيمات، سواء منها الصادق في عزيمته على المناداة بالديموقراطية والعلمانية، أو أختها التي تنادي كذبا بتحكيم الشريعة وإقامة الدين، ولم يكن من وراء ذلك كله إلا رغبة قادة تلك الفصائل بخداع أتباعهم وأنصارهم أنهم يحكمون بشريعة الله تعالى، ويقنعوا مموليهم أن لديهم الأهلية لحكم المناطق التي يتواجدون فيها، ويزعم كل منهم التفرد بالسيطرة عليها.
واليوم لم تعد المجالس العسكرية، والأحزاب السياسية، والهيئات البدعية، ترضي عقول أولئك السفهاء، فصار طموح كل منهم لا يقف دون أن يكون لديه كيانات مثيرة للسخرية يطلقون عليها أسماء حكومات، ويسمُّون الموظفين فيها وزراء، فصار لدى كل طائفة منهم حكومة أو ما يشابهها، هدفها الأول إرضاء دول الكفر، وإقناعها بأهلية كل من قادة تلك الفصائل للحكم بدلا عن الطواغيت الحاكمين حاليا، في الوقت الذي يسيرون على منهج الإخوان المرتدين في إعلان الرغبة بتحكيم الشريعة مخادعة لأتباعهم المغفلين، وإسكاتا لأصوات المعارضين.
وكما كان الشأن في التهام الكتائب والألوية لبعضها البعض فيما سبق، لأنها لا تجد طريقة للنمو إلا على حساب أخواتها، فإن حكومات الردة في إدلب تأكل بعضها البعض، مستقوية بالفصائل المسلحة التي هي واجهة لها، بمجرد أن تجد سكوتا عن ذلك من الدول الداعمة لهذه الحكومة أو تلك.
وها نحن نشاهد بأم أعيننا اليوم تهاوي كل الخرافات التي شنَّع بها طواغيت الفصائل والتنظيمات على الدولة الإسلامية من قبل، من قبيل مشاورة مرتدي الصحوات في إعلان الدول ونصب الأئمة، ومن قبيل عدم الاستفراد بالساحة، واستنكار التغلب، في الوقت الذي كانت فيه دعوى الدولة الإسلامية شرعية صريحة، ودعواهم جاهلية باطنية.
فالدولة الإسلامية أعلنت بوضوح أنها تقاتل كل طائفة ممتنعة عن تحكيم شريعة رب العالمين، وتكفرها هي وأفرادها، ولا تسمح بوجودها، فضلا أن تستشيرهم في أمر من أمور المسلمين، بينما هم اعتبروا أولئك المرتدين إخوانا لهم، وطالبوا ألا يعقد أمر دون مشورتهم، بل ووالوهم على المسلمين في حربهم لمنع تحكيم الشريعة، وإقامة الدين، ثم ها هم يستفرد كل منهم بإعلان حكومة طاغوتية، ويتقاتلون فيما بينهم على الأموال المخابراتية، ورضا الدول الصليبية، ليستبين لكل ذي عقل أن كل دعاويهم ضد الدولة الإسلامية منذ سنين، التي استباحوا بها دماء جنودها، وجعلوهم بناء عليها خوارج مارقين، وقتلة مفسدين، لم تكن إلا لإخفاء حقيقة العداء، وأنه كعداء بني إسرائيل لدين الإسلام، ليس وراءه إلا الكبر والحسد، والهوى والضلال المبين.
ولن تزال الأيام تفضح خبيئات المجرمين، وتكشف سرائرهم للناس، ليفرح من اهتدى بهداية الله له، ويعتبر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شديد، ويهلك الله الظالمين بظلمهم، وما ربك بظلام للعبيد.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 111
الخميس 3 ربيع الثاني 1439 هـ