يقول: بما تركتم أن تعملوا ليومكم هذا {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} أي تركناكم {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ ...
منذ 8 ساعات
يقول: بما تركتم أن تعملوا ليومكم هذا {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} أي تركناكم {وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [سورة السجدة: 13 - 14] قال: فيقولون: ما أيسنا بعد، قال: فيدعون مرَّة أخرى: {رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ} [سورة الرعد: 44] قال: فيقال لهم: {أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [سورة الرعد: 44 - 45] ... الآية، قال: فيقولون: ما أيسنا بعد، ثم قالوا مرَّة أخرى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} قال: فيقول: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [سورة فاطر: 37]، ثم مكث عنهم ما شاء الله، ثم ناداهم: {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} [سورة المؤمنون: 105]، فلما سمعوا ذلك قالوا: الآن يرحمنا، فقالوا عند ذلك: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} أي: الكتاب الذي كُتب علينا {وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا} [سورة المؤمنون: 106 - 107] الآية، فقال عند ذلك: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} [سورة المؤمنون: 108 - 111]، قال: فلا يتكلمون فيها أبدا، فانقطع عند ذلك الدعاء والرجاء منهم، وأقبل بعضهم ينبح في وجه بعض، فأطبقت عليهم، قال عبد الله بن المبارك في حديثه: فحدثني الأزهر بن أبي الأزهر أنه قال: فذلك قوله: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ * وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} [سورة المرسلات: 35 - 36]" [تفسير الطبري].
فما أعظم تلك المشاهد الرهيبة من العذاب الطويل الخالد بأهل الكفران! وما أعظم الأجوبة التي تلقاها الكفار، التي تبين فداحة جرمهم وكفرهم بالله -تعالى- وحرابة دينه وأوليائه!
تلك الحوارات وتلك المشاهد هي أنيس كل مجاهد يحاربه من استكبر عليه وعلى إخوانه من قبل أمم الكفر والبغي، فحاربوه وأذاقوه البلاء والفتنة، وأظهروا له العداء والاستهزاء والسخرية ورموه بالضلال، {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ} [سورة المطففين: 32]، وهذا ما تفعله وسائل إعلام المرتدين والصليبيين اليوم، وهنا يتجلى مشهد آخر، لو تأمله المجاهد الموحد لازداد قلبه اطمئنانا واستئناسا ورضى، فكما يرى المؤمن الموحد مشاهد الضحك والاستهزاء به ورميِهِ بالضلال من قبل الكفار في الدنيا، فسيكون هو من يضحك منهم في الآخرة وهم يُعَذبون، وبهذا الشأن قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} [المطففين: 29 - 34].
قال الإمام الطبري: "كان ابن عباس يقول: إن السور الذي بين الجنة والنار يُفتح لهم فيه أبواب، فينظر المؤمنون إلى أهل النار، والمؤمنون على السرر ينظرون كيف يعذَّبون، فيضحكون منهم، فيكون ذلك مما أقرَّ الله به أعينهم، كيف ينتقم الله منهم" [تفسير الطبري].
فما أعظم تلك المشاهد الرهيبة من العذاب الطويل الخالد بأهل الكفران! وما أعظم الأجوبة التي تلقاها الكفار، التي تبين فداحة جرمهم وكفرهم بالله -تعالى- وحرابة دينه وأوليائه!
تلك الحوارات وتلك المشاهد هي أنيس كل مجاهد يحاربه من استكبر عليه وعلى إخوانه من قبل أمم الكفر والبغي، فحاربوه وأذاقوه البلاء والفتنة، وأظهروا له العداء والاستهزاء والسخرية ورموه بالضلال، {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ} [سورة المطففين: 32]، وهذا ما تفعله وسائل إعلام المرتدين والصليبيين اليوم، وهنا يتجلى مشهد آخر، لو تأمله المجاهد الموحد لازداد قلبه اطمئنانا واستئناسا ورضى، فكما يرى المؤمن الموحد مشاهد الضحك والاستهزاء به ورميِهِ بالضلال من قبل الكفار في الدنيا، فسيكون هو من يضحك منهم في الآخرة وهم يُعَذبون، وبهذا الشأن قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} [المطففين: 29 - 34].
قال الإمام الطبري: "كان ابن عباس يقول: إن السور الذي بين الجنة والنار يُفتح لهم فيه أبواب، فينظر المؤمنون إلى أهل النار، والمؤمنون على السرر ينظرون كيف يعذَّبون، فيضحكون منهم، فيكون ذلك مما أقرَّ الله به أعينهم، كيف ينتقم الله منهم" [تفسير الطبري].