الدولة الإسلامية - قصة شهيد: المعلم عبد الودود "رجل من أهل الخير، هادئ الطبع قليل الغضب ليس ...
منذ يوم
الدولة الإسلامية - قصة شهيد:
المعلم عبد الودود
"رجل من أهل الخير، هادئ الطبع قليل الغضب ليس له خصومة مع أحد، صاحب مبدأ وعزيمة وإرادة قوية، يفي بالعهود ولا يُخلفها حتى في أحلك الظروف، ملتزم بقيام الليل" هكذا يصفه أقرب أصدقائه.
إنه الأخ الشهيد -كما نحسبه- المعلم عبد الودود -تقبله الله- واسمه الحقيقي "محسن"، ولد -رحمه الله- في بادية مدينة مانديرا شمال شرقي كينيا، وتربي فيها وأكمل فيها دراسته الابتدائية والثانوية وحفظ فيها كتاب الله، ثم انتقل بعدها إلى مدينة نيروبي حيث أكمل فيها دراسته الجامعية وتلقى فيها العلم الشرعي على أيدي عدد من أهل العلم هناك.
بعد ذلك بدأ -رحمه الله- مرحلة الجهاد، فخرج من كينيا مهاجرا إلى الله والتحق بصفوف المجاهدين في الصومال وتحديدا عام 1429 هـ، وفي نفس العام تخرج -رحمه الله- من معسكر "عبدي طوري" والتحق مباشرة بصفوف المجاهدين في شبيلى السفلى حتى صار أميرا للحسبة في مدينة براوى ثم أميرا للحسبة في مدينة أمبريسا وما حولها من القرى، وبعد فترة قضاها في الحسبة تحول -رحمه الله- إلى الجبهات العسكرية في نفس الإقليم، فتم تعيينه مسؤولا عن الدعوة في الكتيبة التي كان ينتمي إليها وكان ذلك في بداية العام 1430 هـ، وينقل عنه مرافقوه في تلك المرحلة أنه كان مهتما بالدعوة إلى الله فكان يلقي الكلمات في المساجد وكان يدعو الناس -حتى المارة في الشوارع- ويحرضهم على الجهاد، من عرفه منهم ومن لم يعرفه.
ثم نقل مرة أخرى إلى إقليم (بنادر)، وهناك التقى بالمهاجرين وبرزت مهارته في الترجمة، فكان يعمل مترجما بين المهاجرين والأنصار وكان متميزا في ذلك، رحمه الله، إذ إنه يجيد عدة لغات بطلاقة وهي السواحلية والعربية والإنجليزية والصومالية بقسميها "المحاتري والماي" بالإضافة إلى الأورومية، وهي اللغات التي تستعمل في المنطقة التي نشأ فيها شمال شرقي كينيا.
وفي أواخر عام 1430 هـ، اختير لِيَكون من ضمن معسكر تأهيلي للقيادات العسكرية في السرايا فالتحق بالمعسكر الذي استمر ستةَ أشهر متتالية، كان فيه من أمهر الطلاب وأسرعهم فهما واستيعابا، بل كان هو المترجم بين الطلاب والمعلمين أثناء المعسكر بالرغم من كونه طالبا، ولما رأى المعلمون القدرات والمواهب التي حبا الله بها الأخ -رحمه الله- تم اختياره ليكون من ضمن المعلمين في المعسكرات، وقد كان -رحمه الله- متميزا من بين المعلمين ومن أمهرهم، حافظا لكتاب الله عن ظهر قلب وكان يجيد استنباط الأحكام والفوائد من بين الآيات التي يقرأها خلال دروسه وكلماته، كان لينا رحيما بطلابه، حريصا على أن يفيدهم حتى أثناء قيامهم بالتدريبات العسكرية، وكان متميزا في شرحه وتدريسه محبا لعمله ولا يمل من كثرة الشرح والتكرار، يلقي المحاضرات والدروس بكل اللغات التي يعرفها، وكان تخصصه التدريس في مجالات الأمن والإدارة والقيادة وحروب العصابات بالإضافة إلى اهتمامه بالتاريخ عامة، وتاريخ بلاد المسلمين خاصة، وقد ظل -رحمه الله- في قسم المعسكرات معلما ومترجما مساعدا لغيره من المعلمين حتى التحاقه بركب الدولة الإسلامية ودخوله إلى غابات الجنوب متبرءا من التنظيمات والفصائل.
التحق -رحمه الله- بركب الخلافة رغم أنه كان يعاني من مرض الكلى، لكن نفسه أبت الجلوس بين الفصائل وهو يرى نور الخلافة قد أشرق من جديد، فعمل قبل دخوله إلى الغابات على إقناع وتحريض الناس على اللحاق بالدولة الإسلامية، وما أن تجمع الإخوة في الجنوب بعد أن نجاهم الله من مطاردات يهود الجهود حتى اختاروه أميرا عليهم، وكلفوه بقراءة البيان الذين نشر على الإنترنت باسم "بيعة ثلة من المجاهدين في الصومال".
وبعد أشهر من المطاردة والتخفي عن أعين يهود الجهاد، أراد المعلم عبد الودود اللحاق بركب إخوانه من جنود الخلافة في شرق الصومال ليشد من أزرهم ويفيدهم ويعاونهم في بناء صرح الخلافة هناك، فتسلل -رحمه الله- إلى مدينة كسمايو وسافر من مطارها متخفيا إلى مطار مقديشو لكن قدر الله أن يراه أحد عملاء يهود الجهاد العاملين في مطار كسمايو وكانت بينهم معرفة سابقة.
ولما وصل عبد الودود -رحمه الله- إلى مدينة مقديشو واختبأ في أحد المنازل، كان بينه وبين زوجته موعد ليلتقيا وكان في أشد شوقه للقاء ابنه الذي سماه "عبد الله السني"، وكان الموعد بينهما عند عصر اليوم الثاني من وصوله، لكن الأخ تأخر ولم يكن من عادته أن يخلف وعده، وعند المغرب وصل الخبر إلى زوجته أن مسلحين أطلقوا عليه النار بالقرب من سوق "بكارة" وأصابوه بطلقات في بطنه ورأسه نقل بعدها إلى أحد مستشفيات المدينة فذهبت إليه وتأكدت من جثته، رحمه الله، وسرعان ما بدأ يهود الجهاد في الصومال يبشرون بعضهم البعض بأنهم تمكنوا من اغتيال المعلم عبدالودود.
وفارق عبد الودود -تقبل الله شهادته- الدنيا وهو في الثلاثين من العمر مقبلا غير مدبر مهاجرا في سبيل الله مبايعا لأمير المؤمنين الشيخ أبي بكر الحسيني القرشي -حفظه الله- ولا يزال إخوانه مستمرين في طريقه من بعده وسيثأرون له في يوم من الأيام، بإذن الله.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 115
الخميس 1 جمادى الأولى 1439 هـ
المعلم عبد الودود
"رجل من أهل الخير، هادئ الطبع قليل الغضب ليس له خصومة مع أحد، صاحب مبدأ وعزيمة وإرادة قوية، يفي بالعهود ولا يُخلفها حتى في أحلك الظروف، ملتزم بقيام الليل" هكذا يصفه أقرب أصدقائه.
إنه الأخ الشهيد -كما نحسبه- المعلم عبد الودود -تقبله الله- واسمه الحقيقي "محسن"، ولد -رحمه الله- في بادية مدينة مانديرا شمال شرقي كينيا، وتربي فيها وأكمل فيها دراسته الابتدائية والثانوية وحفظ فيها كتاب الله، ثم انتقل بعدها إلى مدينة نيروبي حيث أكمل فيها دراسته الجامعية وتلقى فيها العلم الشرعي على أيدي عدد من أهل العلم هناك.
بعد ذلك بدأ -رحمه الله- مرحلة الجهاد، فخرج من كينيا مهاجرا إلى الله والتحق بصفوف المجاهدين في الصومال وتحديدا عام 1429 هـ، وفي نفس العام تخرج -رحمه الله- من معسكر "عبدي طوري" والتحق مباشرة بصفوف المجاهدين في شبيلى السفلى حتى صار أميرا للحسبة في مدينة براوى ثم أميرا للحسبة في مدينة أمبريسا وما حولها من القرى، وبعد فترة قضاها في الحسبة تحول -رحمه الله- إلى الجبهات العسكرية في نفس الإقليم، فتم تعيينه مسؤولا عن الدعوة في الكتيبة التي كان ينتمي إليها وكان ذلك في بداية العام 1430 هـ، وينقل عنه مرافقوه في تلك المرحلة أنه كان مهتما بالدعوة إلى الله فكان يلقي الكلمات في المساجد وكان يدعو الناس -حتى المارة في الشوارع- ويحرضهم على الجهاد، من عرفه منهم ومن لم يعرفه.
