نهر الدم أقسم خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في إحدى معاركه مع الفرس أن يجري النهر بدمائهم إن ...

منذ 2025-09-02
نهر الدم


أقسم خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في إحدى معاركه مع الفرس أن يجري النهر بدمائهم إن أمكنه الله من رقابهم، فتحقق قسمه -رضي الله عنه- في وقعة (أليس) في السنة الثانية عشرة للهجرة.

قال الطبري: "ولما أصاب خالد يوم الولجة من أصاب من بكر بن وائل من نصاراهم الذين أعانوا أهل فارس، غضب لهم نصارى قومهم، فكاتبوا الأعاجم وكاتبتهم الأعاجم، فاجتمعوا إلى أليس، وعليهم عبد الأسود العجلي، وكان أشد الناس على أولئك النصارى مسلمو بني عجل: عتيبة بن النهاس وسعيد بن مرة وفرات بن حيان والمثنى بن لاحق ومذعور ابن عدي، وكتب أردشير إلى (بهمن جاذويه) -وهو بـ (قسيانا)- أن سر حتى تقدم (أليس) بجيشك إلى من اجتمع بها من فارس ونصارى العرب، فقدَّم (بهمن جاذويه) (جابان) وأمره بالحث، وقال: كفكف نفسك وجندك من قتال القوم حتى ألحق بك إلا أن يعجلوك، ومضى (جابان) حتى أتى أليس، فنزل بها في صفر، واجتمعت إليه المسالح التي كانت بإزاء العرب".

واستطاع خالد -رضي الله عنه- أن يفاجئ الأعداء فهجم عليهم وهم يستعدون لتناول طعامهم، قال ابن كثير: "فبينما هم قد نصبوا لهم سماطا فيه طعام يريدون أكله، إذ غافلهم خالد بجيشه... ونفرت الأعاجم عن الطعام وقاموا إلى السلاح فاقتتلوا قتالا شديدا جدا، والمشركون يرقبون قدوم (بهمن) مددا من جهة الملك إليهم، فهم في قوة وشدة وكلب في القتال، وصبر المسلمون صبرا بليغا، وقال خالد: اللهم لك عليَّ إن منحتنا أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحدا أقدر عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم. ثم إن الله -عز وجل- منح المسلمين أكتافهم فنادى منادي خالد: الأسر، الأسر، لا تقتلوا إلا من امتنع من الأسر، فأقبلت الخيول بهم أفواجا يساقون سوقا، وقد وكل بهم رجالا يضربون أعناقهم في النهر، ففعل ذلك بهم يوما وليلة ويطلبهم في الغد ومن بعد الغد، وكلما حضر منهم أحد ضُربت عنقه في النهر، وقد صرف ماء النهر إلى موضع آخر، فقال له بعض الأمراء: إن النهر لا يجري بدمائهم حتى ترسل الماء على الدم فيجري معه فتُبِرَّ بيمينك، فأرسله فسال النهر دما عبيطا، فلذلك سمي نهر الدم إلى اليوم، وبلغ عدد القتلى سبعين ألفا".

وهذه هي قصة النهر الذي جرى بدماء المجوس، نسأل الله أن يجازي أحفادهم الرافضة بمثل ما جازاهم.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 125
الخميس 12 رجب 1439 ه‍ـ

683b4c4f96693

  • 0
  • 0
  • 13

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً