وهذا المنظر الذي ينظر إليه المؤمنون لهو أشفى لصدورهم من كل انتقام دنيوي قد نراه أحيانا في الكفار، ...
منذ 8 ساعات
وهذا المنظر الذي ينظر إليه المؤمنون لهو أشفى لصدورهم من كل انتقام دنيوي قد نراه أحيانا في الكفار، لأن أقصى ما يمكن فعله بهم في الدنيا هو قتلهم، والله -تعالى- عبَّر عن قتل الكفار بأنه عذاب لهم بأيدي المؤمنين، وذلك لأن رحلة العذاب للكفار تبدأ بعد القتل، فتبدأ صور العذاب النفسي والجسدي للكفار في اليوم الآخر، فيرى ذلك أهل الإيمان عيانا، ويقدر لهم أن يحاوروا الكفار الذين يرون الماء الطيب والرزق الذي حباه الله به عباده الصابرين، كما في قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [الأعراف: 50].
قال الإمام البغوي: "قال عطاء عن ابن عباس: لما صار أصحاب الأعراف إلى الجنة طمع أهل النار في الفَرَج، وقالوا: يا رب إن لنا قرابات من أهل الجنة، فأذن لنا حتى نراهم ونكلمهم، فينظروا إلى قرابتهم في الجنة وما هم فيه من النعيم فيعرفونهم، ولم يعرفهم أهل الجنة لسواد وجوههم، فينادي أصحاب النار أصحاب الجنة بأسمائهم، وأخبروهم بقراباتهم: أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله، {قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [سورة الأعراف: 50]" [تفسير البغوي].
ولعل من يقرأ هذه الآيات يجد أن نعمة الهداية هي محض فضل عظيم خصَّ به الله -تبارك وتعالى- أهل طاعته وأسكنهم دار مقامته وانتقم لهم من الكفار في الدنيا والآخرة، {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [سورة الجاثية: 36 - 37].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 119
الخميس 29 جمادى الأولى 1439 هـ
قال الإمام البغوي: "قال عطاء عن ابن عباس: لما صار أصحاب الأعراف إلى الجنة طمع أهل النار في الفَرَج، وقالوا: يا رب إن لنا قرابات من أهل الجنة، فأذن لنا حتى نراهم ونكلمهم، فينظروا إلى قرابتهم في الجنة وما هم فيه من النعيم فيعرفونهم، ولم يعرفهم أهل الجنة لسواد وجوههم، فينادي أصحاب النار أصحاب الجنة بأسمائهم، وأخبروهم بقراباتهم: أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله، {قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} [سورة الأعراف: 50]" [تفسير البغوي].
ولعل من يقرأ هذه الآيات يجد أن نعمة الهداية هي محض فضل عظيم خصَّ به الله -تبارك وتعالى- أهل طاعته وأسكنهم دار مقامته وانتقم لهم من الكفار في الدنيا والآخرة، {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [سورة الجاثية: 36 - 37].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 119
الخميس 29 جمادى الأولى 1439 هـ