سبب نزول لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ...

منذ 2025-08-09
سبب نزول
لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ


قال الله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 95].

والآية تتحدث عن الفرق العظيم بين المؤمن القاعد عن الجهاد في سبيل الله، والمجاهد بماله ونفسه، لكنها استثنت من هذا التفريق (أولي الضرر)، ولنزول هذا التفريق سبب بيَّنته الأحاديث.

فعن ابن شهاب قال: حدثني سهل بن سعد الساعدي أنه رأى مروان بن الحكم في المسجد، قال: فأقبلت حتى جلست إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أملى عليه: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي، قال: يا رسول الله والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت، وكان أعمى، فأنزل الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- وفخذه على فخذي، فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي ثم سُرِّي عنه فأنزل الله: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [رواه البخاري].

وفي رواية أخرى عن أبي إسحاق عن البراء -رضي الله عنه- قال: لما نزلت {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيدا فكتبها فجاء ابن أم مكتوم فشكا ضرارته فأنزل الله {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}.

ورغم عفو الله تعالى عن أولي الضرر، فإن ابن أم مكتوم رضي الله عنه، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أنزل الله تعالى بسبب قصته معه قوله: {عبس وتولى * أن جاءه الأعمى} [عبس: 1-2]، وأول المهاجرين إلى المدينة، وخليفة رسول الله على المدينة في غزوة بدر، رغم عذره، أبت نفسه إلا أن يطلب منازل المجاهدين، وأن تغبر قدمه في سبيل الله، فقد شهد له الصحابة أنه شارك في القادسية، عليه درع حصينة سابغة، ومعه الراية، كما جاءت بذلك الروايات.

فما للأصحاء يرضون بالقعود، ويزهدون بما أعده الله تعالى للمجاهدين في سبيله.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 117
الخميس 15 جمادى الأولى 1439 ه‍ـ

68715fd0aeabb

  • 0
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً