وكان سراقة رجلا كثير شعر الساعدين، فقال له عمر: ارفع يديك، فقال: الله أكبر، الحمد لله الذي سلبها ...

منذ 21 ساعة
وكان سراقة رجلا كثير شعر الساعدين، فقال له عمر: ارفع يديك، فقال: الله أكبر، الحمد لله الذي سلبها كسرى بن هرمز الذي كان يقول: أَنا رَبُّ الناس، وألبسهما سراقةَ بن مالك بن جُعْشُم، أعرابي من بني مُدْلِج، ورفعَ لها عمرُ صوتَه.


• رُسل الله وهم يستشعرون معية الله:

لما أرسل الله عز وجل موسى -عليه السلام- إلى فرعون قال هو وأخوه هارون، عليهما السلام: {رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 45 - 46]، فوقف موسى -عليه السلام- أمام فرعون داعياً ومذكراً ومجادلاً بالحق، يجيب على أسئلة فرعون بالأدلة والبراهين، غير آبه لتهديدات فرعون الذي {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [الشعراء: 29]، ثم واعد فرعون وقومه يوم الزينة وهو يوم عيد لهم يجتمعون فيه بزينتهم مبتهجين، وهناك وقف الوقفة العظيمة أمام السحرة الذين {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: 116]، فألقى عصاه فالتقمت حبال السحرة وعصيهم، فآمنوا بالله وكفروا بفرعون، فهددهم الطاغوت بالقتل والتعذيب والتقطيع، فانتقل موسى -عليه السلام- إلى الذين آمنوا بالله يثبتهم ويُصبرهم ويدعوهم إلى التوكل على الله، {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [يونس: 84]، ويأمرهم موسى -عليه السلام- بالصلاة التي تعينهم على جميع أمورهم، ويبشرهم بموعود الله بالنجاة من فرعون وبالجنة لمن ثبت على دين الإسلام، {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 87].


• إن معي ربي سيهدين:

صبر موسى -عليه السلام- وقومه حتى جاء الفرج من الله –تعالى- لما أمرهم بالخروج من مصر ليلاً وأخبر نبيه -عليه السلام- أن فرعون سيتبعهم، وقد لحقهم بجنوده حتى ظن بنو إسرائيل أنه سيدركهم، فقد صاروا محاصرين بين البحر وبين جيش فرعون، قال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 61 - 62]، "كلا": كلمة نفي وزجر لهم أن يظنوا أن وعد الله لهم بالنجاة والنصر لا يتحقق، وأكد كلامه بـ "إن"، وأخبرهم بيقينه بأن الله معه ولن يتخلى عنه بل سيهديه للمخرج من هذا الموقف العصيب، فجاء الوحي سريعاً من الله -عز وجل- إلى عبده ورسوله المقرب إليه: {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ} [الشعراء: 63 - 66].

لقد أحسن رُسل الله وأنبياؤه وأتباعهم العمل، وصدَّقوا بموعود الله وأحسنوا ظنهم بالله، فلم يُخيِّب ربهم رجاءهم، بل كان معهم كما وعدهم بالتوفيق والهداية والتسديد والنصر على الكافرين، والحمد لله رب العالمين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 118
الخميس 22 جمادى الأولى 1439 ه‍ـ

68715fd0aeabb

  • 0
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً