الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 507 الافتتاحية: • نور الجهاد لم تكد تخبو نار محرقة ...

منذ 2025-08-09
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 507
الافتتاحية:

• نور الجهاد

لم تكد تخبو نار محرقة المعسكرات في غرب إفريقية، حتى سعّر إخوانهم في وسط إفريقية وموزمبيق نار الجهاد على النصارى المحاربين، وأدخلوهم في دوامة جديدة من التشريد والبوار والذلة والصغار.

ما يميّز الجهاد الإفريقي الصاعد أن المجاهدين هناك استفادوا كثيرا من ساحات ما قبل إفريقية، فأكثروا الفعل وأقلّوا الكلام، وانشغلوا بامتثال الأمر واجتناب النهي وتركوا المغاليط، فأنار الله بصائرهم وبارك جهادهم وهدى إليهم أبناء الإسلام الغيارى، فأتوهم من أقاصي الأرض خفافا وثقالا.

في وسط إفريقية وتحديدا شرق الكونغو، استأنف المجاهدون ضرباتهم في "إيرومو" مركز التجارة الكونغولية وعقدة المواصلات الحيوية، التي بذلت القوات الصليبية كل جهدها لتأمينها دون جدوى، فعادت الكمائن تضرب طرق تنقلاتهم وتجاراتهم، وعادت المذابح تضرب كنائسهم وتجمعاتهم؛ بعد أن خبت لأشهر عدّها طواغيت إفريقية "خلاصا" قبل أن يستيقظوا من أوهامهم على برك الدماء في "كوماندا" الصليبية وما جاورها.

بموازاة ذلك، هبَّ فوارس موزمبيق في موجة هجمات جديدة أعقبت محنة شديدة، صبر فيها الأبطال على المحن وقبضوا على جمر الإيمان، فأبدل الله عسرهم يسرا وضيقهم فرجا، فشكروا النعمة بالتقرُّب إلى المُنعم سبحانه، بإذكاء الجهاد وسفك دماء: {الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}، فأحرقوا قرى عباد الصليب في "تشيور" و "مايدومبي" و "أنكواب" شمال موزمبيق، وضربوا رقابهم وشرّدوا الآلاف منهم، حتى غصّت حكومتهم بأعباء رعاياها الذين قضوا سنواتهم الأخيرة ينوحون وينزحون.

أما إن أراد نصارى إفريقية أن يأمنوا على أنفسهم ويخرجوا من دوامة القتل، فليعلموا أن إسلامنا الحنيف يمنحهم حرية الاختيار بين ثلاثة خيارات؛ الأول: الإسلام فيصيرون بذلك إخوة لنا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، الثاني: دفع الجزية أذلة صاغرين فيحقنون بذلك دماءهم ويأمنون في قراهم، فإن أبوا الإسلام والجزية، فالخيار الثالث: هو القتل والتشريد وهو ما يعاينونه ويعانون منه منذ سنوات.

كما نود أن نخبر نصارى إفريقية المهجّرين أن بعضكم بالفعل قد بدأ بدفع الجزية صاغرا للمجاهدين في مناطق إفريقية، فأبقوه في قريته ومزرعته آمنا، وبعضكم قد وفّقه الله للهداية على أيدي دعاة المجاهدين، وأدرك أن عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله، وأن الدين عند الله هو الإسلام، فصار أخا لنا في الدين نواليه ويوالينا، ونسأل الله لنا ولهم الموافاة على الإيمان، وأما أكثركم فما يزال معرضا مصرّا على أن يكون من أصحاب "الخيار الثالث" الذي سيغدو "خيارا وحيدا" بمجرد نزول عيسى عليه السلام.

عقب هذه الموجة تعالت أصوات الدول الصليبية و "مؤسسات حقوقهم" البهيمية بإدانة الهجمات، لأن القتلى والمشردين هذه المرة هم أولياؤهم عبدة الصلبان، بينما يتعامون عما يجري في فلسطين من مجازر جماعية تُرتكب بأسلحة نفس الدول الراعية لهذه المؤسسات، التي تبكي الدم الصليبي واليهودي، بينما تتجشأ الدم المسلم! هذه هي حقيقة "الإنسانية" ومؤسساتها أيها الإنسان.

ولذلك نوصي المجاهدين أن يذبحوا "الإنسانية" العوراء بسكين الولاء والبراء، ببذل الرحمة للمسلمين، والشدة والغلظة على الكافرين، أسوة بنبيكم -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام كما جاء وصفهم في القرآن: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} فالمسلمون اليوم يكتوون بشرور الكافرين ومؤامراتهم، وكلما جوبه هؤلاء بالشدة والحديد، كلما بطلت مؤامراتهم واندفعت شرورهم، ألم يقل سبحانه: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}؟ فهذا هو طريق رفع الاستضعاف وانتزاع السيادة، فلقد ساد أجدادنا الفاتحون بالسيوف تتقدم الجحافل وتتصدر المحافل حتى أرعبوا أمم زمانهم فجاؤوهم طوعا أو كرها مستسلمين خانعين، هذه هي الحقيقة وما عداها باطل، وهو ما امتثله مجاهدو إفريقية ولم يعبأوا بما سواه.

لقد شعشع نور الجهاد في موزمبيق ووسط إفريقية بعد عقود من ظلمات الجاهلية والمذابح الصليبية التي ارتكبها النصارى بعد أن غزوا إفريقية محملين بالحقد على المسلمين لما لاقوه على أيديهم في حقب سابقة، مثل الأندلس التي ضاعت بتضييع الولاء والبراء وإذالة الخيول والانغماس في الترف، ولن تعود إلينا إلا بالجهاد النقي والمراغمة والمفاصلة والمطاولة والصبر على غصص المحن التي تصقل المعادن وتلفظ الخبث، ليعود الصف كما كان الصف، وينصلح الآخِر بما انصلح به الأول، وهل أفلح الأولون وصلح حالهم وسما مقامهم إلا بالكتاب والسنة حَكمين على الأرض، لا حبيسين في الصدور والسطور؟!

68715fd0aeabb

  • 1
  • 0
  • 3

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً