إن الله يأمر بالعدل والإحسان "الإحسان ضد الإساءة، وهو كل مرغوب فيه، وكل ما يَسرُّ النفس من ...
منذ 2025-09-06
إن الله يأمر بالعدل والإحسان
"الإحسان ضد الإساءة، وهو كل مرغوب فيه، وكل ما يَسرُّ النفس من نعمة تنال الإنسان في بدنه ونفسه وأحواله" [معجم مقاييس اللغة، لابن فارس].
وتعريف الإحسان في الشرع هو قوله، صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [رواه مسلم].
وقد أمر الله -تعالى- به فقال: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى } [النحل: 90]، وقال عز وجل: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [يونس:26]، وقال -صلى الله عليه وسلم- في تفسير هذه الآية: (الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل) [رواه ابن أبي حاتم والطبري].
وأمر به رسولنا -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليحدَّ أحدكم شفرته، فليُرِح ذبيحته) [رواه مسلم].
والإحسان نوعان: الأول متعلق بعبادة الله، والثاني متعلق بالبشر والمخلوقات الأخرى.
فالأول: وهو أعلى مراتب الدين، حيثُ يَرتقي المسلم ويَرتفع إلى درجة أعلى من الإيمان، لأنه لن يصل إلى مرتبة الإحسان إلا ببلوغه الإسلام والإيمان، فيعبد الله وهو يستشعر مراقبته، وكأنه ينظر إليه، فيُحسن العمل ويُجيد العبادة، ويكون مبتغاه من كل عمله رضا الله، ويصبح ظاهره كباطنه، لا يضره الذم ولا يغره المدح.
والثاني: هو الإحسان إلى البشر وسائر المخلوقات وشُعَبه كثيرة كالإحسان إلى الوالدين، وإحسان الأزواج بعضهم إلى بعض، والإحسان إلى الأهل والأقارب، والأرامل والمساكين واليتامى والفقراء، والإحسان إلى عامة الناس، قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].
قال الحسن البصري، رحمه الله: "لأن أقضي حاجة أخٍ أحب إليَّ من أن أعتكف سنة" [عيون الأخبار لابن قتيبة].
أخي المجاهد: ويدخل في الإحسان إعانة الناس على جميع الفضائل التي أمر الإسلام بها كقضاء الحوائج، والإعانة بالمال، وتفريج الكربات، ومواساة المرضى، والمعاملة بالأخلاق الحسنة معهم، مراعين في ذلك كله مراقبة الله -تعالى- لنا وطلب رضاه.
ومن أعظم أبواب الإحسان إلى الآخرين، الإحسان بالنصيحة، وتعليم العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليس أعظم من نصيحة أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر ينتفع بها الناس في دينهم ودنياهم.
وأول المستفيدين من الإحسان هم المحسنون أنفسهم، يرون ثمرته في نفوسهم، فيجدون الانشراح والسكينة.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "ومن رفق بعباده رفق به، ومن رحم خلقه رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن صفح عنهم صفح عنه، ومن تتبع عورتهم تتبع عورته، ومن هتكهم هتكه وفضحه، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن شاق شاقَّ الله -تعالى- به، ومن مكر مكر به، ومن خادع خادعه، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله -تعالى- بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة " [الوابل الصيب من الكلم الطيب].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 126
الخميس 19 رجب 1439 هـ
"الإحسان ضد الإساءة، وهو كل مرغوب فيه، وكل ما يَسرُّ النفس من نعمة تنال الإنسان في بدنه ونفسه وأحواله" [معجم مقاييس اللغة، لابن فارس].
وتعريف الإحسان في الشرع هو قوله، صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [رواه مسلم].
وقد أمر الله -تعالى- به فقال: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى } [النحل: 90]، وقال عز وجل: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [يونس:26]، وقال -صلى الله عليه وسلم- في تفسير هذه الآية: (الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل) [رواه ابن أبي حاتم والطبري].
وأمر به رسولنا -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليحدَّ أحدكم شفرته، فليُرِح ذبيحته) [رواه مسلم].
والإحسان نوعان: الأول متعلق بعبادة الله، والثاني متعلق بالبشر والمخلوقات الأخرى.
فالأول: وهو أعلى مراتب الدين، حيثُ يَرتقي المسلم ويَرتفع إلى درجة أعلى من الإيمان، لأنه لن يصل إلى مرتبة الإحسان إلا ببلوغه الإسلام والإيمان، فيعبد الله وهو يستشعر مراقبته، وكأنه ينظر إليه، فيُحسن العمل ويُجيد العبادة، ويكون مبتغاه من كل عمله رضا الله، ويصبح ظاهره كباطنه، لا يضره الذم ولا يغره المدح.
والثاني: هو الإحسان إلى البشر وسائر المخلوقات وشُعَبه كثيرة كالإحسان إلى الوالدين، وإحسان الأزواج بعضهم إلى بعض، والإحسان إلى الأهل والأقارب، والأرامل والمساكين واليتامى والفقراء، والإحسان إلى عامة الناس، قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].
قال الحسن البصري، رحمه الله: "لأن أقضي حاجة أخٍ أحب إليَّ من أن أعتكف سنة" [عيون الأخبار لابن قتيبة].
أخي المجاهد: ويدخل في الإحسان إعانة الناس على جميع الفضائل التي أمر الإسلام بها كقضاء الحوائج، والإعانة بالمال، وتفريج الكربات، ومواساة المرضى، والمعاملة بالأخلاق الحسنة معهم، مراعين في ذلك كله مراقبة الله -تعالى- لنا وطلب رضاه.
ومن أعظم أبواب الإحسان إلى الآخرين، الإحسان بالنصيحة، وتعليم العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليس أعظم من نصيحة أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر ينتفع بها الناس في دينهم ودنياهم.
وأول المستفيدين من الإحسان هم المحسنون أنفسهم، يرون ثمرته في نفوسهم، فيجدون الانشراح والسكينة.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "ومن رفق بعباده رفق به، ومن رحم خلقه رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن صفح عنهم صفح عنه، ومن تتبع عورتهم تتبع عورته، ومن هتكهم هتكه وفضحه، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن شاق شاقَّ الله -تعالى- به، ومن مكر مكر به، ومن خادع خادعه، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله -تعالى- بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة " [الوابل الصيب من الكلم الطيب].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 126
الخميس 19 رجب 1439 هـ