بغداد... بين صولات الأبرار ووهْم الانتصار مشهد مزعج جدا لكل طواغيت الأرض، ذاك الذي تصدَّر من ...
منذ يوم
بغداد... بين صولات الأبرار ووهْم الانتصار
مشهد مزعج جدا لكل طواغيت الأرض، ذاك الذي تصدَّر من جديد عناوين نشرات الأخبار، مذكِّرا إياهم لا بعودة كابوس قديم زعموا نهايته فحسب، ولكن بنهاية أحلام يقظة سعَوا جاهدين إلى أن يعيشوها هم وأتباعهم، وبزوال سكرة انتصار وهمي ادعوه لتستريح أعصابهم من ضغط الحرب التي لا أمل في نهايتها ضد الدولة الإسلامية.
فلم تكن صور الدمار، وحمرة الدماء النجسة التي سالت في "ساحة الطيران" هي السبب في تلك الهبَّة الدولية من طواغيت الأرض لتعزية إخوانهم في العراق، فمن قُتلوا هناك أحقر من أن يلتفت لأمرهم أحد من أسيادهم، ولكنها المخاوف من تكرار مسلسل الأحداث التي وقعت قبل أعوام ثلاث لتسفر عن انهيار في الحكم الطاغوتي في بغداد، الذي كاد أن يتسبب بزوال هذه المنظومة التي أشرف على بنائها الصليبيون طيلة عقد من الزمان.
ولذلك وجدنا تكرارا في التصريحات من الأطراف المختلفة بلغت حد التواتر تصف هذا الهجوم الكبير والنوعي للمجاهدين بأنه "خرق أمني"، في محاولة بائسة من قبل مطلقي هذا الوصف لتطمين أنفسهم وأنصارهم إلى سلامة المنظومة الأمنية المهلهلة لحكومة الرافضة في بغداد، كما وجدنا تهافتا على التصريح بالتضامن والدعم والمساندة لهذه الحكومة في حربها ضد "الإرهاب".
وكما أن هجوم "ساحة الطيران" فضح كذبة سيطرة الحكومة الرافضية على الوضع الأمني، وكشفت لداعميها أن جنود الدولة الإسلامية لا زالوا هم هم، بذلك الإصرار العنيد على ضرب أعدائهم في عقر دورهم، وبتلك الشراسة في سعيهم لإيقاع أكبر نكاية ممكنة في صفوف المشركين، فإن واقع الصراع على السلطة ومكاسبها بين الشركاء المتشاكسين في بغداد فضح أيضا كذب كل الأحاديث عن استقرار سياسي قريب يمهد لقيام نظام حكم قادر على بسط سيطرته الحقيقية على أرض العراق.
فإيران التي تعتبر نفسها صاحب الحصة الأكبر في النصر المزعوم في الحرب ضد الدولة الإسلامية لن تقبل -وبلا شك- بحصة متواضعة في مرحلة حصد الغنائم التي تلت الإعلان المتسرع لذلك النصر من حلفائها في العراق والشام، وبالتالي فإنها لن تعطي لخصومها أي أمل في تحجيم نفوذها عما كان عليه قبل دخولها المباشر في الحرب الشاملة ضد الدولة الإسلامية، وذلك في ظل رضا الولايات المتحدة عن هذا النفوذ الذي لا يعطل المصالح الحيوية لها في السيطرة على النفط، والعقود التجارية والاستثمارية لشركاتها الكبرى.
وكما ضمنت لأتباعها في العراق سيطرة شبه كاملة على القوة العسكرية والأمنية عبر المكانة المركزية التي منحتها لفصائل الحشد الرافضي بزعم أنها رأس الحربة في القتال ضد الدولة الإسلامية، فإنها ستسعى بالتأكيد إلى السيطرة من خلالهم على كامل القرار السياسي وذلك تحت مزاعم ضرورة الحفاظ على مكتسبات "الحرب على الإرهاب"، والتخويف من عودة الحال لما كان عليه قبل تدخل إيران لإنقاذ الحكومة الرافضية في بغداد من الانهيار على أيدي جنود الخلافة.
وبين أكاذيب روافض العراق وإيران والشام بحسمهم للمعارك ضد الدولة الإسلامية، وأكاذيبهم بقدرتهم على تحقيق الاستقرار في المناطق التي يسيطرون عليها، يبقى الثابت الذي يجمع الناس على أنه الحقيقة الوحيدة التي لا تقبل التكذيب هو أن الدولة الإسلامية لا زالت لها اليد الطولى التي تستطيع -بقوة الله- تنغيص عيش الروافض في كل مكان، وأن مسلسل الأحداث الذي جرى من خلاله سحق الجيش الرافضي على مدى سنوات يمكن تكراره بصورة أسهل -بإذن الله- مع أي قوَّة جديدة تحاول أن تحل محل هذا الجيش، سواء كانت من فصائل الحشد الرافضي الفوضوية، أو من جيش إيران الذي لن يكون أحسن حالا من جيوش حلفائه في العراق والشام، بل إننا نجزم أن بنية الحكومة الرافضية في بغداد وكل ما يرتبط بها من مصادر قوة أمنية وعسكرية ومالية، هي أضعف بعشرات المرات مما كانت عليه قبل فتح الموصل، كما أن جنود الدولة الإسلامية -بفضل الله- هم أقوى عزيمة على الفتح، وأكثر ثقة بنصر الله لهم، وأفضل قدرة وخبرة، مما كانوا عليه قبل فتح الموصل.
فلتستعد إيران وأذنابها لهذه الحرب طويلة الأمد، وليعلنوا النصر مرَّات ومرَّات، فإن استمرارهم في هذه الحرب لن يؤدي -بإذن الله- إلا إلى إنهاهكم وهروبهم في النهاية كما فعلوا سابقا، ولن تقف حدود انهيارهم عند بغداد في كل مرَّة، ولن يكون حالهم داخل إيران بأفضل من حالهم خارجها بإذن الله، واللهَ نسأل أن يمن على عباده بالفتح القريب، والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 115
الخميس 1 جمادى الأولى 1439 هـ
مشهد مزعج جدا لكل طواغيت الأرض، ذاك الذي تصدَّر من جديد عناوين نشرات الأخبار، مذكِّرا إياهم لا بعودة كابوس قديم زعموا نهايته فحسب، ولكن بنهاية أحلام يقظة سعَوا جاهدين إلى أن يعيشوها هم وأتباعهم، وبزوال سكرة انتصار وهمي ادعوه لتستريح أعصابهم من ضغط الحرب التي لا أمل في نهايتها ضد الدولة الإسلامية.
فلم تكن صور الدمار، وحمرة الدماء النجسة التي سالت في "ساحة الطيران" هي السبب في تلك الهبَّة الدولية من طواغيت الأرض لتعزية إخوانهم في العراق، فمن قُتلوا هناك أحقر من أن يلتفت لأمرهم أحد من أسيادهم، ولكنها المخاوف من تكرار مسلسل الأحداث التي وقعت قبل أعوام ثلاث لتسفر عن انهيار في الحكم الطاغوتي في بغداد، الذي كاد أن يتسبب بزوال هذه المنظومة التي أشرف على بنائها الصليبيون طيلة عقد من الزمان.
ولذلك وجدنا تكرارا في التصريحات من الأطراف المختلفة بلغت حد التواتر تصف هذا الهجوم الكبير والنوعي للمجاهدين بأنه "خرق أمني"، في محاولة بائسة من قبل مطلقي هذا الوصف لتطمين أنفسهم وأنصارهم إلى سلامة المنظومة الأمنية المهلهلة لحكومة الرافضة في بغداد، كما وجدنا تهافتا على التصريح بالتضامن والدعم والمساندة لهذه الحكومة في حربها ضد "الإرهاب".
