ارصدوا المشركين واقتلوهم قال الله تعالى: {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} [التوبة: 5]، قال ...

منذ 2025-08-04
ارصدوا المشركين واقتلوهم

قال الله تعالى: {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} [التوبة: 5]، قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: "الرصد في طرقهم ومسالكهم حتى تضيقوا عليهم الواسع، وتضطروهم إلى القتل أو الإسلام".

هي مفردة من مفردات الجهاد تناسب مرحلة المدافعة والإثخان بالكفار بعد أن انحسرت المواجهة المباشرة في مناطق كثيرة، لتدخل عمليات الرصد والقتل موضع التنفيذ في تلك المناطق التي توسعت فيها حشود الشرك والردة تحت طائرات الحلف الصليبي، ثم انفضت عنهم الطائرات ليبقوا تحت مرصد الأسود التي تتربص بهم القتل والأسر، وهذه العمليات الجهادية تعرف في وقتنا الحاضر بالعمليات الأمنية، التي تبدأ برصد الكفار في طرقهم ومسالكهم ومقراتهم ثم الإغارة عليهم قتلا وتنكيلا، وهذا ما يرعب الصليبيين والمرتدين ويقض مضاجعهم لأنه يضعف معنوياتهم ويبث الرعب في جنودهم ثم تؤول إلى سقوط المدن بأيدي المجاهدين.

لقد أصبح اليوم -بفضل الله- من ولاية ديالى وولاية كركوك وولاية صلاح الدين ما يمثل مثلث الموت، وغدا مربعٌ ومستطيلٌ للعذاب هنا وهناك، ليرتعب الكفار ويتجهزوا من جديد لحملاتهم الفاشلة، فهذا ما جناه المشركون بعد حرب السنين التي استنزفت دماءهم وأموالهم، وناحت نوائحهم في كربلاء المنجسة والنجف الأشرك وفي باقي ديار المشركين لأجلها، ولا بد في هذه المرحلة من تكثيف العمل بأمر الله في الرصد والقتل لكل من أشرك به وعادى دينه، فهو العلاج الأنجع لكف جموعهم المشركة عن طلب قتال الموحدين والانكفاء على المدن لحمايتها من السقوط والتخلي عن الأرياف، ولن تكون مدنهم في مأمن حتى ولو أرجعوا كلابهم الهائمة في أرض القتل والنكال، فالمدن هي هدف الموحدين في طلب الفرائس الثمينة بالاغتيالات والنسف والتفجير.

إن حكومة الشرك في بغداد تسعى لخداع الناس بأنها قد أحكمت قبضتها على أمن هذه المدينة ويريدون رفع الحواجز الأمنية، وهذه الخطوة تذكرنا بما فعلوه بعد ظهور صحوات الردة والعار حين ظنوا أنهم قد غلبوا وأحكموا السيطرة، فإذا بغارات الموحدين من أبناء دولة الإسلام قد سامتهم سوء العذاب، فأرجعوا الحواجز بأضعاف مضاعفة، ثم أصبحوا أضحوكة العالم بسبب تكرار الكذب لتبرير فشلهم الأمني، وذلك بعد خطة حصاد الخير التي قطفت رؤوس جنود الردة وضباطهم المشركين، وكانت تقوم هذه الخطة على مبدأ الرصد والقتل الذي أمر الله -تعالى- به، وقد آتت هذه العمليات أكلها في ذلك الوقت بعد أن ظن الصليبيون والمرتدون أنهم غالبون. قال أمير المؤمنين أبو عمر البغدادي -تقبله الله-: "أبشروا يا جنود الله، فإني أحسب أنكم ابتليتم وصبرتم، وزُلزلتم فثبَتُّم، ورميتم فأشخصتم وما انحنيتم، وتكالبوا عليكم فما تفرقتم واجتمعتم، فهنيئاً لكم الأجر في الآخرة والنصر في الدنيا، فإن عجلته بدأت تدور وتجري بأسرع مما كنا نظن، فاعترف العدو بكل أشكاله وأصنافه بأن الفترة التي أعقبت خطتكم خطة حصاد الخير كانت الأقسى عليهم منذ نحو عام، وليس هذا من قبيل المصادفة فعدد قتلى الأمريكان الأكثر ولم يعد يسعفهم قولهم (قُتل في حادث غير قتالي)!... شهورٌ معدودة وستلامسون النصر بأيديكم وترونه بأعينكم كما رأيتموه من قبل ولكن أكثر نقاءً وصفاءً وثباتاً" [عملاء كذابون].

نعم -والله- صدق الأمير الهمام -تقبله الله-، فقد عادت دولة الإسلام بعد التمحيص والابتلاء لتدخل مرحلة النصر والتمكين وقد رأينا النصر ولمسناه كما قال -تقبله الله- حيث امتدت إلى الشام ثم عادت أقوى في العراق وأُعلنت الخلافة، ونحسب محسنين الظن بربنا -جل وعلا- أننا سنلامس نصرا عاجلا بصدق الثلة التي اختارها الله -تعالى- لحمل هذه الأمانة بعد سنيِّ الحرب الضروس، وبعد هذا البلاء والاصطفاء والتمحيص للمجاهدين، فيا فوارس الإسلام وطليعته الأبرار استمروا في الرصد للمشركين وثبوا عليهم وثبة الأسد الغضاب، وأطلقوا المفارز وعاودوا الكرة في المدن والأرياف، فأنتم أهلٌ لهذه الحرب التي فشل الكفار في مواجهة رجالها الكماة، أهل المكارم والطعان، فإنما النصر صبر ساعة، والعاقبة للمتقين، والحمد لله رب العالمين.


صحيفة النبأ - العدد 111
الخميس 3 ربيع الثاني 1439 ه‍ـ

67944dd38c694

  • 1
  • 0
  • 68

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً