حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ كثيرة هي أسماء التنظيمات والفصائل التي ظهرت في الشام خلال ...
منذ 14 ساعة
حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ
كثيرة هي أسماء التنظيمات والفصائل التي ظهرت في الشام خلال هذه السنوات، وكثيرة هي التشققات التي حصلت والاندماجات والتحالفات والجبهات التي تشكلت، وفي الغالب لا يختلف حال تلك الفصائل في اجتماعها أو تفككها، فالتغير يجري على الصور والمسميات ولا تخضع له الحقائق والمقتضيات.
وقد رأينا كيف انشقت مجموعة من المرتدين عن جبهة الجولاني بعد أن شاركوه في كل الموبقات التي فعلها طيلة السنوات الماضية، من شق لصف المسلمين، ثم مظاهرة للمشركين على الموحدين، إلى امتناع عن إقامة الدين، ثم إقامة حكومة تحكم بغير شريعة رب العالمين، فشكلوا فصيلاً جديداً، وأطلقوا على أنفسهم مسمّى "حراس الدين" وهم لم يتوبوا بعد من حراستهم للشرك والمشركين، كما أن كثيراً من الأدلة تثبت أنهم تركوا عصبة الجولاني ليظهروا انتماءهم لحركة طالبان المرتدة التي لا زالوا على بيعتهم لأميرها، وعلى الولاء لأفرادها المرتدين.
فكل تلك الموبقات لم تستوجب عند أولئك المنشقين أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر، ولكن أن يفضح المرتد الجولاني سفاهتهم، ويكشف أنه كان يتلاعب بهم وبشيخهم "الظواهري" كما يلعب الطفل الصغير بالكُرة، فهذا ما لم تحتمله عقولهم المريضة بحب الشهرة والفوائد، والحرص على الاتسام بالحكمة والدراية والمحامد.
وظن أولئك المرتدون أنهم بمجرد خروجهم من طائفة من طوائف الردة قد صاروا مسلمين، متناسين -وهم يدّعون العلم- أن اعتزال طائفة الكفر هو قرينة تدل على صدق من ادّعى التوبة، وهو مقدمة للتوبة لا حقيقتها، وأن المرتد لا بد وأن يعلن توبته من كل مكفّر خرج بسببه من دين الإسلام قبل أن يعلن العودة إليه.
ففي حالتهم لا بد أن يقترن بخروجهم من طائفة "هيئة تحرير الشام" المرتدة إعلانٌ منهم بالبراءة منها، ومن أفرادها المرتدين، ومن كل كفر تلبست به، ويمتنعوا عن الدخول في أي من طوائف الردّة الأخرى كأمثال "حركة طالبان الوطنية"، ثم إعلانٌ عن تجديد إسلامهم من بعد كفر كانوا عليه، فيكونوا بذلك من أتباع ملة إبراهيم، الذين قالوا لقومهم المشركين: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4]، وهذا غير متحقق في هؤلاء المرتدين.
فخروجهم من طائفة الردة التي كانوا من جنودها لا يختلف عن خروج بعضٍ من جنود الجيش النصيري المرتدين فيما يسمونه "انشقاقاً عنه" دون أن يتوبوا من الكفر الذي تلبسوا به، فهم باقون على أصل ردّتهم حتى يظهر خلاف ذلك، وحكمهم حكم أعيان الجيش النصيري، حتى يتوبوا إلى الله من الكفر الذي شاركوهم فيه، ويتبرؤوا منهم ومن شركهم ويعادوهم لكفرهم بالله العظيم.
أما وصفنا لهم بأنهم "حراس الشرك" فهو حقيقة ثابتة فيهم، فزيادة على الشرك الذي تلبسوا به بانتمائهم إلى طائفة كفر يعلمون حالها هي "جبهة الجولاني" المرتدة، فأتباع هذا التنظيم يدعون إلى قتال الدولة الإسلامية إن غزت ديار الكفر التي يحكمها إخوانهم المرتدون، ولو لإزالة الشرك الذي يعلوها وإقامة الدين فيها، فهم قد رضوا أن يكونوا "حراساً للشرك" الذي يحكم تلك الأرض، فلا يقيمون شرع الله فيها، ولا يسمحون لمن يريد ذلك ويقدر عليه أن يتمكن منها، ويسمُّون مقاتلته دون ذلك "دفعاً للصائل" استجابة لأحد المرتدين من علماء السوء، الذي أمرهم بمظاهرة طائفة "جبهة الجولاني" المرتدة على الموحدين، رغم علمه بما وقعت فيه من الكفر المبين.
بل إن من قادة هذا التنظيم وجنوده من قاتلوا الموحدين فعلاً إلى جانب من يحكمون هم بكفرهم، وفتنوا المسلمين في سجونهم، وقتلوهم تعذيباً وصبراً أو غيلة ومكراً، كما فعلوا في مناطق حوران وحماة والقلمون وريف حلب الشمالي، فيما هم الآن يمتنعون عن "دفع صيال" مرتدي "الجيش الحر" على أخيهم الجولاني وجنوده حرصاً منهم على دماء من يسمونهم "مسلمين".
وإننا نحذر المسلمين من موالاتهم بأي شكل حتى يتوبوا من ردّتهم، ويتبرؤوا من الكفر الذي كانوا عليه، والكفر الذي لا زالوا متلبسين به، وممن تلبس به من إخوانهم، ويعادوهم لكفرهم بالله العظيم، ويجاهدوا في سبيل الله رب العالمين، فيكونوا بذلك من الفائزين، قال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [التوبة: 11].
* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 129
الخميس 10 شعبان 1439 هـ
كثيرة هي أسماء التنظيمات والفصائل التي ظهرت في الشام خلال هذه السنوات، وكثيرة هي التشققات التي حصلت والاندماجات والتحالفات والجبهات التي تشكلت، وفي الغالب لا يختلف حال تلك الفصائل في اجتماعها أو تفككها، فالتغير يجري على الصور والمسميات ولا تخضع له الحقائق والمقتضيات.
وقد رأينا كيف انشقت مجموعة من المرتدين عن جبهة الجولاني بعد أن شاركوه في كل الموبقات التي فعلها طيلة السنوات الماضية، من شق لصف المسلمين، ثم مظاهرة للمشركين على الموحدين، إلى امتناع عن إقامة الدين، ثم إقامة حكومة تحكم بغير شريعة رب العالمين، فشكلوا فصيلاً جديداً، وأطلقوا على أنفسهم مسمّى "حراس الدين" وهم لم يتوبوا بعد من حراستهم للشرك والمشركين، كما أن كثيراً من الأدلة تثبت أنهم تركوا عصبة الجولاني ليظهروا انتماءهم لحركة طالبان المرتدة التي لا زالوا على بيعتهم لأميرها، وعلى الولاء لأفرادها المرتدين.
فكل تلك الموبقات لم تستوجب عند أولئك المنشقين أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر، ولكن أن يفضح المرتد الجولاني سفاهتهم، ويكشف أنه كان يتلاعب بهم وبشيخهم "الظواهري" كما يلعب الطفل الصغير بالكُرة، فهذا ما لم تحتمله عقولهم المريضة بحب الشهرة والفوائد، والحرص على الاتسام بالحكمة والدراية والمحامد.
وظن أولئك المرتدون أنهم بمجرد خروجهم من طائفة من طوائف الردة قد صاروا مسلمين، متناسين -وهم يدّعون العلم- أن اعتزال طائفة الكفر هو قرينة تدل على صدق من ادّعى التوبة، وهو مقدمة للتوبة لا حقيقتها، وأن المرتد لا بد وأن يعلن توبته من كل مكفّر خرج بسببه من دين الإسلام قبل أن يعلن العودة إليه.
ففي حالتهم لا بد أن يقترن بخروجهم من طائفة "هيئة تحرير الشام" المرتدة إعلانٌ منهم بالبراءة منها، ومن أفرادها المرتدين، ومن كل كفر تلبست به، ويمتنعوا عن الدخول في أي من طوائف الردّة الأخرى كأمثال "حركة طالبان الوطنية"، ثم إعلانٌ عن تجديد إسلامهم من بعد كفر كانوا عليه، فيكونوا بذلك من أتباع ملة إبراهيم، الذين قالوا لقومهم المشركين: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4]، وهذا غير متحقق في هؤلاء المرتدين.
فخروجهم من طائفة الردة التي كانوا من جنودها لا يختلف عن خروج بعضٍ من جنود الجيش النصيري المرتدين فيما يسمونه "انشقاقاً عنه" دون أن يتوبوا من الكفر الذي تلبسوا به، فهم باقون على أصل ردّتهم حتى يظهر خلاف ذلك، وحكمهم حكم أعيان الجيش النصيري، حتى يتوبوا إلى الله من الكفر الذي شاركوهم فيه، ويتبرؤوا منهم ومن شركهم ويعادوهم لكفرهم بالله العظيم.
أما وصفنا لهم بأنهم "حراس الشرك" فهو حقيقة ثابتة فيهم، فزيادة على الشرك الذي تلبسوا به بانتمائهم إلى طائفة كفر يعلمون حالها هي "جبهة الجولاني" المرتدة، فأتباع هذا التنظيم يدعون إلى قتال الدولة الإسلامية إن غزت ديار الكفر التي يحكمها إخوانهم المرتدون، ولو لإزالة الشرك الذي يعلوها وإقامة الدين فيها، فهم قد رضوا أن يكونوا "حراساً للشرك" الذي يحكم تلك الأرض، فلا يقيمون شرع الله فيها، ولا يسمحون لمن يريد ذلك ويقدر عليه أن يتمكن منها، ويسمُّون مقاتلته دون ذلك "دفعاً للصائل" استجابة لأحد المرتدين من علماء السوء، الذي أمرهم بمظاهرة طائفة "جبهة الجولاني" المرتدة على الموحدين، رغم علمه بما وقعت فيه من الكفر المبين.
بل إن من قادة هذا التنظيم وجنوده من قاتلوا الموحدين فعلاً إلى جانب من يحكمون هم بكفرهم، وفتنوا المسلمين في سجونهم، وقتلوهم تعذيباً وصبراً أو غيلة ومكراً، كما فعلوا في مناطق حوران وحماة والقلمون وريف حلب الشمالي، فيما هم الآن يمتنعون عن "دفع صيال" مرتدي "الجيش الحر" على أخيهم الجولاني وجنوده حرصاً منهم على دماء من يسمونهم "مسلمين".
وإننا نحذر المسلمين من موالاتهم بأي شكل حتى يتوبوا من ردّتهم، ويتبرؤوا من الكفر الذي كانوا عليه، والكفر الذي لا زالوا متلبسين به، وممن تلبس به من إخوانهم، ويعادوهم لكفرهم بالله العظيم، ويجاهدوا في سبيل الله رب العالمين، فيكونوا بذلك من الفائزين، قال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [التوبة: 11].
* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 129
الخميس 10 شعبان 1439 هـ