مقال: صراع الحق والباطل الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: إن حقيقة ...
منذ 2025-10-04
مقال: صراع الحق والباطل
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
إن حقيقة الصراع الذي يشنه اليهود والنصارى في كل أرض وفي كل وقت ضد جماعة المسلمين ما هو إلا صراع عقدي مهما صور أعداء هذا الدين خلاف ذلك أو أشاعوا بوجود فرقة وخصام فيما بينهم، فهم يلتقون جميعاً في خندق واحد ضد الإسلام والمسلمين، غايتهم واحدة مهما تعددت وسائلهم وخططهم لتحقيقها.
فاليهود والنصارى هما المعسكران اللذان تصدرا لعداوة الإسلام والمسلمين وكانا رأس الحربة فيه، سعوا وبكل ما أوتوا من قوة أن يلونوا مجهوداتهم بألوان شتى تحت راياتهم المختلفة، في خبث ومكر وتورية، فقد جربوا ورأوا ما عند المسلمين حينما صرح بوش إبان في حرب العراق وبكل وضوح وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع أنها حرب صليبية، فهب أبناء الإسلام يذودون عن دينهم وعقيدتهم ومرغوا جحافل أمريكا.
فسارع أئمة الكفر وساستهم لتغيير شعاراتهم وتنميقها لجذب الأنظار لها، وليخدعوا المسلمين بما سيقومون به من مكر وكيد، فأعلنوها باسم إعادة ديموقراطيتهم المزعومة، ومن أجل ثروات الأرض وما فيها، ودعماً لسياستهم واقتصادهم ومراكزهم العسكرية والأمنية وحفاظاً على هيبتهم الواهية في نظر طواغيت الردة.
وألقوا في روع المخدوعين الغافلين من أبناء هذه الأمة أن حكاية العقيدة قد صارت حكاية قديمة لا معنى لها! ولا يجوز رفع رايتها، وخوض المعركة باسمها، فهذه سمة المتخلفين المتعصبين! ذلك كي يبعدو أكبر عدد ممكن من أبناء المسلمين عن ميدان الصراع وساحات النزال، وبينما هم في قرارة نفوسهم -أي عرابو التحالفات الصليبية بفرعيها: الأمريكي والروسي- يخوضون المعركة والصراع أولاً وقبل كل شيء لتحطيم هذه الصخرة العاتية التي نطحوها طويلاً، فأدمتهم جميعاً، وقد أرقتهم بفضل الله مظاهر إقامة الشريعة وأن الإسلام الذي يحاربونه طوال هذه القرون صار واقعاً يُحكم به الناس في عدة أمصار.
فاستنفروا وجيشوا وحشدوا من جديد وأعلنوا تحالفاتهم ورفعوا أبواقهم لتزيد مكرهم وكيدهم فزينوه بشعارات براقة ليخدعوا من جديد الغافلين عن حقيقة ما يبتغون ويريدون، فإذا انخدع المسلمون مرة أخرى ولم يتعلموا من التجارب الماضية والحروب السابقة في العراق وغيرها من البلدان فلا يلومنَّ المسلم إلا نفسه.
ويكون هذا بسبب غفلته عن توجيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته القائل وهو أصدق القائلين: «وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ»، فهذه هي غايتهم والطريقة الوحيدة لتجنب الصراع معهم.
وأهل الكفر في حربهم مع المؤمنين يبدلون في الخطاب بكل مرة لخداع الجهلة والغوغاء من الناس.
وتأملوا ما قالوه لرُسل الله عز وجل وأنبيائه صلوات الله عليهم أجمعين:
لنوح عليه السلام: (لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) ولإبراهيم عليه السلام: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) وللرهط (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ).
وكم أعادت أبواق الصليب ترديد هذه العبارات بأشكال متعددة وكم بارك أحبارهم ورهبناهم حملاتهم الصليبية العسكرية فانتفشوا متخذين من جبروتهم وطغيانهم سبيلاً لقهر وبطش الحق وأهله ولن يدخروا جهدًا في سبيل ذلك وهذه سنة قديمة في هذا الصراع.
وهكذا منذ أن برزت وظهرت دعوى الحق صحبها التهديد والتخويف من الأعداء؛ لذا كان لزامًا على أهل الحق مدافعة الباطل وأهله تحقيقًا لأمر الله جل وعلا: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)
"لو لا دفعه بالمؤمنين في صد الكفرة على مر الدهر لفسدت الأرض لأن الكفر كان يطبقها ولكن سبحانه لا يخلي الزمان من قائم بحق وداع إليه إلى أن جعل ذلك في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، وقال شيخ الإسلام (فيدفع بالمؤمنين الكافرين).
وها قد تمايزت الصفوف وتكالبت العدا على أهل الحق وها هو الحق يقف وحيدًا أمام جحافل الباطل وجنوده ومنافقيه وهذه حكمة الله تعالى، ذلك لتكون هزيمتهم وانتكاستهم أعظم.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
إن حقيقة الصراع الذي يشنه اليهود والنصارى في كل أرض وفي كل وقت ضد جماعة المسلمين ما هو إلا صراع عقدي مهما صور أعداء هذا الدين خلاف ذلك أو أشاعوا بوجود فرقة وخصام فيما بينهم، فهم يلتقون جميعاً في خندق واحد ضد الإسلام والمسلمين، غايتهم واحدة مهما تعددت وسائلهم وخططهم لتحقيقها.
فاليهود والنصارى هما المعسكران اللذان تصدرا لعداوة الإسلام والمسلمين وكانا رأس الحربة فيه، سعوا وبكل ما أوتوا من قوة أن يلونوا مجهوداتهم بألوان شتى تحت راياتهم المختلفة، في خبث ومكر وتورية، فقد جربوا ورأوا ما عند المسلمين حينما صرح بوش إبان في حرب العراق وبكل وضوح وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع أنها حرب صليبية، فهب أبناء الإسلام يذودون عن دينهم وعقيدتهم ومرغوا جحافل أمريكا.
فسارع أئمة الكفر وساستهم لتغيير شعاراتهم وتنميقها لجذب الأنظار لها، وليخدعوا المسلمين بما سيقومون به من مكر وكيد، فأعلنوها باسم إعادة ديموقراطيتهم المزعومة، ومن أجل ثروات الأرض وما فيها، ودعماً لسياستهم واقتصادهم ومراكزهم العسكرية والأمنية وحفاظاً على هيبتهم الواهية في نظر طواغيت الردة.
وألقوا في روع المخدوعين الغافلين من أبناء هذه الأمة أن حكاية العقيدة قد صارت حكاية قديمة لا معنى لها! ولا يجوز رفع رايتها، وخوض المعركة باسمها، فهذه سمة المتخلفين المتعصبين! ذلك كي يبعدو أكبر عدد ممكن من أبناء المسلمين عن ميدان الصراع وساحات النزال، وبينما هم في قرارة نفوسهم -أي عرابو التحالفات الصليبية بفرعيها: الأمريكي والروسي- يخوضون المعركة والصراع أولاً وقبل كل شيء لتحطيم هذه الصخرة العاتية التي نطحوها طويلاً، فأدمتهم جميعاً، وقد أرقتهم بفضل الله مظاهر إقامة الشريعة وأن الإسلام الذي يحاربونه طوال هذه القرون صار واقعاً يُحكم به الناس في عدة أمصار.
فاستنفروا وجيشوا وحشدوا من جديد وأعلنوا تحالفاتهم ورفعوا أبواقهم لتزيد مكرهم وكيدهم فزينوه بشعارات براقة ليخدعوا من جديد الغافلين عن حقيقة ما يبتغون ويريدون، فإذا انخدع المسلمون مرة أخرى ولم يتعلموا من التجارب الماضية والحروب السابقة في العراق وغيرها من البلدان فلا يلومنَّ المسلم إلا نفسه.
ويكون هذا بسبب غفلته عن توجيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأمته القائل وهو أصدق القائلين: «وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ»، فهذه هي غايتهم والطريقة الوحيدة لتجنب الصراع معهم.
وأهل الكفر في حربهم مع المؤمنين يبدلون في الخطاب بكل مرة لخداع الجهلة والغوغاء من الناس.
وتأملوا ما قالوه لرُسل الله عز وجل وأنبيائه صلوات الله عليهم أجمعين:
لنوح عليه السلام: (لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) ولإبراهيم عليه السلام: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) وللرهط (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ).
وكم أعادت أبواق الصليب ترديد هذه العبارات بأشكال متعددة وكم بارك أحبارهم ورهبناهم حملاتهم الصليبية العسكرية فانتفشوا متخذين من جبروتهم وطغيانهم سبيلاً لقهر وبطش الحق وأهله ولن يدخروا جهدًا في سبيل ذلك وهذه سنة قديمة في هذا الصراع.
وهكذا منذ أن برزت وظهرت دعوى الحق صحبها التهديد والتخويف من الأعداء؛ لذا كان لزامًا على أهل الحق مدافعة الباطل وأهله تحقيقًا لأمر الله جل وعلا: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)
"لو لا دفعه بالمؤمنين في صد الكفرة على مر الدهر لفسدت الأرض لأن الكفر كان يطبقها ولكن سبحانه لا يخلي الزمان من قائم بحق وداع إليه إلى أن جعل ذلك في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة، وقال شيخ الإسلام (فيدفع بالمؤمنين الكافرين).
وها قد تمايزت الصفوف وتكالبت العدا على أهل الحق وها هو الحق يقف وحيدًا أمام جحافل الباطل وجنوده ومنافقيه وهذه حكمة الله تعالى، ذلك لتكون هزيمتهم وانتكاستهم أعظم.