جيش السيسي والحملة الإعلامية الكبرى سبَّبَ التنازع بين عدد كبير من الأطراف على النصر الموهوم ضد ...
منذ 22 ساعة
جيش السيسي والحملة الإعلامية الكبرى
سبَّبَ التنازع بين عدد كبير من الأطراف على النصر الموهوم ضد الدولة الإسلامية شعورا جديدا بالنقص عند طاغوت مصر (عبد الفتاح السيسي)، فأراد أن يقدم طلب انتساب إلى نادي "المنتصرين"، فيلقي بقلمه بين أقلامهم، ويزاود عليهم من خلال الزعم أنه هو صاحب "الانتصار الحقيقي" على الدولة الإسلامية، خاصة بعد انتشار الأساطير الكثيرة عن انتقال جنودها من العراق والشام إلى سيناء خلال الأشهر الماضية.
وقد أطلق الطاغوت على حملته الأخيرة مسمى غريبا هو (سيناء 2018)، الذي يشبه إلى حد كبير أسماء المعارض والمهرجانات والمنافسات الرياضية أكثر من الأسماء الشائعة للحملات العسكرية، ربما ليمحو من الذاكرة الحملات العديدة التي أطلق على كثير منها مسمَّى (حق الشهيد)، والتي لم يحصد منها حقا ولا باطلا، وصدق على حال جيشه بعدها المثل القائل: "ذهب يطلب ثأر أبيه، فأورث أبناءه عار الهزيمة".
أسماء أخرى أطلقها إعلام الطاغوت وحلفائه على هذه الحملة، من قبيل "العملية الشاملة" أو "الحملة الكبرى" أو "حرب أكتوبر الثانية" وغير ذلك من التسميات التي لا يخفى الجانب الدعائي من ورائها، والتي يقصد منها -ولا شك- تضخيم نتائج هذه الحملة مسبقا، واستباق أحداثها بالحديث عن منجزات هائلة متوقعة منها، ليس أقلها "حسم قضية الإرهاب في سيناء"، و"استعادة الجيش المصري لهيبته"، وذلك في اعتراف مخز بأن هذا الجيش أصبح محط سخرية أهل مصر قبل سواهم من سكان هذا العالم، وذلك بعد الهزائم المتلاحقة التي تلقاها على أيدي الثلة المجاهدة من جنود الخلافة في ولاية سيناء.
وكل هذا في ظل تحوُّل هذا الجيش العملاق إلى كيان معقد من المؤسسات التي تقوم بوظائف إنتاجية وخدمية كبيرة، تؤمن مصالح طبقة الضباط الطفيلية التي تحولت منذ انقلاب "الضباط الأحرار" إلى طبقة اجتماعية اقتصادية منفصلة عن بقية طبقات المجتمع المصري، ربما في استمرار لحالة دارجة في هذا البلد منذ عهد المماليك، مع الفارق أن العسكريين المماليك كانوا على الإسلام، عبيدا مملوكين رغم إرادتهم، أما المماليك الجدد من ضباط الجيش المصري فهم مرتدون يختارون العبودية للطواغيت بأنفسهم، طمعا في الحصول على المكاسب التي تدرها هذه العبودية عليهم.
ومِثل إخوانه من طواغيت العراق والشام وإيران وروسيا وأمريكا، سيخرج السيسي قريبا ليعلن "النصر الكبير" على الدولة الإسلامية، ويعلن سيناء "منطقة محررة من الإرهاب" ثم يدس رأسه في التراب بعد أول عملية لجنود الخلافة تنسف كل أكاذيبه، وتفتح الباب أمام الجيش المصري المرتد ليعلن عن حملة جديدة أكبر من "الكبرى" للقضاء على المجاهدين في ولاية سيناء.
وكما أن قيادة الحرب على المجاهدين في العراق قد شهدت ثلاثة رؤساء أمريكيِّين، وعددا أكبر من رؤساء الحكومات في العراق، ولا زالت دولتهم باقية وجهادهم مستمرا، فكذلك المجاهدون في سيناء تناوب على حربهم 5 من الطواغيت الحاكمين لأرض مصر، ولن تنكسر شوكتهم، ولن يتوقف جهادهم في عصر السيسي مهما طال بإذن الله، بل نسأل الله أن تكون نهاية حكمه على أيدي جنود الخلافة وهم يغزونه في عقر داره، ويجعلون من قاهِرَتَيه القديمة والجديدة أرض إسلام، يقام فيها الدين كاملا غير منقوص، وتُحكَّم فيها شريعة الرحمن لا مصدر غيرها للتشريع والحكم.
ومما يجدر التذكير به هذه الأيام، أن يسعى المجاهدون في كل مناطق مصر لتصعيد هجماتهم على المرتدين والنصارى المحاربين وعموم المشركين من السياح وغيرهم، وذلك أن الهدف الأكبر للطاغوت السيسي من حملته على جنود الخلافة في سيناء أن يُظهِر قضاءه على الجهاد في الأرض التي يحكمها، وإن أي هجوم في داخل مصر من شأنه أن يفضح عجزه، ويبين لحلفاء السيسي أنه غير قادر على ضبط الأمن في مناطق سيطرته الأساسية فضلا عن المناطق الطرفية، كسيناء والصحراء الغربية ومناطق أسوان والصعيد، ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 119
الخميس 29 جمادى الأولى 1439 هـ
سبَّبَ التنازع بين عدد كبير من الأطراف على النصر الموهوم ضد الدولة الإسلامية شعورا جديدا بالنقص عند طاغوت مصر (عبد الفتاح السيسي)، فأراد أن يقدم طلب انتساب إلى نادي "المنتصرين"، فيلقي بقلمه بين أقلامهم، ويزاود عليهم من خلال الزعم أنه هو صاحب "الانتصار الحقيقي" على الدولة الإسلامية، خاصة بعد انتشار الأساطير الكثيرة عن انتقال جنودها من العراق والشام إلى سيناء خلال الأشهر الماضية.
وقد أطلق الطاغوت على حملته الأخيرة مسمى غريبا هو (سيناء 2018)، الذي يشبه إلى حد كبير أسماء المعارض والمهرجانات والمنافسات الرياضية أكثر من الأسماء الشائعة للحملات العسكرية، ربما ليمحو من الذاكرة الحملات العديدة التي أطلق على كثير منها مسمَّى (حق الشهيد)، والتي لم يحصد منها حقا ولا باطلا، وصدق على حال جيشه بعدها المثل القائل: "ذهب يطلب ثأر أبيه، فأورث أبناءه عار الهزيمة".
أسماء أخرى أطلقها إعلام الطاغوت وحلفائه على هذه الحملة، من قبيل "العملية الشاملة" أو "الحملة الكبرى" أو "حرب أكتوبر الثانية" وغير ذلك من التسميات التي لا يخفى الجانب الدعائي من ورائها، والتي يقصد منها -ولا شك- تضخيم نتائج هذه الحملة مسبقا، واستباق أحداثها بالحديث عن منجزات هائلة متوقعة منها، ليس أقلها "حسم قضية الإرهاب في سيناء"، و"استعادة الجيش المصري لهيبته"، وذلك في اعتراف مخز بأن هذا الجيش أصبح محط سخرية أهل مصر قبل سواهم من سكان هذا العالم، وذلك بعد الهزائم المتلاحقة التي تلقاها على أيدي الثلة المجاهدة من جنود الخلافة في ولاية سيناء.
وكل هذا في ظل تحوُّل هذا الجيش العملاق إلى كيان معقد من المؤسسات التي تقوم بوظائف إنتاجية وخدمية كبيرة، تؤمن مصالح طبقة الضباط الطفيلية التي تحولت منذ انقلاب "الضباط الأحرار" إلى طبقة اجتماعية اقتصادية منفصلة عن بقية طبقات المجتمع المصري، ربما في استمرار لحالة دارجة في هذا البلد منذ عهد المماليك، مع الفارق أن العسكريين المماليك كانوا على الإسلام، عبيدا مملوكين رغم إرادتهم، أما المماليك الجدد من ضباط الجيش المصري فهم مرتدون يختارون العبودية للطواغيت بأنفسهم، طمعا في الحصول على المكاسب التي تدرها هذه العبودية عليهم.
ومِثل إخوانه من طواغيت العراق والشام وإيران وروسيا وأمريكا، سيخرج السيسي قريبا ليعلن "النصر الكبير" على الدولة الإسلامية، ويعلن سيناء "منطقة محررة من الإرهاب" ثم يدس رأسه في التراب بعد أول عملية لجنود الخلافة تنسف كل أكاذيبه، وتفتح الباب أمام الجيش المصري المرتد ليعلن عن حملة جديدة أكبر من "الكبرى" للقضاء على المجاهدين في ولاية سيناء.
وكما أن قيادة الحرب على المجاهدين في العراق قد شهدت ثلاثة رؤساء أمريكيِّين، وعددا أكبر من رؤساء الحكومات في العراق، ولا زالت دولتهم باقية وجهادهم مستمرا، فكذلك المجاهدون في سيناء تناوب على حربهم 5 من الطواغيت الحاكمين لأرض مصر، ولن تنكسر شوكتهم، ولن يتوقف جهادهم في عصر السيسي مهما طال بإذن الله، بل نسأل الله أن تكون نهاية حكمه على أيدي جنود الخلافة وهم يغزونه في عقر داره، ويجعلون من قاهِرَتَيه القديمة والجديدة أرض إسلام، يقام فيها الدين كاملا غير منقوص، وتُحكَّم فيها شريعة الرحمن لا مصدر غيرها للتشريع والحكم.
ومما يجدر التذكير به هذه الأيام، أن يسعى المجاهدون في كل مناطق مصر لتصعيد هجماتهم على المرتدين والنصارى المحاربين وعموم المشركين من السياح وغيرهم، وذلك أن الهدف الأكبر للطاغوت السيسي من حملته على جنود الخلافة في سيناء أن يُظهِر قضاءه على الجهاد في الأرض التي يحكمها، وإن أي هجوم في داخل مصر من شأنه أن يفضح عجزه، ويبين لحلفاء السيسي أنه غير قادر على ضبط الأمن في مناطق سيطرته الأساسية فضلا عن المناطق الطرفية، كسيناء والصحراء الغربية ومناطق أسوان والصعيد، ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 119
الخميس 29 جمادى الأولى 1439 هـ