ثم نقل مرة أخرى إلى إقليم (بنادر)، وهناك التقى بالمهاجرين وبرزت مهارته في الترجمة، فكان يعمل مترجما بين المهاجرين والأنصار وكان متميزا في ذلك، رحمه الله، إذ إنه يجيد عدة لغات بطلاقة وهي السواحلية والعربية والإنجليزية والصومالية بقسميها "المحاتري والماي" بالإضافة إلى الأورومية، وهي اللغات التي تستعمل في المنطقة التي نشأ فيها شمال شرقي كينيا.
وفي أواخر عام 1430 هـ، اختير لِيَكون من ضمن معسكر تأهيلي للقيادات العسكرية في السرايا فالتحق بالمعسكر الذي استمر ستةَ أشهر متتالية، كان فيه من أمهر الطلاب وأسرعهم فهما واستيعابا، بل كان هو المترجم بين الطلاب والمعلمين أثناء المعسكر بالرغم من كونه طالبا، ولما رأى المعلمون القدرات والمواهب التي حبا الله بها الأخ -رحمه الله- تم اختياره ليكون من ضمن المعلمين في المعسكرات، وقد كان -رحمه الله- متميزا من بين المعلمين ومن أمهرهم، حافظا لكتاب الله عن ظهر قلب وكان يجيد استنباط الأحكام والفوائد من بين الآيات التي يقرأها خلال دروسه وكلماته، كان لينا رحيما بطلابه، حريصا على أن يفيدهم حتى أثناء قيامهم بالتدريبات العسكرية، وكان متميزا في شرحه وتدريسه محبا لعمله ولا يمل من كثرة الشرح والتكرار، يلقي المحاضرات والدروس بكل اللغات التي يعرفها، وكان تخصصه التدريس في مجالات الأمن والإدارة والقيادة وحروب العصابات بالإضافة إلى اهتمامه بالتاريخ عامة، وتاريخ بلاد المسلمين خاصة، وقد ظل -رحمه الله- في قسم المعسكرات معلما ومترجما مساعدا لغيره من المعلمين حتى التحاقه بركب الدولة الإسلامية ودخوله إلى غابات الجنوب متبرءا من التنظيمات والفصائل.
التحق -رحمه الله- بركب الخلافة رغم أنه كان يعاني من مرض الكلى، لكن نفسه أبت الجلوس بين الفصائل وهو يرى نور الخلافة قد أشرق من جديد، فعمل قبل دخوله إلى الغابات على إقناع وتحريض الناس على اللحاق بالدولة الإسلامية، وما أن تجمع الإخوة في الجنوب بعد أن نجاهم الله من مطاردات يهود الجهود حتى اختاروه أميرا عليهم، وكلفوه بقراءة البيان الذين نشر على الإنترنت باسم "بيعة ثلة من المجاهدين في الصومال".
وبعد أشهر من المطاردة والتخفي عن أعين يهود الجهاد، أراد المعلم عبد الودود اللحاق بركب إخوانه من جنود الخلافة في شرق الصومال ليشد من أزرهم ويفيدهم ويعاونهم في بناء صرح الخلافة هناك، فتسلل -رحمه الله- إلى مدينة كسمايو وسافر من مطارها متخفيا إلى مطار مقديشو لكن قدر الله أن يراه أحد عملاء يهود الجهاد العاملين في مطار كسمايو وكانت بينهم معرفة سابقة.
ولما وصل عبد الودود -رحمه الله- إلى مدينة مقديشو واختبأ في أحد المنازل، كان بينه وبين زوجته موعد ليلتقيا وكان في أشد شوقه للقاء ابنه الذي سماه "عبد الله السني"، وكان الموعد بينهما عند عصر اليوم الثاني من وصوله، لكن الأخ تأخر ولم يكن من عادته أن يخلف وعده، وعند المغرب وصل الخبر إلى زوجته أن مسلحين أطلقوا عليه النار بالقرب من سوق "بكارة" وأصابوه بطلقات في بطنه ورأسه نقل بعدها إلى أحد مستشفيات المدينة فذهبت إليه وتأكدت من جثته، رحمه الله، وسرعان ما بدأ يهود الجهاد في الصومال يبشرون بعضهم البعض بأنهم تمكنوا من اغتيال المعلم عبدالودود.
وفارق عبد الودود -تقبل الله شهادته- الدنيا وهو في الثلاثين من العمر مقبلا غير مدبر مهاجرا في سبيل الله مبايعا لأمير المؤمنين الشيخ أبي بكر الحسيني القرشي -حفظه الله- ولا يزال إخوانه مستمرين في طريقه من بعده وسيثأرون له في يوم من الأيام، بإذن الله.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 115
الخميس 1 جمادى الأولى 1439 هـ