• ولنا في الماضي القريب عبرة: وما أشبه الليلة بالبارحة فقد مكر الله بكفار زماننا كما مكر ...
منذ 2025-10-01
• ولنا في الماضي القريب عبرة:
وما أشبه الليلة بالبارحة فقد مكر الله بكفار زماننا كما مكر بأسلافهم من قبل؛ فبينما أمة الصليب، وأحفاد القرود يمكرون بأمة الإسلام، ويقسمون البلاد؛ حتى لا يبقى لهم كيان موحد، وبينما أمة الإسلام في سباتها وقد أحاطوها بكمٍ هائل من التحالفات والمُعاهدات التي تكرِّس الذل والتبعية لأمم الكفر، وفي خضم هذا كله مكر الله بهم؛ فقدر العليم القدير أن يقوم ثلة من المجاهدين بقتال الاتحاد السوفيتي؛ ففرحت امريكا وحركت أذنابها في المنطقة للقضاء عليه؛ لتصفو لها الزعامة ولم تدرِ أنه مكر الله بها ؛ فقام سوق الجهاد - على ما فيه من أخلاط - ثم جاءت غزوتا نيويورك وواشنطن؛ فاستشعرت حامية الصليب خطر الجهاد وأهله عليهم؛ فجاءت بحدها وحديدها نحو المسلمين تروم إطفاء نور الله، والقضاء على الجهاد وأهله، ولتعيد المسلمين إلى عهد السبات والذل، فمكر الله بها ومرَّغ أنفها في التراب، وتخطفت جيشها ضربات المجاهدين في كل مكان؛ فأدركت خطر الموقف، وجلل الخطب، وصعوبة المخرج، فأوكلت إلى عملائها في الخليج وراهنوا على إضعاف شوكة المجاهدين، وتشتيت شملهم، تمامًا كحال سلفهم فرعون إذ قال: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف: 127]، فتنوعت أساليب الطغاة في إضعاف المجاهدين فكان من أساليبهم:
1- استنفار عملائهم من علماء السوء وأحفاد بلعام بن باعورا، لصد شباب الإسلام عن الجهاد بحجة أن الوقت ليس مناسبًا، وبعدم شرعيته في هذا العصر، مرورًا بسيل الشبهات، وتأويل صريح الأحاديث والآيات، وانتهاءً بوصف المجاهدين بالمارقين عن دين الإسلام، وأنهم من أهل الإلحاد.
2- تشويه السمعة، وإظهار المجاهدين بصورة القتلة المجرمين، وكان لوسائل الإعلام بشتى أنواعها الحظ الأوفر في هذا المكر والكيد الذي يرومون به إطفاء نور الله، وكذبوا، وصدق الله إذ يقول {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32] .
3- إغلاق الحدود والمعابر وتضييق الخناق أمام كل محاولة للوصول إلى دار الإسلام وموطن الجهاد كسلفهم من كفار قريش حين منعوا المهاجرين من المدينة.
4- سدُّ قنوات الدعم المالي للمجاهدين ومحاولة إيقاف عملهم لانعدام المال.
ولما باءت هذه المحاولات -التي راهنوا من خلالها على إضعاف المجاهدين- بالفشل والخسران، عمدوا إلى آخر العلاج وهو الحرب الجوية على دولة الإسلام علانية، ومع هذا المكر الكُبَّار تولى الله حفظ المجاهدين، ويسر لهم كل عسير، فما تنزل بهم نازلة أو ضائقة إلا جاءهم الفرج من حيث لا يحتسبون.
• مكر الله بالكافرين:
وفي حال انشغال أهل الكفر بإضعاف شوكة المجاهدين، ونشوتهم بالقضاء عليه؛ إذ بأمر الله الذي لا يرد، وحكمه الذي لا معقب له، وبين عشية وضحاها؛ إذ بكتائب المجاهدين وسراياهم تجتث عروش الطواغيت، وتكسر الحدود، وبعملية أشبه بالخيال يسيطر المجاهدون على مناطق شاسعة، ويقيمون فيها حكم الله، ويرجعون سلطانه، ذلَّ فيها الكفر وأهله ، وبخطوة أعجب يعلنون قيام سلطان الله في أرضه وعودة الخلافة الإسلامية؛ فتبددت آمال الطغاة ، وشرقت حلوقهم ، وامتلئوا غيظًا وحنقًا ، فأعادوا الكرة من جديد ، تمامًا كما فعل فرعون من قبل، قال تعال: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} ولكن هيهات فلا تزال من أمة الإسلام طائفة تجاهد في سبيل الله لا يضرها من عاداها ولا من خذلها.
فإنا وربي إن صمتنا برهةً
فالنار في البركان ذات كمون
أظننت أمتنا تموت بضربة
خابت ظنونك فهي شر ظنون
بليت سياطك والعزائم لم تزل
منّا كحدّ الصارم المسنون
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 138
الخميس 21 شوال 1439 هـ
وما أشبه الليلة بالبارحة فقد مكر الله بكفار زماننا كما مكر بأسلافهم من قبل؛ فبينما أمة الصليب، وأحفاد القرود يمكرون بأمة الإسلام، ويقسمون البلاد؛ حتى لا يبقى لهم كيان موحد، وبينما أمة الإسلام في سباتها وقد أحاطوها بكمٍ هائل من التحالفات والمُعاهدات التي تكرِّس الذل والتبعية لأمم الكفر، وفي خضم هذا كله مكر الله بهم؛ فقدر العليم القدير أن يقوم ثلة من المجاهدين بقتال الاتحاد السوفيتي؛ ففرحت امريكا وحركت أذنابها في المنطقة للقضاء عليه؛ لتصفو لها الزعامة ولم تدرِ أنه مكر الله بها ؛ فقام سوق الجهاد - على ما فيه من أخلاط - ثم جاءت غزوتا نيويورك وواشنطن؛ فاستشعرت حامية الصليب خطر الجهاد وأهله عليهم؛ فجاءت بحدها وحديدها نحو المسلمين تروم إطفاء نور الله، والقضاء على الجهاد وأهله، ولتعيد المسلمين إلى عهد السبات والذل، فمكر الله بها ومرَّغ أنفها في التراب، وتخطفت جيشها ضربات المجاهدين في كل مكان؛ فأدركت خطر الموقف، وجلل الخطب، وصعوبة المخرج، فأوكلت إلى عملائها في الخليج وراهنوا على إضعاف شوكة المجاهدين، وتشتيت شملهم، تمامًا كحال سلفهم فرعون إذ قال: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف: 127]، فتنوعت أساليب الطغاة في إضعاف المجاهدين فكان من أساليبهم:
1- استنفار عملائهم من علماء السوء وأحفاد بلعام بن باعورا، لصد شباب الإسلام عن الجهاد بحجة أن الوقت ليس مناسبًا، وبعدم شرعيته في هذا العصر، مرورًا بسيل الشبهات، وتأويل صريح الأحاديث والآيات، وانتهاءً بوصف المجاهدين بالمارقين عن دين الإسلام، وأنهم من أهل الإلحاد.
2- تشويه السمعة، وإظهار المجاهدين بصورة القتلة المجرمين، وكان لوسائل الإعلام بشتى أنواعها الحظ الأوفر في هذا المكر والكيد الذي يرومون به إطفاء نور الله، وكذبوا، وصدق الله إذ يقول {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32] .
3- إغلاق الحدود والمعابر وتضييق الخناق أمام كل محاولة للوصول إلى دار الإسلام وموطن الجهاد كسلفهم من كفار قريش حين منعوا المهاجرين من المدينة.
4- سدُّ قنوات الدعم المالي للمجاهدين ومحاولة إيقاف عملهم لانعدام المال.
ولما باءت هذه المحاولات -التي راهنوا من خلالها على إضعاف المجاهدين- بالفشل والخسران، عمدوا إلى آخر العلاج وهو الحرب الجوية على دولة الإسلام علانية، ومع هذا المكر الكُبَّار تولى الله حفظ المجاهدين، ويسر لهم كل عسير، فما تنزل بهم نازلة أو ضائقة إلا جاءهم الفرج من حيث لا يحتسبون.
• مكر الله بالكافرين:
وفي حال انشغال أهل الكفر بإضعاف شوكة المجاهدين، ونشوتهم بالقضاء عليه؛ إذ بأمر الله الذي لا يرد، وحكمه الذي لا معقب له، وبين عشية وضحاها؛ إذ بكتائب المجاهدين وسراياهم تجتث عروش الطواغيت، وتكسر الحدود، وبعملية أشبه بالخيال يسيطر المجاهدون على مناطق شاسعة، ويقيمون فيها حكم الله، ويرجعون سلطانه، ذلَّ فيها الكفر وأهله ، وبخطوة أعجب يعلنون قيام سلطان الله في أرضه وعودة الخلافة الإسلامية؛ فتبددت آمال الطغاة ، وشرقت حلوقهم ، وامتلئوا غيظًا وحنقًا ، فأعادوا الكرة من جديد ، تمامًا كما فعل فرعون من قبل، قال تعال: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} ولكن هيهات فلا تزال من أمة الإسلام طائفة تجاهد في سبيل الله لا يضرها من عاداها ولا من خذلها.
فإنا وربي إن صمتنا برهةً
فالنار في البركان ذات كمون
أظننت أمتنا تموت بضربة
خابت ظنونك فهي شر ظنون
بليت سياطك والعزائم لم تزل
منّا كحدّ الصارم المسنون
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 138
الخميس 21 شوال 1439 هـ