لم يكن الرفق في شيء إلا زانه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن أعرابيا بال في المسجد، فثار إليه ...
منذ 4 ساعات
لم يكن الرفق في شيء إلا زانه
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن أعرابيا بال في المسجد، فثار إليه الناس ليقعوا به فقال لهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأهريقوا على بوله ذَنوبا من ماء، أو سَجلا من ماء، فإنما بُعثتم ميسرين ولم تُبعثوا معسرين) [صحيح البخاري].
وعن عائشة -رضي الله عنها - قالت: استأذن رهط من اليهود على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السام عليك، فقلتُ: بل عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله)، قلتُ: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: (قلتُ: وعليكم) [صحيح البخاري].
أخي المجاهد: لقد حثَّ شرعنا الحنيف على الأخلاق الحسنة وحرَّض عليها ليس لأنها تعلو بصاحبها في مراتب الشرف وتُهذب النفس فحسب، بل لأن خيرها ينعكس على كامل المجتمع المسلم وأفراده.
ويعتبر الرفق من الأخلاق التي يتعدى خيرها للآخرين، حتى مع غير البشر، فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- شيئا من ذلك فقالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبدو إلى هذه التلاع، وإنه أراد البداوة مرة، فأرسل إليَّ ناقة محرَّمة -يعني ناقة لم تُركب- من إبل الصدقة، فقال لي: (يا عائشة، ارفقي فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، ولا نُزع من شيء قط، إلا شانه) [سنن أبي داوود].
وعن أبي يعلى شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليُرح ذبيحته) [رواه مسلم].
ولا بد للرفق أن يكون لِينا من غير ضعف، وتيسيرا من غير تفريط، وأن يُستعمل في موضعه استعمالا حكيما، فلين الجانب بالقول والفعل هو السهولة والتواضع بالقول والفعل وترك العنف والقسوة والغلظة والفظاظة في الأمر والنهي.
قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، [آل عمران: 159].
وإذا ما أردت أيها القائد أو الأمير أو الأب أو الزوج أو الأخ أو الجندي أن تكون مطاعا فلا بد لك من لين الجانب أي السهولة في التعامل بدون عنف أو قسوة.
واجعل أخي المجاهد رفقك بمن حولك لله عز وجل، وليكن هدفك أن تُرِيَ الله هذا الرفق في تعاملاتك كلها إرضاء له، وذلك لأنه -تعالى- يحبه منك فقد روت أمنا عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه) [رواه مسلم].
أي إن الله -تعالى- يسهل الأمور وييسرها بالرفق واليسر ولا يحصل ذلك التيسير والتسهيل بالعنف والغلظة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 123
الخميس 27 جمادى الآخرة 1439 هـ
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن أعرابيا بال في المسجد، فثار إليه الناس ليقعوا به فقال لهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأهريقوا على بوله ذَنوبا من ماء، أو سَجلا من ماء، فإنما بُعثتم ميسرين ولم تُبعثوا معسرين) [صحيح البخاري].
وعن عائشة -رضي الله عنها - قالت: استأذن رهط من اليهود على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السام عليك، فقلتُ: بل عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله)، قلتُ: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: (قلتُ: وعليكم) [صحيح البخاري].
أخي المجاهد: لقد حثَّ شرعنا الحنيف على الأخلاق الحسنة وحرَّض عليها ليس لأنها تعلو بصاحبها في مراتب الشرف وتُهذب النفس فحسب، بل لأن خيرها ينعكس على كامل المجتمع المسلم وأفراده.
ويعتبر الرفق من الأخلاق التي يتعدى خيرها للآخرين، حتى مع غير البشر، فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- شيئا من ذلك فقالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبدو إلى هذه التلاع، وإنه أراد البداوة مرة، فأرسل إليَّ ناقة محرَّمة -يعني ناقة لم تُركب- من إبل الصدقة، فقال لي: (يا عائشة، ارفقي فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، ولا نُزع من شيء قط، إلا شانه) [سنن أبي داوود].
وعن أبي يعلى شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليُرح ذبيحته) [رواه مسلم].
ولا بد للرفق أن يكون لِينا من غير ضعف، وتيسيرا من غير تفريط، وأن يُستعمل في موضعه استعمالا حكيما، فلين الجانب بالقول والفعل هو السهولة والتواضع بالقول والفعل وترك العنف والقسوة والغلظة والفظاظة في الأمر والنهي.
قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، [آل عمران: 159].
وإذا ما أردت أيها القائد أو الأمير أو الأب أو الزوج أو الأخ أو الجندي أن تكون مطاعا فلا بد لك من لين الجانب أي السهولة في التعامل بدون عنف أو قسوة.
واجعل أخي المجاهد رفقك بمن حولك لله عز وجل، وليكن هدفك أن تُرِيَ الله هذا الرفق في تعاملاتك كلها إرضاء له، وذلك لأنه -تعالى- يحبه منك فقد روت أمنا عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه) [رواه مسلم].
أي إن الله -تعالى- يسهل الأمور وييسرها بالرفق واليسر ولا يحصل ذلك التيسير والتسهيل بالعنف والغلظة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 123
الخميس 27 جمادى الآخرة 1439 هـ