ولا زال العراق "جامعة الجهاد" جعل الكفار هدف حملتهم العسكرية على الدولة الإسلامية أن يعود ...
منذ 7 ساعات
ولا زال العراق "جامعة الجهاد"
جعل الكفار هدف حملتهم العسكرية على الدولة الإسلامية أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل فتح الموصل، ولكن لم يدر بخلدهم أن يتشابه الحال مع ما كان عليه قبيل نزول المجاهدين للسيطرة على المدن حتى في تفاصيله الدقيقة ومشاهد أحداث الصراع اليومي المستمرة بين جنود الخلافة والروافض المشركين على أرض العراق.
فالروافض بلغ بهم استنساخهم تجاربهم الفاشلة السابقة إلى حد تكرار الخطاب الإعلامي الذي كانوا يروجون له قبل 4 أعوام، فلا يمر يوم دون أنباء جديدة عن اعتقالٍ مزعومٍ لأمير في الدولة الإسلامية أو كذبة قتل مسؤول أو رواية حلم عن اكتشاف مخطط كبير لتقويض أمن المشركين في إحدى المدن الكبرى، هذا فضلا عن استنساخهم للخطط الأمنية ذاتها والتحركات العسكرية الفاشلة التي كانوا يطبقونها قبل فتح الموصل، من تحركات يائسة للأرتال في الصحاري والقفار بحثاً عن المجاهدين، إلى اعتماد كلي على الحواجز البدائية والاعتقالات الجماعية أملاً في منع المجاهدين من الوصول إلى أهدافهم أو سعياً في تحصيل المعلومات عنهم وإرهاب المسلمين من إعانتهم.
والفارق المهم بين الحالتين أن الروافض اليوم أضعف مما كانوا عليه قبل 4 سنوات بكثير، فجيشهم فقد أكثر فرقه وألويته، كما خسر معظم سلاحه وعتاده، وتحول من جيش نظامي إلى عصابة إجرام مسلحة كبيرة العدد، لتنهي بذلك قصة الجيش الذي أنشأته أمريكا وأشرفت على تدريبه على مدى عقد من الزمن وأنفقت عليه مليارات الدولارات.
وبالتالي فإن تكرار الروافض للأساليب البالية ذاتها التي لم تنفعهم قبل سنوات أصبح شاقاً عليهم من جهة، وذا تكلفة عالية عليهم من جهة أخرى، فضلا عن كونه غير مجد بالأساس في تحقيق أهدافهم.
وعلى الجانب الآخر، نجد أن المجاهدين -بفضل الله- خيبوا ظنون من اعتقد نهاية جهادهم بعد ملحمة الموصل، وأعادوا حربهم على الرافضة خضراء جذعة، وشبُّوا نارها التي لم تخب يوماً على الرافضة وأوليائهم، فعادت كمائنهم تبيد الأرتال على الطرقات، وعادت مفارزهم الأمنية بكواتمها وسكاكينها تقطف رؤوس جنود الطاغوت والصحوات، وعادت عبواتهم تدك بيوت المرتدين، وعادت مفخخاتهم تنفجر براكين في عقر دار المشركين.
في أعظم أيام محنة المجاهدين في العراق قال أمير المؤمنين الشيخ أبو عمر البغدادي -تقبله الله- إن العراق هو "جامعة الجهاد"، قاصداً من ذلك أن الخبرات التي جناها المجاهدون في حربهم المستمرة ضد الصليبيين والروافض والصحوات ستكون دروساً للمجاهدين في كل مكان، يستفيدون منها في حربهم ضد المشركين.
وقد صدق -رحمه الله- في ذلك، فقد رأينا مصداق ما قاله أول ما رأيناه في تجربة المجاهدين في الشام، التي تكللت -بحمد الله- بالفتح والتمكين، كما نراها اليوم معمولاً بها من جنود الدولة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، فكأن هؤلاء الجنود الذين تعددت ألسنتهم وتباعدت بلدانهم خريجو المدرسة ذاتها، حفظوا المتون ذاتها، وأتقنوا الشروح ذاتها، وثنوا ركبهم أمام الشيخ المربي ذاته.
ولا زالت العراق جامعة الجهاد، ولا زال مجاهدوها -بفضل الله- أساتذة في فن الحروب.
ولا أدل على ذلك من سرعة كرِّهم على عدوهم، وشدة بأسهم في هجماتهم ذات التنوع الكبير في أساليبها، والانتشار الواسع في مناطق عملياتها، مع زخم كبير في نشاطها يكاد يقارب ما كان عليه الحال قبيل إعلان خطة السيطرة على المدن، حتى يخيل للمرء وهو يتابع أخبارهم أنه يوشك أن يسمع -بإذن الله- نبأ اقتحام كواسر الأنبار لمدينة الرمادي يتقدمهم شبيه للسويداوي -تقبله الله- أشعثَ شعره، أغبرَ وجهه كلون التراب في معسكر الشيخين، أو يرى مشهداً كمشهد أبي المغيرة القحطاني -تقبله الله- وهو يخطب في الجيش رافعاً سبابته إلى السماء محرضاً أسود صلاح الدين على الفتك بالروافض في سامراء، أو يبلغه أن إخوة للبيلاوي والقرشي -تقبلهما الله- يحشدون الجنود في صحراء الجزيرة تمهيداً لفتح الموصل من جديد.
وعلى خطاهم يمضي إخوانهم في كل مكان، يضمدون جراحهم وينهضون من نقاهتهم، ويشحذون سيوفهم وهممهم، يعجلون إلى رضا الله، ويسارعون إلى مغفرته، ويتسابقون إلى جنانه، محسنين متقين، يرجون من الله الأجر العظيم، قال سبحانه: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 128
الخميس 3 شعبان 1439 هـ
جعل الكفار هدف حملتهم العسكرية على الدولة الإسلامية أن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل فتح الموصل، ولكن لم يدر بخلدهم أن يتشابه الحال مع ما كان عليه قبيل نزول المجاهدين للسيطرة على المدن حتى في تفاصيله الدقيقة ومشاهد أحداث الصراع اليومي المستمرة بين جنود الخلافة والروافض المشركين على أرض العراق.
فالروافض بلغ بهم استنساخهم تجاربهم الفاشلة السابقة إلى حد تكرار الخطاب الإعلامي الذي كانوا يروجون له قبل 4 أعوام، فلا يمر يوم دون أنباء جديدة عن اعتقالٍ مزعومٍ لأمير في الدولة الإسلامية أو كذبة قتل مسؤول أو رواية حلم عن اكتشاف مخطط كبير لتقويض أمن المشركين في إحدى المدن الكبرى، هذا فضلا عن استنساخهم للخطط الأمنية ذاتها والتحركات العسكرية الفاشلة التي كانوا يطبقونها قبل فتح الموصل، من تحركات يائسة للأرتال في الصحاري والقفار بحثاً عن المجاهدين، إلى اعتماد كلي على الحواجز البدائية والاعتقالات الجماعية أملاً في منع المجاهدين من الوصول إلى أهدافهم أو سعياً في تحصيل المعلومات عنهم وإرهاب المسلمين من إعانتهم.
والفارق المهم بين الحالتين أن الروافض اليوم أضعف مما كانوا عليه قبل 4 سنوات بكثير، فجيشهم فقد أكثر فرقه وألويته، كما خسر معظم سلاحه وعتاده، وتحول من جيش نظامي إلى عصابة إجرام مسلحة كبيرة العدد، لتنهي بذلك قصة الجيش الذي أنشأته أمريكا وأشرفت على تدريبه على مدى عقد من الزمن وأنفقت عليه مليارات الدولارات.
وبالتالي فإن تكرار الروافض للأساليب البالية ذاتها التي لم تنفعهم قبل سنوات أصبح شاقاً عليهم من جهة، وذا تكلفة عالية عليهم من جهة أخرى، فضلا عن كونه غير مجد بالأساس في تحقيق أهدافهم.
وعلى الجانب الآخر، نجد أن المجاهدين -بفضل الله- خيبوا ظنون من اعتقد نهاية جهادهم بعد ملحمة الموصل، وأعادوا حربهم على الرافضة خضراء جذعة، وشبُّوا نارها التي لم تخب يوماً على الرافضة وأوليائهم، فعادت كمائنهم تبيد الأرتال على الطرقات، وعادت مفارزهم الأمنية بكواتمها وسكاكينها تقطف رؤوس جنود الطاغوت والصحوات، وعادت عبواتهم تدك بيوت المرتدين، وعادت مفخخاتهم تنفجر براكين في عقر دار المشركين.
في أعظم أيام محنة المجاهدين في العراق قال أمير المؤمنين الشيخ أبو عمر البغدادي -تقبله الله- إن العراق هو "جامعة الجهاد"، قاصداً من ذلك أن الخبرات التي جناها المجاهدون في حربهم المستمرة ضد الصليبيين والروافض والصحوات ستكون دروساً للمجاهدين في كل مكان، يستفيدون منها في حربهم ضد المشركين.
وقد صدق -رحمه الله- في ذلك، فقد رأينا مصداق ما قاله أول ما رأيناه في تجربة المجاهدين في الشام، التي تكللت -بحمد الله- بالفتح والتمكين، كما نراها اليوم معمولاً بها من جنود الدولة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، فكأن هؤلاء الجنود الذين تعددت ألسنتهم وتباعدت بلدانهم خريجو المدرسة ذاتها، حفظوا المتون ذاتها، وأتقنوا الشروح ذاتها، وثنوا ركبهم أمام الشيخ المربي ذاته.
ولا زالت العراق جامعة الجهاد، ولا زال مجاهدوها -بفضل الله- أساتذة في فن الحروب.
ولا أدل على ذلك من سرعة كرِّهم على عدوهم، وشدة بأسهم في هجماتهم ذات التنوع الكبير في أساليبها، والانتشار الواسع في مناطق عملياتها، مع زخم كبير في نشاطها يكاد يقارب ما كان عليه الحال قبيل إعلان خطة السيطرة على المدن، حتى يخيل للمرء وهو يتابع أخبارهم أنه يوشك أن يسمع -بإذن الله- نبأ اقتحام كواسر الأنبار لمدينة الرمادي يتقدمهم شبيه للسويداوي -تقبله الله- أشعثَ شعره، أغبرَ وجهه كلون التراب في معسكر الشيخين، أو يرى مشهداً كمشهد أبي المغيرة القحطاني -تقبله الله- وهو يخطب في الجيش رافعاً سبابته إلى السماء محرضاً أسود صلاح الدين على الفتك بالروافض في سامراء، أو يبلغه أن إخوة للبيلاوي والقرشي -تقبلهما الله- يحشدون الجنود في صحراء الجزيرة تمهيداً لفتح الموصل من جديد.
وعلى خطاهم يمضي إخوانهم في كل مكان، يضمدون جراحهم وينهضون من نقاهتهم، ويشحذون سيوفهم وهممهم، يعجلون إلى رضا الله، ويسارعون إلى مغفرته، ويتسابقون إلى جنانه، محسنين متقين، يرجون من الله الأجر العظيم، قال سبحانه: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172].
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 128
الخميس 3 شعبان 1439 هـ