تلاميذ الحافظ حذيفة البطاوي بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله، ولتُحكم الأرض ...
منذ 8 ساعات
تلاميذ الحافظ حذيفة البطاوي
بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله، ولتُحكم الأرض بشرعه، فكانت العزة لأتباع هذا الدين دِثارا، والكرامة لهم رمزا وشعارا، وقد خالطت الأنفة نفوسهم وترسَّخ الإباء في قلوبهم، فسَموا بما حوَته جنباتهم من إيمان وتوحيد، وارتقوا في درجات الصبر والثبات.
ولما كان هذا حال المسلمين، كان سعي الكفار والمشركين في قهرهم وإذلالهم دائما حثيثا، فيتعرضون لهم بالأسر ليكسروا إرادتهم ويُثنوا عزائمهم.
لكنَّ أهل العز والإباء ممن وقعوا في أيدي الكفار يأبون الرضوخ للذل، ويسعون جاهدين لفكاك أنفسهم، كما يسعى إخوانهم لفكاكهم بالقتال أو المال، ولهم في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير أسوة، فقد أسر المشركون مالكاً بن عوف الأشجعي -رضي الله عنه- فأفلت من العدو في حين غفلة، حتى أتى المدينة، ومعه إبل قد أصابها، وروى عمران بن حصين قصة امرأة أسرها العدو، فأتت إبلهم عِشاء حتى أصابت منها ناقة، فركبت عليها حتى قدمت بها المدينة، وغير هذا في السنة كثير.
وقد كان فكاك جنود الدولة الإسلامية أنفسهم من أيدي سجانيهم ديدن لهم، وتشهد لهم العمليات الكثيرة، التي انتهت أغلبها بكسرهم قيود الذل، لعل من أشهرها العملية التي قام بها المجاهدون في سجن (أبو غريب) ومن بعده سجن الخالص بديالى حيث تحرك المجاهدون من داخل السجن يؤازرهم إخوانهم من خارجه، وكذلك فعل القائد حذيفة البطَّاوي -تقبله الله- وإخوانه فقتل عميداً في مكافحة الإرهاب وعددًا من مرافقيه بعد أن أدخل له إخوانه السلاح داخل السجن، ثم قُتل تقبله الله.
كما دأبت الدولة الإسلامية منذ تأسيس نواتها على فكاك أسرى المسلمين وبذلوا في ذلك خيارهم، اتباعا لأمر نبيهم، وسيرا على خطى من قبلهم من سلف هذه الأمة، فقد خاض الشيخ أبو أنس الشامي -تقبله الله- الغزوة الأولى على سجن (أبو غريب) بنفسه عام 1425 للهجرة، سعيا في فكاك أسيرات المسلمين وأسراهم، وقدَّر الله ألا تحقق الغزوة هدفها، وتفيض روحه في سبيل الله، وقد أعلن أمراء الدولة الغزوات تلو الغزوات، والحملات تلو الحملات، حتى مكنهم الله من فكاك كثير من أسرى المسلمين في سجون العراق من أيدي الرافضة كسجن بادوش وسجن التاجي وغيرهما الكثير، وكذا فك أسر إخواننا في سجن ماراوي في شرق آسيا من أيدي الصليبيين.
وإن العملية المباركة التي أقدم عليها عدد من جنود الخلافة في سجن ديبوك جنوب العاصمة الإندونيسية جاكرتا لتجسِّد المعنى السامي للمجاهد في كسر قيود الذل التي يكبِّله بها سجانوه، فقد عزمت هذه العصبة القليلة المتسلحة بالإيمان والمتسربلة بالصبر على فكاك أنفسهم بأنفسهم بعد أن خذلهم من حولهم من المسلمين، وحال بينهم وبين المجاهدين بُعد الديار، فقامت الثلة القليلة من ذل الأسر إلى عزة الجهاد، فأسروا من سجانيهم وقتلوا، نسأل الله أن يفتح لهم، وأن يفرغ عليهم صبرا ويثبت أقدامهم.
وعلى من ابتُلي بالأسر أن يتخذ من إخوانه هؤلاء ومن سبقهم أسوة له، فيسعى في فكاك نفسه من الكفار والمرتدين، فلا خير في العيش في سجونهم ذليلا صاغرا، يسومونه ألوان الموت وأصناف العذاب، يحبسونه عن الجهاد في سبيل الله وقتال أعدائه ونيل الشهادة في ذلك، فإن يسَّر له الله الفكاك لحق بإخوانه في ساحات الجهاد، وإن قُتل دون ذلك نال الشهادة، التي طالما حلم بها وسعى لها وإن الجهاد الذي يرجوه إن فرج الله عنه من سجنه والشهادة التي يتمناها ختاما لجهاده، أقرب إليه من غيره إن أخذ بالعزيمة، فالمرتدون والصليبيون لا يبعدون عنه سوى أمتار والسلاح قد يكون قريبا من يده في أية لحظة وإنما هو توفيق وعزيمة ولحظة فاصلة بأمر الله ينقلب الحال فيها من سجين إلى منغمس.
وليعلم الأسرى أن إخوانهم من جنود الخلافة حريصون على فكاكهم، ويبذلون في ذلك قصارى جهدهم، ولن يهنأ لهم بال أو يقر لهم قرار حتى يفكوا قيودهم، ويقتصوا لهم من سجَّانيهم، فعليهم بالصبر والثبات، ومن يتق الله يجل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 131
الخميس 24 شعبان 1439 هـ
بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدين كله، ولتُحكم الأرض بشرعه، فكانت العزة لأتباع هذا الدين دِثارا، والكرامة لهم رمزا وشعارا، وقد خالطت الأنفة نفوسهم وترسَّخ الإباء في قلوبهم، فسَموا بما حوَته جنباتهم من إيمان وتوحيد، وارتقوا في درجات الصبر والثبات.
ولما كان هذا حال المسلمين، كان سعي الكفار والمشركين في قهرهم وإذلالهم دائما حثيثا، فيتعرضون لهم بالأسر ليكسروا إرادتهم ويُثنوا عزائمهم.
لكنَّ أهل العز والإباء ممن وقعوا في أيدي الكفار يأبون الرضوخ للذل، ويسعون جاهدين لفكاك أنفسهم، كما يسعى إخوانهم لفكاكهم بالقتال أو المال، ولهم في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير أسوة، فقد أسر المشركون مالكاً بن عوف الأشجعي -رضي الله عنه- فأفلت من العدو في حين غفلة، حتى أتى المدينة، ومعه إبل قد أصابها، وروى عمران بن حصين قصة امرأة أسرها العدو، فأتت إبلهم عِشاء حتى أصابت منها ناقة، فركبت عليها حتى قدمت بها المدينة، وغير هذا في السنة كثير.
وقد كان فكاك جنود الدولة الإسلامية أنفسهم من أيدي سجانيهم ديدن لهم، وتشهد لهم العمليات الكثيرة، التي انتهت أغلبها بكسرهم قيود الذل، لعل من أشهرها العملية التي قام بها المجاهدون في سجن (أبو غريب) ومن بعده سجن الخالص بديالى حيث تحرك المجاهدون من داخل السجن يؤازرهم إخوانهم من خارجه، وكذلك فعل القائد حذيفة البطَّاوي -تقبله الله- وإخوانه فقتل عميداً في مكافحة الإرهاب وعددًا من مرافقيه بعد أن أدخل له إخوانه السلاح داخل السجن، ثم قُتل تقبله الله.
كما دأبت الدولة الإسلامية منذ تأسيس نواتها على فكاك أسرى المسلمين وبذلوا في ذلك خيارهم، اتباعا لأمر نبيهم، وسيرا على خطى من قبلهم من سلف هذه الأمة، فقد خاض الشيخ أبو أنس الشامي -تقبله الله- الغزوة الأولى على سجن (أبو غريب) بنفسه عام 1425 للهجرة، سعيا في فكاك أسيرات المسلمين وأسراهم، وقدَّر الله ألا تحقق الغزوة هدفها، وتفيض روحه في سبيل الله، وقد أعلن أمراء الدولة الغزوات تلو الغزوات، والحملات تلو الحملات، حتى مكنهم الله من فكاك كثير من أسرى المسلمين في سجون العراق من أيدي الرافضة كسجن بادوش وسجن التاجي وغيرهما الكثير، وكذا فك أسر إخواننا في سجن ماراوي في شرق آسيا من أيدي الصليبيين.
وإن العملية المباركة التي أقدم عليها عدد من جنود الخلافة في سجن ديبوك جنوب العاصمة الإندونيسية جاكرتا لتجسِّد المعنى السامي للمجاهد في كسر قيود الذل التي يكبِّله بها سجانوه، فقد عزمت هذه العصبة القليلة المتسلحة بالإيمان والمتسربلة بالصبر على فكاك أنفسهم بأنفسهم بعد أن خذلهم من حولهم من المسلمين، وحال بينهم وبين المجاهدين بُعد الديار، فقامت الثلة القليلة من ذل الأسر إلى عزة الجهاد، فأسروا من سجانيهم وقتلوا، نسأل الله أن يفتح لهم، وأن يفرغ عليهم صبرا ويثبت أقدامهم.
وعلى من ابتُلي بالأسر أن يتخذ من إخوانه هؤلاء ومن سبقهم أسوة له، فيسعى في فكاك نفسه من الكفار والمرتدين، فلا خير في العيش في سجونهم ذليلا صاغرا، يسومونه ألوان الموت وأصناف العذاب، يحبسونه عن الجهاد في سبيل الله وقتال أعدائه ونيل الشهادة في ذلك، فإن يسَّر له الله الفكاك لحق بإخوانه في ساحات الجهاد، وإن قُتل دون ذلك نال الشهادة، التي طالما حلم بها وسعى لها وإن الجهاد الذي يرجوه إن فرج الله عنه من سجنه والشهادة التي يتمناها ختاما لجهاده، أقرب إليه من غيره إن أخذ بالعزيمة، فالمرتدون والصليبيون لا يبعدون عنه سوى أمتار والسلاح قد يكون قريبا من يده في أية لحظة وإنما هو توفيق وعزيمة ولحظة فاصلة بأمر الله ينقلب الحال فيها من سجين إلى منغمس.
وليعلم الأسرى أن إخوانهم من جنود الخلافة حريصون على فكاكهم، ويبذلون في ذلك قصارى جهدهم، ولن يهنأ لهم بال أو يقر لهم قرار حتى يفكوا قيودهم، ويقتصوا لهم من سجَّانيهم، فعليهم بالصبر والثبات، ومن يتق الله يجل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 131
الخميس 24 شعبان 1439 هـ