ما هو الطاغوت ؟ وكيف نكفر به ؟ وماهي أنواعه ؟ ومن هم رؤوس الطواغيت ؟ الحمدلله والصلاة والسلام ...

منذ 2025-10-03
ما هو الطاغوت ؟ وكيف نكفر به ؟ وماهي أنواعه ؟ ومن هم رؤوس الطواغيت ؟

الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أن أول ما فرض الله على العباد هو الإيمان به والكفر بالطاغوت ، ودليل ذلك قوله تعالى : { وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِی كُلِّ أُمَّةࣲ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُوا۟ ٱلطَّـٰغُوتَۖ } . فأوجب الله تعالى ، الإيمان به والكفر بالطاغوت .
ولكننا في هذا الزمن ، آمنا بالله تعالى ، وجهلنا الكفر بالطاغوت ، بل أكثرنا يجهل هذا ولا يعلمه ، وكل ذلك بسبب انتشار الجهل بيننا ، والتكاسل عن طلب العلم والقراءة في القران والسنة وكتب السلف والتابعين من العلماء ، والاكتفاء بالمعلومات العامة الدينية ، وقد تناسى أصل أصيل من الإيمان به ، حيث أنه لو لم يأت به لا يصير مؤمنا بالله.

ما هو الطاغوت ؟ وكيف نكفر به ؟ وماهي أنواعه ؟ ومن هم رؤوس الطواغيت ؟

الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

ثم أما بعد ..

أن أول ما فرض الله على العباد هو الإيمان به والكفر بالطاغوت ، ودليل ذلك قوله تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } . فأوجب الله تعالى ، الإيمان به والكفر بالطاغوت .

* السؤال الأول : ماهو الطاغوت ؟

كل ما عبد من دون الله فهو : طاغوت .

[ الإمام مالك ، وغير واحد من السلف ، والليث ، وأبو عبيدة ، والواحدي ، والكسائي ، وجماهير أهل اللغة ] .

قال الإمام مجاهد بن جبر : ( الطاغوت : الشيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه ، وهو صاحب أمرهم ) .

قال الإمام إبن القيم رحمه الله:
[ الطاغوت كل ماتجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم انصرفوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى الطاغوت وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته] . { إعلام الموقعين المجلد الأول85 }

ويقول الإمام محمد التميمي رحمه الله - : ( والطاغوت : عام في كل ما عبد من دون الله ، فكل ما عُبد من دون الله ، ورضي بالعبادة ، من معبود ، أو متبوع ، أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله ، فهو طاغوت ) اهـ [ الدرر السنية 1 / 161 ] .

قال الإمام المحقق سليمان بن عبدالله - رحمهما الله - في شرحه على كتاب التوحيد : ( الطاغوت مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد ) اهـ . [ تيسير العزيز الحميد : 34 ]

قال الإمام عبدالله بن عبدالرحمن أبو بطين - رحمه الله - : ( اسم (الطاغوت يشمل : كل معبود من دون الله ، وكل رأس في الضلالة يدعو إلى الباطل ويحسنه ، ويشمل أيضا : كل ما نصبه الناس بينهم بأحكام الجاهلية المضادة لحكم الله ورسوله ، ويشمل أيضا : الكاهن والساحر وسدنة الأوثان .) اهـ [ مجموعة التوحيد : 500 ] .

وقال الإمام عبدالرحمن السعدي : ( كل حكم بغير شرع الله فهو : طاغوت . ) اهـ . [ تيسير الكريم الرحمن 1/ 363 ] .

◾ السؤال الثاني : كيف نكفر بالطاغوت ؟ ونؤمن بالله ؟

قال الإمام محمد التميمي رحمه الله تعالى - : ( فأما صفة الكفر بالطاغوت : فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله ، وتتركها ، وتبغضها ، وتكفر أهلها ، وتعاديهم .
وأما معنى الإيمان بالله : فأن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون من سواه ، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله ، وتنفيها عن كل معبود سواه ، وتحب أهل الإخلاص وتواليهم ، وتبغض أهل الشرك وتعاديهم .
وهذه ملة إبراهيم التي سفه نفسه من رغب عنها ، وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله
( قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ فِیۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ إِذۡ قَالُوا۟ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَ ٰۤ⁠ ؤُا۟ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰ⁠وَةُ وَٱلۡبَغۡضَاۤءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥۤ ) اهـ [ الدرر السنية 1 / 161 ]

يقول الإمام سليمان بن سحمان : ( قال تعالى : { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى } [ الزمر : 17 ] . ففي هذه الآيات من الحجج على وجوب اجتنابه - أي الطاغوت - وجوه كثيرة .

والمراد من اجتنابه هو : بغضه وعداوته بالقلب ، وسبّه ،وتقبيحه باللسان ، وإزالته عند القدرة ، ومفارقته ، فمن ادعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 502 ] .

السؤال الثالث : ماهي أنواع الطاغوت ؟


قال الإمام سليمان بن سحمان - رحمهما الله - : ( وحاصله : أن الطاغوت ثلاثة أنواع :


1- طاغوت حكم .


2- وطاغوت عبادة .


3- وطاغوت طاعة ومتابعة . ) اهـ . [ الدرر السنية 10 / 503 ]



السؤال الرابع : من هم رؤوس الطواغيت ؟

◼والطواغيت كثيرة، ورؤوسهم خمسة

◼ الأول: الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله، قال تعالى: { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [يـس: 60] .

- فالشيطان هو الطاغوت الأكبر، الذي يسعى دوماً لصرف الناس عن طاعة الله، وهناك من البشر من يشاركون الشيطان في صد الناس عن عبادة الله، وهؤلاء أيضا طواغيت.

◼ الثاني: الحاكم المغير لأحكام الله، قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا } [ النساء: 60 ].

- ومن هؤلاء رؤساء الدول والحكومات والملوك والأمراء الذين يستبدلون أحكام الشريعة بالقوانين الوضعية والأحكام العُرفية والتقاليد العشائرية،
أو يعطلون حكم الشرع، كإلغائهم : الحدود والجهاد والزكاة الخ .....

◼الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله، قال تعالى: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } [ المائدة: 44 ].

- قال ابن القيم: " من حاكم خصمه إلى غير الله ورسوله فقد حاكم إلى الطاغوت، وقد أُمر أن يكفر به، ولا يكفر العبد بالطاغوت حتى يجعل الحكم لله وحده " [ طريق الهجرتين ].

- فإذا حكم الحاكم أو القاضي بين متخاصمين بغير ما أنزل الله؛ كان حكم بالقوانين الوضعية أو بالأعراف الاجتماعية أو بالهوى؛ فقد ارتد عن دين الله وصار طاغوتاٌ.

- وكذلك فإن كل من تحاكم إلى هذا الحاكم بغير ما أنزل الله من المتخاصمين فهم كفار, قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65], فنفى الله سبحانه الإيمان عنهم: لأنهم لم يُحكموا شرع الله بينهم, كما نفى الله تعالى الإيمان عمن تحاكم إلى الطاغوت, أو نوى وأراد التحاكم إليه, كما في الآية السابقة: {يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ}.

◼ الرابع: مَن أدعى علم الغيب, قال تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل:65].
- فمن يزعم أنه يعلم الغيب فهو طاغوت, لأنه جعل نفسه نداً لله ونازعه في صفةٍ من صفات الربوبية, قال الحق سبحانه: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} [الأنعام:59], وقال جل في علاه: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن:26], وبهذا فإن مدعي الغيب مُكذبٌ لصريح القرآن الكريم.

- ويجب على المسلم أن يحذر من الذهاب إلى كل من يدعي علم الغيب, كالسحرة والكهان والعرافين, ويحذر من أن يصدقهم فيما يدعونه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» [رواه مسلم], وقال صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهناً أو عرافاً, فصدقهُ بما يقول, فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» [حديث حسن, رواه أحمد وغيره].

- فمجرد إتيان السحرة والكهان والعرافين سبب لعدم قبول الصلاة, أما إذا اقترن بإتيانهم تصديقهم بما يدعون فهذا سبب من أسباب الكفر.

◼ الخامس: مَن عُبِدَ مِن دون الله وهو راضٍ, أو مَن دعا الناس إلى عبادة نفسه, والدليل قوله تعالى: {وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [النبياء:29].

- فالعبادة حق لله عز وجل, ولا ينبغي لأحد أن يدعو لعبادة نفسه, أو لعبادة أحد غير الله تعالى, فمن فعل ذلك, أو لم يفعل لكنه رَضِيَ أن يُعبَدَ من دون الله؛ فهو طاغوت.

68df8ef5e6c9e

  • 0
  • 0
  • 23

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً