الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ - قصة شهيد طلب العلم في الأردن ورابط جنوب دمشق ونفَّذ عمليته ...

منذ 6 ساعات
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ - قصة شهيد


طلب العلم في الأردن ورابط جنوب دمشق ونفَّذ عمليته الاستشهادية في الموصل

أبو الزهراء الأردني
أحد رجال الدولة الإسلامية وطلبة العلم فيها


طلب العلم في الأردن، ورابط جنوب دمشق، ونفَّذ عمليته الاستشهادية في الموصل، رحلة ثرية على درب الجهاد، مليئة بالصبر والثبات والالتجاء إلى الله ومناجزة الأعداء، لم يثنه مقتل 3 من إخوانه كانوا برفقته على الحدود المصطنعة في طريق هجرته إلى الشام من استكمال طريقه، بل تابع المسير إلى أن وصل درعا، ثم اتجه بعد فترة إلى جنوب دمشق مرابطا على الروافض المرتدين فيها، ليحط رحاله الأخيرة بالموصل موقعا بأعداء الله مقتلة كبيرة بعمليته الاستشهادية -نحسبه والله حسيبه-.

إنه أبو الزهراء الأردني ابن الثلاثين ربيعا، بطل، همام، طيبُ القلب، باسم الثَّغر، غيور على دينه، مدافع عن عقيدته، لا يخشى في الله لومة لائم، أحد رجال دولة الخلافة الإسلامية وطلبة العلم فيها، من مدرسة أمير الاستشهاديين الشيخ "أبي مصعب الزرقاوي" -تقبَّله الله- نهل وتعلم، وفي مدينته عاش وترعرع.

كانت بداية رحلته في طريق الجهاد طلب العلم الشرعي على يد محبي الجهاد في الأردن، لم يثنه ما لاقى من مضايقات وطرد من الجامعة ومن المساجد ومن مقتل إخوانه في طريق هجرته على يد جنود طاغوت الأردن، من استكمال دربه، بل زادته تلك الأحداث والمواقف إصرارا على بلوغ النهاية، فلم يكن يرضى بأنصاف الحلول، وقد استكمل طريقه كما أراد، دون تردد، أو تراجع، أو تلفُّت.

نشأَ أبو الزهراء على العقيدة والإيمان، ونَهَل من نبع التوحيد الصَّافي ومنهج السَّلف الصَّالح، وتربى على أيدي الشُّيوخ المطارَدين في سبيل الله، أَنهى المرحلة الثَّانوية، وأراد أن يسجِّل في الجامعة، فرأى الفساد وضلال المنهج في تلك الجامعات الطاغوتيَّة، كان سلاحه قال الله وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فناقش واعترض وخاصم، ولما لم يُجْدِ نفعا تشاجر، وعلى إثر ذلك تم فصلُه، ومُنِع من الدِّراسة في باقي الجامعات، عندها قرر التفرُّغ لطلب العلم الشَّرعي، فدرس على أيدي بعض الشُّيوخ المحبين للجهاد وأهله، ثم بدأ يُدَرِّس حِلَق العلم في المساجد، ولكنَّ المخابرات الأُردنية المرتدة ضيَّقت عليه وهدَّدته مرارًا، وأنّى لها أن ترضى بـ قال الله أو قال رسول الله، فمُنع من إعطاء الدروس في المساجد.

فحوَّل -تقبله الله- الدروس إلى لقاءات مع بعض إخوانه في أماكن خاصة، إضافة إلى النصح وتعليم التوحيد والتحريض على الجهاد ما أمكنه في مجالسه حيثما تواجد، وقد همَّ خلال تلك الفترة بالهجرة إلى خراسان مرات عدة، ولكن لم يُوفق إلى ذلك.

وهو على هذه الحال ما لبث أن انقدحت شرارة الجهاد في الشَّام، فكان من أوائل اللاحقين بالركب، المهاجرين طلبًا لرضى الرحمن، حيث خرج برفقة ستَّة من أصحابه، فعبروا الحدود الموهومة من الأردن إلى الشام، وفي الطريق أطلق الجيش الأردني المرتد عليهم عدة رصاصات، فقتل ثلاثة منهم، ونجى هو مع أخوَين من رفاق دربه، وتمكن بفضل الله من الوصول إلى مدينة درعا، والتحق بإخوانه في الدولة الإسلامية الذين كانوا في تلك الأيام يعملون تحت مسمى "جبهة النصرة".كانت الدولة الإسلامية حينها في بداية تأسيسها في بلاد الشَّام، واختارت اسم "جبهة النصرة" بداية لعملها، عندها أرادت الدولة الإسلامية -أعزها الله وحفظها- أن تعزز قاطعها في جنوب دمشق، فوقع الاختيار على أبي الزهراء الأردني من بين الكادر المرسل إلى تلك المنطقة، ووصل إلى جنوب دمشق عبر التهريب، وعند وصوله استقبله الإخوة هناك بكل سعادة وفرح، لأَنَّه كان من المهاجرين القلائل المتواجدين هناك.

بدأت مسيرة أبي الزهراء الجهاديَّة، بالرِّباط بأَكثر جبهاتِ القتال ضراوة، وهي جبهة "حُجَّيرة" المحاذية لمقام "السيدة زينب" الشركي، وبعد مدَّة من رباطه قدَّر الله له أن يصاب بصاروخ موجه، فابتعد فترة نقاهته عن الرباط، وخلال فترة استراحته لم يفتر عن الجهاد، حيث تفرغ للدعوة وتعليم الإخوة أمور دينهم من بعض ما علمه الله، كما أنه لم يغفل عن دعوة عوام المسلمين أيضًا، فكان يزور مقرات فصائل الصحوات ويدعوهم إلى الله وإلى المنهج الصحيح، وقد منَّ الله عليه بالقبول، فتوافد الكثير من الشبَّان تاركين فصائلهم الضالة ملتحقين بركب الجهاد، وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل الأُسلوب الرائع، والصدق الواضح الذي تمتع به أخونا أبو الزهراء.

وعند تمدد الدولة الإسلامية إلى الشام، وإعلان الخلافة، وإعلان أن جبهة النصرة ما هي إلا يد الدولة الإسلامية في الشام، تبين له ضلال الذين رفضوا الانصياع إلى أمر أمير المؤمنين بالاندماج تحت مسمى الدولة الإسلامية، وهاله وقوف الجبهة إلى جانب الصحوات المرتدين، وفصائل الجيش الحر المرتد، الذي كان لعبة بيد طواغيت الخليج، وهاله أكثر قتالهم للمجاهدين والمهاجرين في سبيل الله، وموالاتهم للصحوات المرتدين، فسارع للانضمام إلى صفوف دولة الخلافة الإسلامية -أعزها الله-، فكان التحاقه بركب الخلافة بمثابة الصفعة التي أذهبت عقل من رفض الانصياع لأوامر أمير المؤمنين وظل معاندا تحت ما بات يعرف بـ "جبهة الخسرة"، وبالمقابل كان التحاقه بركب الخلافة فرحة أدخلت السرور لقلوب إخوانه المنتظرين قدومه، وذلك لما علموه من صفات حسنة فيه.

وبعد فترة من الزمن تم تعيين الأخ أبي الزهراء مُفتيا في صفوف دولة الخلافة الإسلامية وذلك لما يمتلكه من جلد وصبر وهمة عالية، حتى بلغ عدد الدروس التي يقدمها في اليوم الواحد، أحد عشر درسًا، تنوعت بين معسكرات التجنيد، وبين دعوة الفصائل ورعايا أمير المؤمنين إلى المنهج القويم.

وفي هذه الأثناء تكالبت جموع الصحوات على دولة الخلافة الإسلامية وأجمعوا على قتالها وتفكيكها في جنوب دمشق، وذلك سنة ١٤٣٥ للهجرة، ودارت رحى المعركة، واضطرت الدولة الإسلامية إثر ذلك للانحياز إلى منطقة الحجر الأسود، وبقيت محاصرة في تلك المنطقة من جميع الجبهات شهور عدة، وفي هذه الأثناء برز دور أخينا أبي الزهراء بالدعوة والتثبيت والصبر، وقد عُرف عنه طيب معشره، وخفة ظله، كما عُرف بصوته الندي في الإنشاد، فكان سببًا في امتاع الإخوة والترويح عنهم، وتحبيبهم بالجنة والاستشهاد في سبيل الله.

واستمرَّ الحال على ما هو عليه حتى فتح الله على دولة الخلافة الإسلامية، ومكَّنها من رقاب أعدائها في جنوب دمشق، فتلاشت جموع الصحوات المرتدين وذهبت فلولهم ولله الحمد، وذلك بعد عجزهم عن القضاء على دولة الإسلام، وعندها منَّ الله على جنود الدولة بفتح بعض الأحياء الجديدة جنوب دمشق، وعمَّ الخير آنذاك، وإثر ذلك الفتح أكرم الله أخانا أبا الزهراء وتزوج، وأنجب منها طفلا سماه "عمر".

واستمر بإعطاء الدروس والتَّوجيه الشَّرعي، حتى بدأت ملحمة الموصل، وتحرقت نفسه لمساندة إخوانه فطلب السماح له بالنفير إلى أرض الموصل، وبعد حصوله على الإذن يسر الله له الطريق، وسرعان ما توجه إلى أرض العزة في الموصل، وانقطعت أخباره عن إخوانه فترة من الزمن، ليعلموا لاحقا أنه -تقبله الله- نفَّذ عملية استشهادية على جموع الروافض المرتدين، فأوقع فيهم القتل والجرح، فنسأل الله سبحانه وتعالى له القبول في عليين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 134
الخميس 15 رمضان 1439 ه‍ـ

67944dd38c694

  • 1
  • 0
  • 6

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً