لقد أثبتت حادثة تونس وغيرها من الحوادث، أن الديموقراطية فضلا عن كونها كفرا بالله العظيم، وكون من ...

منذ 2025-08-27
لقد أثبتت حادثة تونس وغيرها من الحوادث، أن الديموقراطية فضلا عن كونها كفرا بالله العظيم، وكون من آمن بها باعتقاد أو قول أو فعل كافرا، فإنها لا يمكن أن تكون طريقا لإقامة الدين بل هي أشر وأطغى من حكم الطواغيت المستبدين، وذلك أن الحكومات الديموقراطية تتصرف بموجب تفويض ممن انتخبها وهم الغالبية من الشعوب عادة، وبالتالي فإنها تتعامل مع كل القضايا على أساس رضا من انتخبها بأفعالها، وتتمادى في التشريع في دين الله، والحكم بغير ما أنزل الله أكثر من تمادي الطواغيت المستبدين أحيانا.

أما دعاوى الديموقراطيين من المنتسبين زورا إلى العمل على تمكين الحكم بالشريعة، فإنها في حقيقتها ليست سوى أدوات للتمويه عن أهدافهم الحقيقية في الوصول إلى الحكم، ومشاركة العلمانيين فيه، والحصول على امتيازات لأنفسهم أو أحزابهم، والبقاء على ذلك، ولو لم يتحصلوا من هذه المشاركة الديموقراطية على شيء مما وعدوا الناس بتحقيقه.

ولا زالت الأيام تكشف زيف دعاوى الديموقراطيين، وفشلهم في تحقيق أي من شعاراتهم التي خدعوا بها أنصارهم المشركين، ولا زال أولئك الأتباع يسبحون بحمد زعمائهم، ويصمون آذانهم عن سماع الحق، أو رؤية الواقع، وقد قال الله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } [النحل: 106 - 108].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 123
الخميس 27 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ

68715fd0aeabb

  • 0
  • 0
  • 2

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً