مقال: الإيمان باليوم الآخر • القبر أول منازل الآخرة الحمد لله مالك الملك وجامع الناس ليوم ...
منذ 2025-09-14
مقال: الإيمان باليوم الآخر
• القبر أول منازل الآخرة
الحمد لله مالك الملك وجامع الناس ليوم عظيم، يوم يقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّه المصطفى صاحب الحوض المورود والشفاعة العظمى، بالمؤمنين رؤوف رحيم، أما بعد...
كثيرا ما تكرَّر ذكر اليوم الآخر في كتاب الله تعالى، فيذكر الله تعالى أن أهل الإيمان يؤمنون به وباليوم الآخر، وأنهم يرجونه ويرجون اليوم الآخر، أي حسن العاقبة عنده سبحانه عندما يبعث عباده فيجازيهم بأعمالهم، ولا بد من ذكر تفاصيل ما سيحصل في ذلك اليوم، كما أخبر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولعلَّنا نبدأ بأول منازل الأخرة، وهو القبر، الذي غفل عن أهواله الغافلون، ونام عن وقائعه النائمون، وأمِن من كربه المفرِّطون المضيِّعون، فالقبر أول منازل الآخرة، فمن رأى فيه مقعده من النار، فإنه صائر إليها ومن رأى مقعده من الجنة، فإنه صائر إليها.
عن هانئ مولى عثمان -رضي الله عنه- قال: كان عثمان، إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه) [رواه أحمد والترمذي].
وقد جاء ذكر عذاب القبر في الكتاب والسنة، أما في كتاب الله تعالى، ففي قوله سبحانه ذاكرا أهوال القبر وما أعدَّه لفرعون وأتباعه: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّا وَعَشِيّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آل فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:46]، وقال الله تعالى عن المنافقين: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة: 101].
وأمَّا ما جاء في السنة النبوية فقد ثبت في الصحيحَين وغيرهما، عن أبي أيوب -رضي الله عنه- قال: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد وجبت الشمس، فسمع صوتا فقال: (يهود تُعذَّب في قبورها) [متفق عليه].
وعن عائشة -رضي الله عنها-: أن يهودية دخلت عليها، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر، فقال: (نعم، عذاب القبر)، قالت عائشة -رضي الله عنها-: فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدُ صلَّى صلاة إلا تعوَّذ من عذاب القبر، زاد غندر: (عذاب القبر حق) [رواه البخاري].
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بقبرَين، فقال: (إنهما ليُعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) ثم أخذ جريدة رطبة فشقَّها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، قالوا يا رسول الله لم فعلت هذا قال: (لعلَّه يخفف عنهما ما لم ييبسا) [متفق عليه].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا تشهد أحدكم فليستعِذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال) [رواه مسلم].
• سؤال الملكين في القبر:
وأولَّ ما يوضع الإنسان في قبره يأتيه الملكان، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن العبد إذا وُضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه مَلَكان، فيُقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل (لمحمد -صلى الله عليه وسلم-) فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا) [متفق عليه]، وفي رواية أخرى للإمام البخاري زيادة على ما سبق وهي قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وأما الكافر -أو المنافق- فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثَّقلين).
• ما يحدث للكافر والمؤمن في القبر:
عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنه قال: خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يُلحَد، فجلس رسول -صلى الله عليه وسلم- وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه، فقال: (استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا)، ثم قال: (إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت -عليه السلام- حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان) قال: (فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض)، قال: (فيصعدون بها فلا يمرون -يعني بها- على ملإٍ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له، فيفتح لهم فيشيِّعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليِّين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى)، قال: (فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيُجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة، قال فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي)، قال: (وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال فتفرَّق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا فيستفتح له، فلا يفتح له)... الحديث. [رواه أحمد وغيره].
نسأل الله سبحانه أن يميتنا شهداء آمنين من فتنة القبر لنكون أحياء عنده سبحانه بكرمه وفضله ورحمته ولطفه ومغفرته ورأفته، وأن ينجينا من فتنة القبر ويوفقنا للصالحات وأحسن الخواتيم، إنه ولي ذلك ومولاه.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 131
الخميس 24 شعبان 1439 هـ
• القبر أول منازل الآخرة
الحمد لله مالك الملك وجامع الناس ليوم عظيم، يوم يقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّه المصطفى صاحب الحوض المورود والشفاعة العظمى، بالمؤمنين رؤوف رحيم، أما بعد...
كثيرا ما تكرَّر ذكر اليوم الآخر في كتاب الله تعالى، فيذكر الله تعالى أن أهل الإيمان يؤمنون به وباليوم الآخر، وأنهم يرجونه ويرجون اليوم الآخر، أي حسن العاقبة عنده سبحانه عندما يبعث عباده فيجازيهم بأعمالهم، ولا بد من ذكر تفاصيل ما سيحصل في ذلك اليوم، كما أخبر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولعلَّنا نبدأ بأول منازل الأخرة، وهو القبر، الذي غفل عن أهواله الغافلون، ونام عن وقائعه النائمون، وأمِن من كربه المفرِّطون المضيِّعون، فالقبر أول منازل الآخرة، فمن رأى فيه مقعده من النار، فإنه صائر إليها ومن رأى مقعده من الجنة، فإنه صائر إليها.
عن هانئ مولى عثمان -رضي الله عنه- قال: كان عثمان، إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه) [رواه أحمد والترمذي].
وقد جاء ذكر عذاب القبر في الكتاب والسنة، أما في كتاب الله تعالى، ففي قوله سبحانه ذاكرا أهوال القبر وما أعدَّه لفرعون وأتباعه: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّا وَعَشِيّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آل فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:46]، وقال الله تعالى عن المنافقين: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة: 101].
وأمَّا ما جاء في السنة النبوية فقد ثبت في الصحيحَين وغيرهما، عن أبي أيوب -رضي الله عنه- قال: خرج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد وجبت الشمس، فسمع صوتا فقال: (يهود تُعذَّب في قبورها) [متفق عليه].
وعن عائشة -رضي الله عنها-: أن يهودية دخلت عليها، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر، فقال: (نعم، عذاب القبر)، قالت عائشة -رضي الله عنها-: فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدُ صلَّى صلاة إلا تعوَّذ من عذاب القبر، زاد غندر: (عذاب القبر حق) [رواه البخاري].
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بقبرَين، فقال: (إنهما ليُعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة) ثم أخذ جريدة رطبة فشقَّها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، قالوا يا رسول الله لم فعلت هذا قال: (لعلَّه يخفف عنهما ما لم ييبسا) [متفق عليه].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا تشهد أحدكم فليستعِذ بالله من أربع يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال) [رواه مسلم].
• سؤال الملكين في القبر:
وأولَّ ما يوضع الإنسان في قبره يأتيه الملكان، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن العبد إذا وُضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه مَلَكان، فيُقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل (لمحمد -صلى الله عليه وسلم-) فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا) [متفق عليه]، وفي رواية أخرى للإمام البخاري زيادة على ما سبق وهي قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وأما الكافر -أو المنافق- فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثَّقلين).
• ما يحدث للكافر والمؤمن في القبر:
عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنه قال: خرجنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يُلحَد، فجلس رسول -صلى الله عليه وسلم- وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه، فقال: (استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا)، ثم قال: (إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت -عليه السلام- حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان) قال: (فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض)، قال: (فيصعدون بها فلا يمرون -يعني بها- على ملإٍ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له، فيفتح لهم فيشيِّعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليِّين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى)، قال: (فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيُجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة، قال فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي)، قال: (وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال فتفرَّق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا فيستفتح له، فلا يفتح له)... الحديث. [رواه أحمد وغيره].
نسأل الله سبحانه أن يميتنا شهداء آمنين من فتنة القبر لنكون أحياء عنده سبحانه بكرمه وفضله ورحمته ولطفه ومغفرته ورأفته، وأن ينجينا من فتنة القبر ويوفقنا للصالحات وأحسن الخواتيم، إنه ولي ذلك ومولاه.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 131
الخميس 24 شعبان 1439 هـ