إن الحكم إلا لله أليس من يختار حاكماً بغير ما أنزل الله، مفوّضاً له ليحكم بالنيابة عنه، ومن ...

منذ 7 ساعات
إن الحكم إلا لله

أليس من يختار حاكماً بغير ما أنزل الله، مفوّضاً له ليحكم بالنيابة عنه، ومن يختار مشرّعاً من دون الله، مفوضاً له ليشرّع بالنيابة عنه؟ فما الفرق إذن بين القيام بهذه الأفعال المكفرة من حكم بغير ما أنزل الله أو تشريع من دونه وبين تفويضهم للقيام بها، وإقرارهم على ذلك؟!

وما الفرق بين الحاكم بغير ما أنزل الله وبين من يدعو الناس إلى انتخابه وتفويضه للحكم بشريعة الطاغوت أو يفعل ذلك؟! أيكون الأول كافراً، ويكون الثاني مسلماً لأنه رأى في اختياره منفعة ما لنفسه أو لغيره؟!

وما الفرق بين من ينتخب طاغوتاً يحكم بغير ما أنزل الله طلباً لمصلحة دنيوية لنفسه أو أسرته، وبين من يختاره طالباً "مصلحة الأمة" أو "مصلحة الدعوة" أو "مصلحة الجهاد" أو غيرها من المصالح المزعومة التي يتذرع بها المشركون اليوم لاستباحة المحرمات وركوب الموبقات، ويدخلون من بابها ليشرعوا من الدين ما لم يأذن به الله، ويحكموا بغير ما أنزل الله؟!

إن كل من يترشّح أو يرضى بترشيحه لمناصب المشرّعين من دون الله والحكام بغير ما أنزل الله كعضوية المجالس التشريعية والبرلمانات التي تشرع للناس ما لم يأذن به الله تعالى، ورئاسات الدول والحكومات التي تحكم بموجب الدساتير والقوانين الكفرية، سواء نجح في الانتخابات أو فشل فيها، هم طواغيت جعلوا لأنفسهم الحق في مشاركة الله تعالى في صفاته العلى التي لا تجوز لغيره، قال تعالى: { وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [القصص: ۸۸].

وكل من يؤيدهم في ترشّحهم أو يرضى به أو يشارك في انتخابهم، أو يدعو إليه أو يعين عليه، مشرك بالله سبحانه، اتخذ أولئك الطواغيت أنداداً لله سبحانه وأشركهم معه في الطاعة، قال تعالى: { وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [الأنعام: ۱۲۱].


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [199]

683b4f9a9ea34

  • 0
  • 0
  • 5

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً