التحالف والإمارات ومطامعهم في اليمن يتنافس حكام العرب وطواغيتها اللئام، على سيادة التبعية ...

منذ 17 ساعة
التحالف والإمارات ومطامعهم في اليمن


يتنافس حكام العرب وطواغيتها اللئام، على سيادة التبعية للغرب في المنطقة، وتشكيل قوة لحرب الدولة الإسلامية بكل الوسائل الممكنة، عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً وفكريا، حتى آل أمرهم -بفضل الله- إلى نشوب خلاف فيما بينهم، وبدأت تتضح مصالح ومطامع الغير للآخر، وباتت الطاولة مكشوفة والخطة المرسومة مفضوحة، فأصبح اللعب على المكشوف مطلوباً، بل والسرعة في حسم الأمر.

فكان من جهة طاغوت اليمن الهالك "علي عبد الله صالح" أن احتضن الحوثة المشركين، بعد أن خسر حكم اليمن، وحرك أتباعه وحلفاءه للنيل ممن كان سبباً في تخليه عن السيادة، فسارع طواغيت الجزيرة لصد هذه المكيدة تحت مسمى "عاصفة الحزم" التي اتضحت فيما بعد أنها ما هي إلا "عاصفة وهم" كما وصفها أمير المؤمنين حفظه الله في حينها.

وكان ممن شارك في هذا التحالف، دويلة الإمارات التي كان لها مطامع أخرى، تهدف بها إلى بسط نفوذها على السواحل اليمنية والتحكم بالاقتصاد والمصالح المشتركة مع طواغيت الجزيرة.

كانت البداية في مدينة عدن، حيث أرخت دويلة الإمارات سدالها، ونزلت بخبرائها وقادتها، وكان ذلك متزامناً مع تقدم الحوثة المشركين على المدينة، حيث عاثوا فيها فساداً وخراباً، فالتفّت بعض النفوس الضعيفة والمشربة بحب الدنيا حول التحالف بشكل عام ودويلة الإمارات بشكل خاص، وأملوا فيها الآمال والأحلام، إلا أن الله يسر لعباده الموحدين كشف تلك المكائد وأصحابها، فسارعوا بفضل الله لنقض الخطط والمؤامرات التي تحاك بهم، حتى وفق الله جنود الخلافة من الإثخان فيهم وقتل أكثر من 48 ضابطاً من القادة والخبراء العسكريين، في عملية هي الأكثر استهدافاً لمفاصل ومباني القيادة المركزية الإماراتية، وتبعها عمليات نوعية طالت جنوداً إماراتيين في مدرعاتهم وأماكن عيشهم، كما واستهدف الكثير من أتباعهم وحلفائهم، ولم يكتفي جنود الخلافة بذلك، بل سعوا في قطع كل يد تمس المجاهدين بسوء وتتعاون مع دويلة الإمارات وحلفائها.

ركزت دويلة الإمارات على مناطق الجنوب وبعض المناطق الوسطى، لتبني قواعد عسكرية موالية لها وتشكل قوة بشرية همجية تسلك مسالك قطّاع الطرق والعصابات، وركزت في التجنيد على ضعاف النفوس وأغرتهم بالمال والجاه والسلطان ممن يعدون بين الناس من أراذل القوم وعديمي الكفاءة، وقامت بتهميش كبرى القبائل التي كان لها يد عون في الجيش اليمني المرتد، وذلك لتضمن الولاء التام لها، وضرب القبائل فيما بينها في حالة التخلي عن أصحابها.

وبسطت سيطرتها على معظم المناطق الجنوبية، وابتدأت بمدينة عدن ثم المكلا بعد هروب يهود الجهاد منها، ثم مدينة أبين وشبوة ولحج، ثم امتدت على الشريط الساحلي إلى باب المندب ومنطقة المخا في تعز، ثم توسعت من المكلا شمالاً باتجاه وادي حضرموت، ثم حاولت مراراً السيطرة على مدينة المهرة جنوب شرق اليمن المجاورة لسلطنة عمان، ولكنها باءت بالفشل، وكانت من نصيب حكومة آل سلول الكافرة وأضافوها إلى مئات الكيلومترات التي استولوا عليها في عمق الأراضي اليمنية في صحراء حضرموت المحاذية لبلاد الحرمين من جهة الربع الخالي، ثم ما لبثت دويلة الإمارات حتى توجهت من أقصى جنوب شرق اليمن إلى أقصى غرب اليمن إلى المخا ومدينة الحديدة وما حولها المعروفة تاريخياً بتهامة، لتفرض سيطرتها على ميناء المخا، وتواصل التقدم للسيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي، لتكون بذلك قد استولت على الشريط الساحلي للأراضي اليمنية.

تنبهت حكومة آل سلول أنها وقعت في الفخ الذي نصبته لها دويلة الإمارات، حيث أصبحت تسيطر على أغلب ثروات اليمن من نفط وغاز وموانئ ومدن، وتركت قتال الحوثي وأتباعه لآل سلول، وكان ذلك بعد فوات الآوان، بل وسعت دويلة الإمارات مؤخراً لتحشيد الناس ضد الحكومة اليمنية المرتدة، لتسلب نفوذها الكامل من تلك المناطق التي تخضع تحت سيطرت دويلة الإمارات، لتكون صاحبة القرار دون منافس، وتضع في الواجهة من تشاء من عملائها، وبذلك تقبض على المعصم بيد من حديد ولا مراقب ولا حسيب.

فبالأمس، ادعت دويلة الإمارات أن سكان جزيرة "سقطرى" اليمنية هم في الحقيقة قبائل إماراتية استوطنت الجزيرة منذ سنين، وهذا يوضح جلياً ما تطمح له دولية الإمارات، إذ أن جزيرة سقطرى مليئة بالثروات ذات القيمة العالية.

والمتمعن في سياسة دويلة الإمارات، يجد أنها المستفيد الأول من هذه الحرب ضد الحوثة المشركين، وهي بذلك لا تريد إنهاء الحرب في اليمن، بل وعطلت كثيراً من المصالح المشتركة بينها وبين طواغيت آل سلول من أجل ذلك، حتى نشب الخلاف بينهم وظهر على الملأ، وتفرد كلٌ منهم بحزبه وزمرته، وتحالفوا مع أقوام كانوا بالأمس أعداء، واتسعت الرقعة وتعددت الأطراف السياسية، وظهرت مسميات عديدة.

ومن هذه الأطراف التابعة لدويلة الإمارات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه الطاغوت "عيدروس الزبيدي" والحزام الأمني والنخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية في مناطق الجنوب، وفي الساحل الغربي ما يسمى بقوات العمالقة المكونة من خليط من بعض فصائل المقاومة الجنوبية المرتدة والمقاومة التهامية المرتدة وكلاهما تابع للإمارات، وقوات حراس الجمهورية -الحرس الجمهوري سابقاً- بقيادة الطاغوت طارق محمد عبدالله، والذي أصبح عبداً للإمارات بعد هزيمته وعمه الطاغوت علي عبد الله صالح وفراره إلى عدن، وفي مناطق الوسط جماعة المرتد المرجئ أبي العباس في مدينة تعز تحديداً، حيث ركزت دويلة الإمارات على تجنيد مرجئة اليمن بشكل رئيسي لما يتصفون به من الولاء والطاعة لولاة الأمر حتى لو كانوا كفرة مجرمين!

كما ومنعت دويلة الإمارات أي تقدم يذكر يكون في صالح الإخوان المرتدين المتحالفين بشكل رئيسي مع طواغيت آل سلول، وعطلت مصالحهم كي لا يكون النصر من نصيبهم، فسلمت زمام الأمور لأطراف أخرى تعادي جماعة الإخوان وحذرت من بسط نفوذ الإخوان في المناطق التي يسيطر عليها الجيش اليمني، وافتعلت خلافات أدت إلى فقدانهم مراكز في عمق الميدان، فأدى ذلك لتسليمهم بعض المناطق والسلاح ودمج معظم أفرادهم بشكل رسمي للجيش اليمني المرتد.

سعت دويلة الإمارات جاهدة لطرد ما تبقى من فلول الجيش اليمني في المناطق التي تخضع لها، خصوصا مدينة عدن، وافتعلت عدة وقائع سقط على إثرها قتلى وجرحى من الطرفين، واستهدفت بعض عملاء الحكومة والإخوان المرتدين من قادة وأفراد داخل مدينة عدن بشتى الوسائل من اغتيال وتفجير وأسر وتصفية علانية، كما وطالت أيديهم بعض المحسوبين على أهل السنة من أئمة وخطباء مخالفين لهم وموالين للحكومة اليمنية المرتدة، وشكلوا عصابات تعيث في الأرض فساد، وتفتعل جرائم لتحرج الحكومة اليمنية المرتدة بانعدام الأمن والأمان في المدينة، وزاد إجرامهم حتى اعتدوا على حرمات الله واستهدفوا المساجد بالأسلحة الرشاشة.

تنبه بعض الناس وصحا البعض من غفلتهم وقاموا بالإنكار على بعض تصرفات دويلة الإمارات على خجل واستحياء، فما لبثوا حتى أُلقوا في السجون عُنوة، وشنوا الحملات تلو الحملات إرهاباً للناس وتكبراً، حتى طالت أيديهم النجسة أعراض العفيفات من بنات المسلمين، وزجوا بهن في السجون إذلال لذويهن وقهراً للرجال، بل واستخدموهن للضغط على أزواجهن الذين ما استقرت نفوسهم وهم يعانون من ألم الويلات من انتهاكات واغتصابات وتعذيب بشتى الأنواع والألوان، وأعظم من ذلك إهانة الدين وسب رب السماوات تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ومنعهم من الصلوات والعبادات.

ومع أن الله يمهل للظالم حتى يكشف عن شروره وينقشع الضباب وتزول الشبهات ولا يبقى على وجه تلك الأرض إلا وقد علم بمكرهم، إلا أن جنود الخلافة كانوا لهم بالمرصاد -بفضل الله-، فحذروا منهم ومن مناصرتهم وتوليهم من دون المؤمنين، وقاتلوا وقتلوا أتباعهم وجنودهم، إعذاراً من عند أنفسهم إلى من حارب الله ورسوله ليكفوا شرهم عن المسلمين وليتوبوا إلى ربهم ولعلهم يرجعون.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 148
الخميس 10 محرم 1440 ه‍ـ

683b4f9a9ea34

  • 0
  • 0
  • 5

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً