أخي المجاهد من تواضع لله رفعَه لا تكتمل الصفات الحسنة للرجال مالم يتزيَّنوا به، فهو بوابة ...
منذ 2025-09-16
أخي المجاهد من تواضع لله رفعَه
لا تكتمل الصفات الحسنة للرجال مالم يتزيَّنوا به، فهو بوابة العبور للقلوب، لا يسلكها إلا من اتصف به، فقلَّ أن ترى مألوفا عند الناس ليس مُتخلِّقا به، أجمع الناسُ على استحسانه، وجُبلت النفوس على حبِّه.
إنه التواضع، يرتقي صاحبه بأعين الناس إن أخفض لهم جناحه، ويعظُم في عيونهم إن بسط لهم نفسه، وكما الأرض المتواضعة تنعم بالبركة والخير الوفير، كذلك النفس المتواضعة تنعم بالقبول والأنس من الجميع.
أخي المجاهد: كيف لبشر خلقه الله من تراب، وشرَّفه بعبوديته أن يتعدى خصائصه ويأنف، ينظر لغيره بعين الصغار ويترف، وهو عند الله أصغر، فهنيئا للمتواضعين اندراجهم تحت:(يحبهم ويحبونه)، وتعسا للمندرجين تحت (وبئس مثوى المتكبرين).
قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: 54].
وإن أكثر من تمثَّلت به هذه الصفة النبيلة نبيُّنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الحمار، ويلبس الصوف، ويعتقل الشاة، ويأتي مراعاة الضيف" [سنن البيهقي].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو ، إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [رواه مسلم].
وحذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من التكبر وضرب لنا مثلا على سوء مصير صاحبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بينما رجلٌ يتبختر يمشي في برديه قد أعجبته نفسه فخسف الله به فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة) [رواه البخاري ومسلم].
قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63]، قال ابن كثير: "أي بسكينة ووقار من غير تجبُّر ولا استكبار".
أخي المجاهد لقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التواضع، وحَثّ عليه لما له من فوائد كثيرة، فقد روى عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنّ الله أوحَى إليَّ أنْ تواضعوا حتى لا يَفْخَر أحد على أحد ولا يَبغي أحد على أحد) [رواه مسلم].
وقد ذكر لنا ربنا عز وجل أن أعظم فوائده هي الجائزة الكبيرة التي يحصل عليها المتواضعون في الدار الآخرة، قال سبحانه:{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[القصص:83].
جعلنا الله ممن يتواضعون لعباده المؤمنين، ويلين جناحهم للمسلمين، وأعاذنا الله من الكبر والمتكبرين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 133
الخميس 8 رمضان 1439 هـ
لا تكتمل الصفات الحسنة للرجال مالم يتزيَّنوا به، فهو بوابة العبور للقلوب، لا يسلكها إلا من اتصف به، فقلَّ أن ترى مألوفا عند الناس ليس مُتخلِّقا به، أجمع الناسُ على استحسانه، وجُبلت النفوس على حبِّه.
إنه التواضع، يرتقي صاحبه بأعين الناس إن أخفض لهم جناحه، ويعظُم في عيونهم إن بسط لهم نفسه، وكما الأرض المتواضعة تنعم بالبركة والخير الوفير، كذلك النفس المتواضعة تنعم بالقبول والأنس من الجميع.
أخي المجاهد: كيف لبشر خلقه الله من تراب، وشرَّفه بعبوديته أن يتعدى خصائصه ويأنف، ينظر لغيره بعين الصغار ويترف، وهو عند الله أصغر، فهنيئا للمتواضعين اندراجهم تحت:(يحبهم ويحبونه)، وتعسا للمندرجين تحت (وبئس مثوى المتكبرين).
قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: 54].
وإن أكثر من تمثَّلت به هذه الصفة النبيلة نبيُّنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب الحمار، ويلبس الصوف، ويعتقل الشاة، ويأتي مراعاة الضيف" [سنن البيهقي].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو ، إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [رواه مسلم].
وحذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من التكبر وضرب لنا مثلا على سوء مصير صاحبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بينما رجلٌ يتبختر يمشي في برديه قد أعجبته نفسه فخسف الله به فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة) [رواه البخاري ومسلم].
قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63]، قال ابن كثير: "أي بسكينة ووقار من غير تجبُّر ولا استكبار".
أخي المجاهد لقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التواضع، وحَثّ عليه لما له من فوائد كثيرة، فقد روى عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنّ الله أوحَى إليَّ أنْ تواضعوا حتى لا يَفْخَر أحد على أحد ولا يَبغي أحد على أحد) [رواه مسلم].
وقد ذكر لنا ربنا عز وجل أن أعظم فوائده هي الجائزة الكبيرة التي يحصل عليها المتواضعون في الدار الآخرة، قال سبحانه:{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[القصص:83].
جعلنا الله ممن يتواضعون لعباده المؤمنين، ويلين جناحهم للمسلمين، وأعاذنا الله من الكبر والمتكبرين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 133
الخميس 8 رمضان 1439 هـ