مقال / خذوا حذركم • مدخل: لا نعرف المصدر الحقيقي لمصطلح "الأمنيَّات"، ولن نسعى كثيرا لتتبع ...
منذ 2025-08-27
مقال / خذوا حذركم
• مدخل:
لا نعرف المصدر الحقيقي لمصطلح "الأمنيَّات"، ولن نسعى كثيرا لتتبع أصله، وهو بالتأكيد ليس جمعا لمصطلح (الأمن)، وإنما يفهم من سياق استخدامه العام أنه إشارة إلى مجموع الإجراءات التي تتخذها المنظمات والأفراد لتحقيق "الأمن".
ونظرا لأن العدو الأكبر للمجاهدين منذ عقود يتمثل بأجهزة المخابرات التابعة لحكومات الطواغيت والدول الصليبية، التي تستعمل في الغالب أساليبها المعتادة في العمل من التجسس والاختراق والاغتيالات وجمع المعلومات، فقد حظيت "الأمنيات" بأهمية كبيرة في عمل المجاهدين، ونصائح أمرائهم.
"الأمنيات".. بين الوقاية والدفاع والهجوم
"الأمنيات" التي هي إجراءات وقائية بالدرجة الأولى، أما إذا استطاع العدو كسر هذه الإجراءات فإن الجانب العلاجي (الدفاعي) يكون مكلفا، وقليل الفائدة أو عديمها أحيانا.
وعندما نصف "الأمنيات" بأنها إجراءات وقائية، أي أنها تتخذ لمنع العدو من الوصول إلى الهدف الذي نريد تأمينه، سواء كان هذا الهدف فردا من المجاهدين، أو مقرا لهم، أو معلومة تخصهم، أو موادا محفوظة في مكان ما عندهم، وأنه باتخاذ هذه الإجراءات فإننا نتقي تبعات وصول العدو إلى الهدف.
فالعدو لا يستطيع أن يقصف مقر اجتماع للمجاهدين لم يتمكن من معرفة موقعه الدقيق أو التقريبي، فالوقاية من القصف في هذه الحال قد يكفي لها إخفاء هذا الموقع عن أعين جواسيسه ووسائطه المختلفة لجمع المعلومات، كالطائرات المسيرة، وأجهزة التقاط الإشارات اللاسلكية، وما شابه.
والعدو سيستعد بشكل أفضل لصد هجوم للمجاهدين، إذا بلغته معلومات عن هذا الهجوم، كتوقيته، أو حجمه، أو هدفه... ولوقاية هذا الهجوم من مواجهة قوية مع المدافعين، فإن الإجراءات تقتضي منع العدو من الحصول على معلومات حقيقية عن خطة الهجوم، وذلك من خلال (التعمية) وهي منع الحصول على المعلومات الحقيقية مطلقا، و(التورية) التي تتمثل بالتمويه على المعلومات الحقيقية بأخرى مزورة، تقلل من ثقته بالمعلومات الحقيقية، أو تدفعه إلى الثقة بالمعلومات المزورة.
والعميل للمشركين لن ينجح في استهداف أحد المجاهدين بعبوة ناسفة يضعها في طريقه إن لم يكن لديه معلومات عن خط سير هذا المجاهد وتحركاته اليومية، وبذلك فإن اتخاذ هذا المجاهد لبعض الإجراءات التي تمنع من توقع تحركاته، كتنويع طرق المسير ووسائطه، وتبديل مواعيد التحرك باستمرار، ستجعل قضية تصيُّده بالغة الصعوبة، تحتاج إمكانيات مضاعفة من العدو لتوزيع جهده على كل المواقع التي يمكنه أن يكمن فيها لهذا المجاهد.
ومع أن تركيزنا حاليا سيكون على الجانب الوقائي من العمل الأمني، فلا بأس بالتذكير أن لهذا العمل جوانب دفاعية أيضا، تتمثل بإجراءات يجب اتباعها في حال تمكن العدو من التغلب على إجراءاتنا الوقائية، وبالتالي منعه من الاستفادة من هذا الاختراق في إلحاق الأذى بالمجاهدين أو أعمالهم ومصالحهم، كما أن هناك جانبا هجوميا في العمل الأمني، يقوم على السعي إلى اختراق الإجراءات الأمنية للعدو، وكسر دفاعاته الأمنية، من أجل تحقيق أهداف العمل الجهادي.
أهمية الإجراءات الأمنية
وتزداد أهمية هذه الإجراءات لا لفائدتها الوقائية الابتدائية فحسب، ولكن لقلة إمكانيات المجاهدين، وعدم التوازن في القوى بينهم وبين أعدائهم غالبا، وافتقارهم إلى وسائل الردع، التي تمنع العدو من الاستفادة من المعلومات التي يتوصل إليها في تنفيذ فعل معادٍ، كتدمير المواقع، واغتيال الأفراد، والتحكم بالقرارات والخطط.
فمخابرات الدول تمتلك كثيرا من المعلومات عن تحركات خصومها من رجال المخابرات المعادية لها، ولكنها تقف عاجزة عن القضاء عليهم بالقتل، أو اعتقالهم للحصول على ما بأيديهم من معلومات، لأن هذه الأفعال قد تقود إلى مواجهة مباشرة مدمرة مع الدول الأخرى، وبذلك يمنعها مانع الردع من الاستفادة من المعلومات في اتخاذ قرارات حاسمة، وهذا ما نجده ربما بصورة أوضح في تتبع المخابرات للمعارضين المقيمين في بلدان أجنبية، فإنها تكتفي غالبا بالسعي للتجسس عليهم، ومعرفة نواياهم، وإحصاء المرتبطين بهم، دون قدرة على تنفيذ عمل مادي ضدهم، لما في ذلك من تأثير على العلاقات مع الدول التي تستضيفهم.
كما أن وسائل الحماية المتوفرة بيد المجاهدين ضعيفة نسبيا مقارنة بوسائل الهجوم المتوفرة في يد أعدائها، وخاصة ما يتعلق منها بالوسائل الجوية.
• مدخل:
لا نعرف المصدر الحقيقي لمصطلح "الأمنيَّات"، ولن نسعى كثيرا لتتبع أصله، وهو بالتأكيد ليس جمعا لمصطلح (الأمن)، وإنما يفهم من سياق استخدامه العام أنه إشارة إلى مجموع الإجراءات التي تتخذها المنظمات والأفراد لتحقيق "الأمن".
ونظرا لأن العدو الأكبر للمجاهدين منذ عقود يتمثل بأجهزة المخابرات التابعة لحكومات الطواغيت والدول الصليبية، التي تستعمل في الغالب أساليبها المعتادة في العمل من التجسس والاختراق والاغتيالات وجمع المعلومات، فقد حظيت "الأمنيات" بأهمية كبيرة في عمل المجاهدين، ونصائح أمرائهم.
"الأمنيات".. بين الوقاية والدفاع والهجوم
"الأمنيات" التي هي إجراءات وقائية بالدرجة الأولى، أما إذا استطاع العدو كسر هذه الإجراءات فإن الجانب العلاجي (الدفاعي) يكون مكلفا، وقليل الفائدة أو عديمها أحيانا.
وعندما نصف "الأمنيات" بأنها إجراءات وقائية، أي أنها تتخذ لمنع العدو من الوصول إلى الهدف الذي نريد تأمينه، سواء كان هذا الهدف فردا من المجاهدين، أو مقرا لهم، أو معلومة تخصهم، أو موادا محفوظة في مكان ما عندهم، وأنه باتخاذ هذه الإجراءات فإننا نتقي تبعات وصول العدو إلى الهدف.
فالعدو لا يستطيع أن يقصف مقر اجتماع للمجاهدين لم يتمكن من معرفة موقعه الدقيق أو التقريبي، فالوقاية من القصف في هذه الحال قد يكفي لها إخفاء هذا الموقع عن أعين جواسيسه ووسائطه المختلفة لجمع المعلومات، كالطائرات المسيرة، وأجهزة التقاط الإشارات اللاسلكية، وما شابه.
والعدو سيستعد بشكل أفضل لصد هجوم للمجاهدين، إذا بلغته معلومات عن هذا الهجوم، كتوقيته، أو حجمه، أو هدفه... ولوقاية هذا الهجوم من مواجهة قوية مع المدافعين، فإن الإجراءات تقتضي منع العدو من الحصول على معلومات حقيقية عن خطة الهجوم، وذلك من خلال (التعمية) وهي منع الحصول على المعلومات الحقيقية مطلقا، و(التورية) التي تتمثل بالتمويه على المعلومات الحقيقية بأخرى مزورة، تقلل من ثقته بالمعلومات الحقيقية، أو تدفعه إلى الثقة بالمعلومات المزورة.
والعميل للمشركين لن ينجح في استهداف أحد المجاهدين بعبوة ناسفة يضعها في طريقه إن لم يكن لديه معلومات عن خط سير هذا المجاهد وتحركاته اليومية، وبذلك فإن اتخاذ هذا المجاهد لبعض الإجراءات التي تمنع من توقع تحركاته، كتنويع طرق المسير ووسائطه، وتبديل مواعيد التحرك باستمرار، ستجعل قضية تصيُّده بالغة الصعوبة، تحتاج إمكانيات مضاعفة من العدو لتوزيع جهده على كل المواقع التي يمكنه أن يكمن فيها لهذا المجاهد.
ومع أن تركيزنا حاليا سيكون على الجانب الوقائي من العمل الأمني، فلا بأس بالتذكير أن لهذا العمل جوانب دفاعية أيضا، تتمثل بإجراءات يجب اتباعها في حال تمكن العدو من التغلب على إجراءاتنا الوقائية، وبالتالي منعه من الاستفادة من هذا الاختراق في إلحاق الأذى بالمجاهدين أو أعمالهم ومصالحهم، كما أن هناك جانبا هجوميا في العمل الأمني، يقوم على السعي إلى اختراق الإجراءات الأمنية للعدو، وكسر دفاعاته الأمنية، من أجل تحقيق أهداف العمل الجهادي.
أهمية الإجراءات الأمنية
وتزداد أهمية هذه الإجراءات لا لفائدتها الوقائية الابتدائية فحسب، ولكن لقلة إمكانيات المجاهدين، وعدم التوازن في القوى بينهم وبين أعدائهم غالبا، وافتقارهم إلى وسائل الردع، التي تمنع العدو من الاستفادة من المعلومات التي يتوصل إليها في تنفيذ فعل معادٍ، كتدمير المواقع، واغتيال الأفراد، والتحكم بالقرارات والخطط.
فمخابرات الدول تمتلك كثيرا من المعلومات عن تحركات خصومها من رجال المخابرات المعادية لها، ولكنها تقف عاجزة عن القضاء عليهم بالقتل، أو اعتقالهم للحصول على ما بأيديهم من معلومات، لأن هذه الأفعال قد تقود إلى مواجهة مباشرة مدمرة مع الدول الأخرى، وبذلك يمنعها مانع الردع من الاستفادة من المعلومات في اتخاذ قرارات حاسمة، وهذا ما نجده ربما بصورة أوضح في تتبع المخابرات للمعارضين المقيمين في بلدان أجنبية، فإنها تكتفي غالبا بالسعي للتجسس عليهم، ومعرفة نواياهم، وإحصاء المرتبطين بهم، دون قدرة على تنفيذ عمل مادي ضدهم، لما في ذلك من تأثير على العلاقات مع الدول التي تستضيفهم.
كما أن وسائل الحماية المتوفرة بيد المجاهدين ضعيفة نسبيا مقارنة بوسائل الهجوم المتوفرة في يد أعدائها، وخاصة ما يتعلق منها بالوسائل الجوية.