احفظ أموال المسلمين لقد منَّ الله -تعالى- علينا بنعم عظيمة أعظمها الإسلام، ثم منَّ علينا بأن ...
منذ 2025-08-09
احفظ أموال المسلمين
لقد منَّ الله -تعالى- علينا بنعم عظيمة أعظمها الإسلام، ثم منَّ علينا بأن أقام لنا دولة الخلافة وأنعم علينا فيها بالغنائم والفيء، قال تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 69]، وقال عن الفيء: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الحشر: 6]، والنعم كلها ابتداؤها ودوامها من الله عز وجل، قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53]، وقد وعد الله –تعالى- الشاكرين بأن يزيدهم من نعمه، وتوعد من يَكفر النعم بأليم عذابه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، والصبر عند البلاء والشكر عند النعماء من صفات المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) [رواه مسلم]، ومِن شُكر النعم أن نتذكر أنها من الله، ولا ننسبها لأنفسنا أو لاستحقاقنا.
ومِن شُكر الله على النعم أن نحافظ عليها وألا نسرف فيها، فالله -تعالى- لا يحب المسرفين، وقد أثنى الله -تعالى- على عباده الذين نسبهم إلى اسمه الرحمن (عباد الرحمن) فذكر من صفاتهم أنهم {إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]، وهذا يشمل مالهم الخاص والمال العام الذي يؤتمنون عليه، بل الحفاظ على المال العام واستعماله في محله أولى وأحرى من المال الخاص، والذنب في التفريط فيه أكبر، لأنه مال المسلمين، وبه قوامهم وكمال مصالحهم، كما أنه يستعمل في الجهاد ومقارعة أعداء الله، وتعويض ما يتلف منه ليس متيسراً في جميع الأوقات، فأقل ما يجب على المسلم أن يُعامل المال العام كما يعامل ماله الخاص، إن لم يكن أكثر حرصاً.
وتذكَّر أخي أن الذنوب الخاصة بينك وبين الله قد يغفرها الله لك، وأما حقوق العباد فهي مبنية على المشاحة، ولا بد أن يأخذوا حقوقهم ممن يهضمها ويفرِّط فيها، ومما يبين لك خطورة التهاون في حقوق العباد، أن الشهيد مع ما له من المنزلة والكرامة عند الله إلا أنه يَغفر له كل الذنوب إلا الدَّين، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يُغفر للشهيد كلُّ ذنب إلا الدَّين) [رواه مسلم].
نسأل الله أن يفتح لنا ويرزقنا شكر نعمه واستعمالها فيما يرضيه، والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 116
الجمعة 8 جمادى الأولى 1439 هـ
لقد منَّ الله -تعالى- علينا بنعم عظيمة أعظمها الإسلام، ثم منَّ علينا بأن أقام لنا دولة الخلافة وأنعم علينا فيها بالغنائم والفيء، قال تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 69]، وقال عن الفيء: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الحشر: 6]، والنعم كلها ابتداؤها ودوامها من الله عز وجل، قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53]، وقد وعد الله –تعالى- الشاكرين بأن يزيدهم من نعمه، وتوعد من يَكفر النعم بأليم عذابه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، والصبر عند البلاء والشكر عند النعماء من صفات المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) [رواه مسلم]، ومِن شُكر النعم أن نتذكر أنها من الله، ولا ننسبها لأنفسنا أو لاستحقاقنا.
ومِن شُكر الله على النعم أن نحافظ عليها وألا نسرف فيها، فالله -تعالى- لا يحب المسرفين، وقد أثنى الله -تعالى- على عباده الذين نسبهم إلى اسمه الرحمن (عباد الرحمن) فذكر من صفاتهم أنهم {إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]، وهذا يشمل مالهم الخاص والمال العام الذي يؤتمنون عليه، بل الحفاظ على المال العام واستعماله في محله أولى وأحرى من المال الخاص، والذنب في التفريط فيه أكبر، لأنه مال المسلمين، وبه قوامهم وكمال مصالحهم، كما أنه يستعمل في الجهاد ومقارعة أعداء الله، وتعويض ما يتلف منه ليس متيسراً في جميع الأوقات، فأقل ما يجب على المسلم أن يُعامل المال العام كما يعامل ماله الخاص، إن لم يكن أكثر حرصاً.
وتذكَّر أخي أن الذنوب الخاصة بينك وبين الله قد يغفرها الله لك، وأما حقوق العباد فهي مبنية على المشاحة، ولا بد أن يأخذوا حقوقهم ممن يهضمها ويفرِّط فيها، ومما يبين لك خطورة التهاون في حقوق العباد، أن الشهيد مع ما له من المنزلة والكرامة عند الله إلا أنه يَغفر له كل الذنوب إلا الدَّين، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يُغفر للشهيد كلُّ ذنب إلا الدَّين) [رواه مسلم].
نسأل الله أن يفتح لنا ويرزقنا شكر نعمه واستعمالها فيما يرضيه، والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 116
الجمعة 8 جمادى الأولى 1439 هـ