• طاغوت مرتد.. ولا كرامة ولنا اليوم في النزاع الحاصل حول طاغوت الإخوان المرتدين (أحمد ياسين) خير ...
منذ 2025-08-05
• طاغوت مرتد.. ولا كرامة
ولنا اليوم في النزاع الحاصل حول طاغوت الإخوان المرتدين (أحمد ياسين) خير مثال؛ فالرجل رأس من رؤوس الكفر في فلسطين، خرج من الإسلام بنواقض عديدة، ليس أقلها انتماؤه إلى طائفة كفر وردة هم الإخوان المرتدون، ودعوته إليها، بل هو رأس من رؤوسها، وقد أقر على نفسه بقبوله بكفر الديموقراطية، وبرضاه عن مشاركة أتباعه فيها، بل وبأنه يريد "دولة ديموقراطية، السلطة فيها لمن يفوز في الانتخابات"، واحترامه إرادة من "يرفض إقامة دولة إسلامية"، فمن كان على حاله، أو قال بمقاله، فهو طاغوت مرتد، ولا كرامة لمن يعلن الرضا بحكم غير حكم الله ورسوله، كائنا من كان، كما قال ابن القيم، رحمه الله:
فَإِذا دعوك لغير حكمهمَا فَلَا
سمعا لداعي الكفر والعصيان
قل: لَا كَرَامَة، لَا، وَلَا نعما، وَلَا
طَوْعاً لمن يَدْعُو إلى طغيان
ولو أن رجلا من عوام الناس نطق بمثل ذلك الكفر، لما اختُلف في تكفيره كما نرى اليوم، ولكن لكونه "رمزا" مشهورا بين الناس، وخاصة بين طائفة كبيرة العدد هم الإخوان المرتدون، فإن من يتصدى لتكفيره سيعرض نفسه لردَّة فعل كثير من الطوائف التي لا تقبل بهذا الحكم فيه.
فمنهم الجهلة الذين لا تحتمل عقولهم السفيهة أن يكون رجل قاوم اليهود لعقود من الزمان يكفر بكلمة تخرج من فمه، وهذه من خزايا أهل التجهم والإرجاء الذين يخفون عن الناس حقيقة حبوط أعمال المشركين التي هي من أهم مسائل الإيمان وثوابت الاعتقاد، هذا عدا عن موانع التكفير الأخرى التي اخترعها الأبالسة وراجت بين السفهاء، كشيب لحيته، وانعدام حركته، وطول مدة سجنه.
ومنهم أنصاره وأتباعه، الذين لن يرضوا بتكفير "رمزهم"، وسيردون على من فعله باتهامه بأنه عميل لليهود، أو أنه يضعف صف المقاومين الذين يتبعون هذا "الرمز"، أو أنه بتكفيره لهذا الطاغوت يشق صف المسلمين، أخزى الله من غضِب لأمثاله... ومنهم... ومنهم...
• ظلمات بعضها فوق بعض
والمصيبة لا تقتصر على التوقف في الطاغوت (أحمد ياسين) وأمثاله، فالساكت عنه ينبغي عليه -وبلا شك- السكوت عن كل من فعل فعله من المشركين أو شابه حاله، لأنه مضطر أن يعدل بينهم في الحكم، فلا يقبل منه بحال أن يكفِّر من يعلن رضاه بالديموقراطية من قادة الصحوات في الشام، وهو يعذر من قال بذلك من طواغيت الإخوان، ولذلك لجأ بعضهم إلى حيلة أن يثبت الحكم بالتكفير ثم يمتنع عن إطلاقه على فاعله، بأن يجترح لهم عذرا عاما يبرؤهم جميعا به من هذا الوصف الذي استحقوه.
وليس فيما نقوله افتراء عليه، بل هو السبب الغالب في كثير من الحالات المشابهة، كقولهم بإعذار طواغيت البرلمانات بالتأويل، لأن ممن اقترف هذا الكفر "رموز" كبار لا يجرؤ أئمة الضلال على تحكيم شرع الله -تعالى- فيهم، بتكفيرهم، هم وعبَّادهم، من أمثال (حسن البنا) و(مصطفى السباعي) وغيرهم، فإذا وسعنا البحث في حكم من أباح لهم ولأمثالهم هذا الكفر، أو أعلن الرضا به، أو دعا إلى إعانتهم عليه، فإن قائمة "الرموز" المرتدين ستصبح أطول، وحشد من سترعد أنوفهم لأجلهم أكبر، ولذلك لم يكن عند أئمة الضلال إلا أن يعذروا من ترشح للبرلمانات بالتأويل، ليخرجوا "الرموز" المرتدين وأولياءهم من دائرة التكفير التي أحاطت بهم.
بل امتد إعذار بعض هؤلاء للطواغيت إلى استباحة ما فعلوه من كفر وشرك، تخلصا من التناقض بين ما يعتقدونه وبين ما يحكمون به، ولا زال من يقترفون هذا المنكر يستدلُّون على صحة فعلهم بفعل أسلافهم من "الرموز" الذين اتخذوهم جُنَّة يتصدون بها لإنكار كل منكِر عليهم، ممن ترعبه أسماء "الرموز"، ويحسب ألف حساب قبل أن يقول فيهم كلمة تسخط أتباعهم، وإن كانت من رضا رب العالمين.
إن المسلم الحق يجعل نصب عينيه قوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]، فلا يجد في نفسه حرجا من الحكم على الناس بما حكم الله -تعالى- فيهم، وإن خالف هواه، فإنه يسلِّم لحكم الله -تعالى- لا لحكم هواه، ليكون على مراد الله لا على مراد نفسه.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 115
الخميس 1 جمادى الأولى 1439 هـ
ولنا اليوم في النزاع الحاصل حول طاغوت الإخوان المرتدين (أحمد ياسين) خير مثال؛ فالرجل رأس من رؤوس الكفر في فلسطين، خرج من الإسلام بنواقض عديدة، ليس أقلها انتماؤه إلى طائفة كفر وردة هم الإخوان المرتدون، ودعوته إليها، بل هو رأس من رؤوسها، وقد أقر على نفسه بقبوله بكفر الديموقراطية، وبرضاه عن مشاركة أتباعه فيها، بل وبأنه يريد "دولة ديموقراطية، السلطة فيها لمن يفوز في الانتخابات"، واحترامه إرادة من "يرفض إقامة دولة إسلامية"، فمن كان على حاله، أو قال بمقاله، فهو طاغوت مرتد، ولا كرامة لمن يعلن الرضا بحكم غير حكم الله ورسوله، كائنا من كان، كما قال ابن القيم، رحمه الله:
فَإِذا دعوك لغير حكمهمَا فَلَا
سمعا لداعي الكفر والعصيان
قل: لَا كَرَامَة، لَا، وَلَا نعما، وَلَا
طَوْعاً لمن يَدْعُو إلى طغيان
ولو أن رجلا من عوام الناس نطق بمثل ذلك الكفر، لما اختُلف في تكفيره كما نرى اليوم، ولكن لكونه "رمزا" مشهورا بين الناس، وخاصة بين طائفة كبيرة العدد هم الإخوان المرتدون، فإن من يتصدى لتكفيره سيعرض نفسه لردَّة فعل كثير من الطوائف التي لا تقبل بهذا الحكم فيه.
فمنهم الجهلة الذين لا تحتمل عقولهم السفيهة أن يكون رجل قاوم اليهود لعقود من الزمان يكفر بكلمة تخرج من فمه، وهذه من خزايا أهل التجهم والإرجاء الذين يخفون عن الناس حقيقة حبوط أعمال المشركين التي هي من أهم مسائل الإيمان وثوابت الاعتقاد، هذا عدا عن موانع التكفير الأخرى التي اخترعها الأبالسة وراجت بين السفهاء، كشيب لحيته، وانعدام حركته، وطول مدة سجنه.
ومنهم أنصاره وأتباعه، الذين لن يرضوا بتكفير "رمزهم"، وسيردون على من فعله باتهامه بأنه عميل لليهود، أو أنه يضعف صف المقاومين الذين يتبعون هذا "الرمز"، أو أنه بتكفيره لهذا الطاغوت يشق صف المسلمين، أخزى الله من غضِب لأمثاله... ومنهم... ومنهم...
• ظلمات بعضها فوق بعض
والمصيبة لا تقتصر على التوقف في الطاغوت (أحمد ياسين) وأمثاله، فالساكت عنه ينبغي عليه -وبلا شك- السكوت عن كل من فعل فعله من المشركين أو شابه حاله، لأنه مضطر أن يعدل بينهم في الحكم، فلا يقبل منه بحال أن يكفِّر من يعلن رضاه بالديموقراطية من قادة الصحوات في الشام، وهو يعذر من قال بذلك من طواغيت الإخوان، ولذلك لجأ بعضهم إلى حيلة أن يثبت الحكم بالتكفير ثم يمتنع عن إطلاقه على فاعله، بأن يجترح لهم عذرا عاما يبرؤهم جميعا به من هذا الوصف الذي استحقوه.
وليس فيما نقوله افتراء عليه، بل هو السبب الغالب في كثير من الحالات المشابهة، كقولهم بإعذار طواغيت البرلمانات بالتأويل، لأن ممن اقترف هذا الكفر "رموز" كبار لا يجرؤ أئمة الضلال على تحكيم شرع الله -تعالى- فيهم، بتكفيرهم، هم وعبَّادهم، من أمثال (حسن البنا) و(مصطفى السباعي) وغيرهم، فإذا وسعنا البحث في حكم من أباح لهم ولأمثالهم هذا الكفر، أو أعلن الرضا به، أو دعا إلى إعانتهم عليه، فإن قائمة "الرموز" المرتدين ستصبح أطول، وحشد من سترعد أنوفهم لأجلهم أكبر، ولذلك لم يكن عند أئمة الضلال إلا أن يعذروا من ترشح للبرلمانات بالتأويل، ليخرجوا "الرموز" المرتدين وأولياءهم من دائرة التكفير التي أحاطت بهم.
بل امتد إعذار بعض هؤلاء للطواغيت إلى استباحة ما فعلوه من كفر وشرك، تخلصا من التناقض بين ما يعتقدونه وبين ما يحكمون به، ولا زال من يقترفون هذا المنكر يستدلُّون على صحة فعلهم بفعل أسلافهم من "الرموز" الذين اتخذوهم جُنَّة يتصدون بها لإنكار كل منكِر عليهم، ممن ترعبه أسماء "الرموز"، ويحسب ألف حساب قبل أن يقول فيهم كلمة تسخط أتباعهم، وإن كانت من رضا رب العالمين.
إن المسلم الحق يجعل نصب عينيه قوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]، فلا يجد في نفسه حرجا من الحكم على الناس بما حكم الله -تعالى- فيهم، وإن خالف هواه، فإنه يسلِّم لحكم الله -تعالى- لا لحكم هواه، ليكون على مراد الله لا على مراد نفسه.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 115
الخميس 1 جمادى الأولى 1439 هـ