وكما أن هجوم "ساحة الطيران" فضح كذبة سيطرة الحكومة الرافضية على الوضع الأمني، وكشفت لداعميها أن جنود الدولة الإسلامية لا زالوا هم هم، بذلك الإصرار العنيد على ضرب أعدائهم في عقر دورهم، وبتلك الشراسة في سعيهم لإيقاع أكبر نكاية ممكنة في صفوف المشركين، فإن واقع الصراع على السلطة ومكاسبها بين الشركاء المتشاكسين في بغداد فضح أيضا كذب كل الأحاديث عن استقرار سياسي قريب يمهد لقيام نظام حكم قادر على بسط سيطرته الحقيقية على أرض العراق.
فإيران التي تعتبر نفسها صاحب الحصة الأكبر في النصر المزعوم في الحرب ضد الدولة الإسلامية لن تقبل -وبلا شك- بحصة متواضعة في مرحلة حصد الغنائم التي تلت الإعلان المتسرع لذلك النصر من حلفائها في العراق والشام، وبالتالي فإنها لن تعطي لخصومها أي أمل في تحجيم نفوذها عما كان عليه قبل دخولها المباشر في الحرب الشاملة ضد الدولة الإسلامية، وذلك في ظل رضا الولايات المتحدة عن هذا النفوذ الذي لا يعطل المصالح الحيوية لها في السيطرة على النفط، والعقود التجارية والاستثمارية لشركاتها الكبرى.
وكما ضمنت لأتباعها في العراق سيطرة شبه كاملة على القوة العسكرية والأمنية عبر المكانة المركزية التي منحتها لفصائل الحشد الرافضي بزعم أنها رأس الحربة في القتال ضد الدولة الإسلامية، فإنها ستسعى بالتأكيد إلى السيطرة من خلالهم على كامل القرار السياسي وذلك تحت مزاعم ضرورة الحفاظ على مكتسبات "الحرب على الإرهاب"، والتخويف من عودة الحال لما كان عليه قبل تدخل إيران لإنقاذ الحكومة الرافضية في بغداد من الانهيار على أيدي جنود الخلافة.
وبين أكاذيب روافض العراق وإيران والشام بحسمهم للمعارك ضد الدولة الإسلامية، وأكاذيبهم بقدرتهم على تحقيق الاستقرار في المناطق التي يسيطرون عليها، يبقى الثابت الذي يجمع الناس على أنه الحقيقة الوحيدة التي لا تقبل التكذيب هو أن الدولة الإسلامية لا زالت لها اليد الطولى التي تستطيع -بقوة الله- تنغيص عيش الروافض في كل مكان، وأن مسلسل الأحداث الذي جرى من خلاله سحق الجيش الرافضي على مدى سنوات يمكن تكراره بصورة أسهل -بإذن الله- مع أي قوَّة جديدة تحاول أن تحل محل هذا الجيش، سواء كانت من فصائل الحشد الرافضي الفوضوية، أو من جيش إيران الذي لن يكون أحسن حالا من جيوش حلفائه في العراق والشام، بل إننا نجزم أن بنية الحكومة الرافضية في بغداد وكل ما يرتبط بها من مصادر قوة أمنية وعسكرية ومالية، هي أضعف بعشرات المرات مما كانت عليه قبل فتح الموصل، كما أن جنود الدولة الإسلامية -بفضل الله- هم أقوى عزيمة على الفتح، وأكثر ثقة بنصر الله لهم، وأفضل قدرة وخبرة، مما كانوا عليه قبل فتح الموصل.
فلتستعد إيران وأذنابها لهذه الحرب طويلة الأمد، وليعلنوا النصر مرَّات ومرَّات، فإن استمرارهم في هذه الحرب لن يؤدي -بإذن الله- إلا إلى إنهاهكم وهروبهم في النهاية كما فعلوا سابقا، ولن تقف حدود انهيارهم عند بغداد في كل مرَّة، ولن يكون حالهم داخل إيران بأفضل من حالهم خارجها بإذن الله، واللهَ نسأل أن يمن على عباده بالفتح القريب، والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 115
الخميس 1 جمادى الأولى 1439 هـ