أمريكا وشركاؤها المتشاكسون قبل أيام خرج وزير خارجية أمريكا ليعلن أن استمرار الوجود الأمريكي في ...

منذ 23 ساعة
أمريكا وشركاؤها المتشاكسون


قبل أيام خرج وزير خارجية أمريكا ليعلن أن استمرار الوجود الأمريكي في الشام ضروري، لمنع "الدولة الإسلامية من الظهور مجددا"، وهو يقصد استعادتها للمناطق التي انحاز عنها جنودها خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن الانسحاب الأمريكي من العراق كان هو السبب وراء ما كان، من انهيار للجيش الرافضي، وفتح من الله، منَّ به على جنود الدولة الإسلامية في نينوى وبقية أرض العراق.

وبحسب هذه العقيدة الجديدة، فإن الاعتماد على "الشركاء المحليين" لم يعد مجديا في منع المسلمين من إقامة دينهم، خاصة بعد أن أظهرت الوقائع أن هؤلاء "الشركاء" غير قادرين على حماية أنفسهم، وبالتالي، صار من الواجب على الجيش الأمريكي أن يقيم بالقرب من "شركائه" لا ليحميهم من هجوم المجاهدين عليهم وحسب، ولكن أيضا ليعلم "الشركاء" أن الطائرات الأمريكية الرابضة في ظهورهم، ليست فقط لتمهيد الأرض أمامهم إن أمروا بالتقدم، ولكنها أيضا جاهزة لإبادتهم بالنيران "الصديقة" والقصف "الخاطئ" إن فكروا بالهروب والانسحاب، كما حدث مرارا في معارك الموصل وغيرها من المعارك بين جنود الخلافة وأعدائهم من المشركين.

وكانت فكرة الاعتماد على "الشركاء" في الحرب ضد المجاهدين قد جاءت بعد خمس سنوات من العجز الأمريكي في حرب العراق، فكان أساس الخطة الجديدة يقوم على ضرورة جذب أطراف من العراق للمساهمة في هذه الحرب، سواء للدلالة على عورات المجاهدين، أو للقتال المباشر ضدهم لإخراجهم من المناطق التي يعجز الجيش الأمريكي عن دخولها إلى المناطق المفتوحة التي يسهل التوغل فيها أو تغطيتها من الجو، أو لمجرد إمساك الأرض التي سينسحب منها المجاهدون لمنعهم من العودة إليها، وكان أهم المدعوين إلى "الشراكة" في هذه الخطة، الميليشيات الرافضية، والفصائل المسلحة المرتدة، والمرتدون من العشائر.

ولما بدأ المجاهدون حملتهم الدموية لإبادة "شركاء" أمريكا، وقطف رؤوس أكابر المرتدين، لم تلتفت أمريكا لأخبار المذبحة التي بدأت تحل بـ "الشركاء المحليين"، ولا لتوصيات صاحب أمرهم (بترايوس) بضرورة أن تعقب مرحلة إخلاء الأرض من المجاهدين، مساع للحفاظ عليها، ومنعهم من العودة إلى السيطرة فيها، بل استعجلت الإدارة الأمريكية تحقيق حلم الانسحاب الآمن من العراق، تاركة "الشركاء" فريسة لكواتم الأمنيين وعبواتهم، ولأحزمة الاستشهاديين وعرباتهم، ومداهمات صيادي الصحوات وبَيَاتهم، لتنكسر -بفضل الله- شوكة "شركاء" أمريكا من الصحوات المرتدة، ويصبحوا مطاردين في الأرض التي تعهدوا لأمريكا بأن لا يطأها مجاهد، ولا ترفع في سمائها راية أنار سوادَ خامتها بياض شهادة التوحيد.

ولم يقتصر الفعل في إبادة الصحوات على أيدي الدولة الإسلامية، إذ كان لهؤلاء المرتدين منافسون أقوياء من "شركاء أمريكا" لا يقبلون لأنفسهم منافسا في هذا المجال، أو منازعا لهم على السلطة والمال، وهم الروافض، الذين حسدوا المرتدين المنتسبين إلى أهل السنة على حظوتهم لدى "شركائهم" الأمريكيين، فشنوا عليهم حرب استئصال، فمن لم يكن اسمه موجودا في قوائم القتل التي وضعتها "فرق الموت" الرافضية، وجد اسمه في قوائم المطلوبين للاعتقال تحت "المادة 4 إرهاب"، فإما أن يدخل سجون المالكي، أو يسعفه الهرب فيعيش منفيا حياة اللجوء في إحدى دول الجوار، وفي ظل هذا المتسع من الوقت، والتوفير في الجهد، الذي أوجده تنافس "شركاء أمريكا" وجد المجاهدون الفرصة سانحة للإجهاز عليهم، فمكَّنهم الله من الصحوات، وكادوا أن يكسروا شوكة الرافضة، لولا أن تداركتهم أمريكا وحلفاؤها، ويقضي الله أمرا كان مفعولا.

وهكذا أكد "شريك أمريكا" في خراسان، وطاغوت أفغانستان (أشرف غني) أن حكومته وجيشه سرعان ما سينهاران إذا ما قررت أمريكا الانسحاب من البلاد، محذرا إياهم من نموذج انهيار مماثل لما حل بـ "شركاء" آخرين لأمريكا على أيدي جنود الدولة الإسلامية، الذين بات لهم -بفضل الله- القدم الراسخة والقبضة القوية في أرض خراسان.

وكما أن "عقيدة بترايوس" التي كانت الأساس في تبني "الشركاء المحليين" لم توأد على أيدي المجاهدين فحسب، وإنما شارك في إهالة التراب عليها منافسون له داخل الإدارة الأمريكية، فإن أمريكا ستجبر على التخلي عن عقيدتها الجديدة، لا بهزيمة عملائها -الذين تسميهم "شركاء"- على أيدي جنود الخلافة فحسب، ولكن أيضا بسبب التنازع والصراع الوجودي بين عملاء أمريكا وحلفائها في كل مكان، وما الصراع بين مرتدي الترك ومرتدي الكرد، وبين طواغيت أفغانستان وباكستان عنا ببعيد، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 117
الخميس 15 جمادى الأولى 1439 ه‍ـ

683b4f9a9ea34

  • 0
  • 0
  • 47

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً