2/2 ▫أمام هذا الانتصار الذي حققه الإرهاب العادل؛ ابتكر الصليبيون مشروعا جديدا لحربه، بدلا من ...

منذ 2025-08-28
2/2

▫أمام هذا الانتصار الذي حققه الإرهاب العادل؛ ابتكر الصليبيون مشروعا جديدا لحربه، بدلا من الاقتصار على تشويه صورته؛ فعمدوا إلى صناعة طواغيت بخلفية جهادية، يتكفلون بمحاربة الإرهاب، واستثمروا في هذا المشروع مستهدفين به شرائح جديدة تتجاوز حقبة "الأسد" و"ابن زايد" و "السيسي" إلى حقبة "الجولاني" و "الشيباني" و "الملا برادلي" وغيرهم من مفرزات خطوط الإنتاج الصليبية، حتى أخرجوا لنا مسوخا بشرية من أصول جهادية تحارب الجهاد كما لو لم تخضه ساعة من نهار، وتتمذهب الطاغوتية كما لو أنها دعوة التوحيد! وتستمرأ الخيانة كما لو أنها الشرف، وعدّد ما شئت من التناقضات الجلية في الحقبة الجولانية.

▫ويوما بعد يوم، تحتدم المواجهة بين صناعة "الإرهاب العادل" في معسكرات الجهاد والإيمان، وصناعة الطاغوت في المحاضن الأمريكية والبريطانية التي أنتجت منتجات ثورية فاقت في دناءتها المنتجات النصيرية! حتى أيقن الكثيرون أن ما جرى في سوريا لم يكن سوى تبديل خطوط إنتاج وسلع، بأخرى أخس وأرخص وأكثر طواعية وانقيادا.

▫أما المسلم فليس أمامه سوى الانحياز إلى معسكر "الإرهاب العادل" الذي أمر الله تعالى بإعداد القوة لتحقيقه فقال سبحانه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، فلا يتحقق الإرهاب إلا بإعداد القوة بأنواعها وفي مقدمتها قوة الإيمان، ولا يتحقق الإيمان إلا باجتناب الطاغوت ومفارقة معسكراته التي تروج لها كل المحافل الإقليمية والدولية.

▫فاختر طريقك أيها المسلم جيدا، وبادر قبل فوات الأوان، فإن الوقت يمضي والسنن لا تحابي والوقائع مستمرة، والأدلة مستفيضة، والحجة قائمة تبثها القنوات ولم تعد تحتمل وهم التأويلات و سراب التبريرات، فإما صناعة الإرهاب أو صناعة الطاغوت.

◽المصدر: افتتاحية النبأ
#صحيفة_النبأ العدد 510
الخميس 5 ربيع الأول 1447هـ

68715fd0aeabb

  • 0
  • 0
  • 5

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً