📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧. تفصيل في حكم مداعبة الرجل لزوجته في نهار ...
منذ 2025-10-11
📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧.
تفصيل في حكم مداعبة الرجل لزوجته في نهار رمضان
#سلسلة_من_فتاوى_فقه_الصيام_2
🔖- رقـــم الــفـتـوى: < 135 00 >
⚫➖ #الــــســــــؤال:
◆- شيخنا ما حكم مداعبة الرجل لزوجته في نهار رمضان من ضم وتقبيل؟.
✍➖ #الـــــجــــواب:
❁- الفاعل هنا على أحوال ثلاثة:
(1) إما أن يكون آمنـًا على نفسه من الوقوع في الجماع؛ لأنه -مثلًا- يفعل هذا من باب العادة، والحب، والعاطفة، والرحمة، والحنان، لا من باب الشهوة وإثارتها، ولا يخطر بباله ذلك (الشهوة والجماع)، فهذا لا حرج من فعله سواء كان مداعبة، أو تقبيلًا، أو نومًا، أو ضمًا...؛ لحديث عائشة رضي الله عنها في البخاري ومسلم قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبّل ويباشر (أي يمس بشرتها) وهو صائم، وكان أملككم لأربه"، أي لشهوته ونفسه، وفي رواية عند مسلم: "كان يقبّل في رمضان وهو صائم"، وكذلك روت مثله أم سلمة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبّل وهو صائم"، وليس هذا خاصـًا بالنبي صلى الله عليه وسلم كما قد يُفهم من حديث عائشة رضي الله عنها؛ إذ قد ثبت عند مسلم عن عمر بن أبي سلمة رض الله عنهما: "أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُقَبّل الصائم؟ فقال له: "سل هذه"، لأم سلمة، فأخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، فقال: يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أما والله إني لأتقاكم لله، وأخشاكم له"، وفي قصة أخرى قال صلى الله عليه وسلم: "والله إني لأتقاكم لله وأعلمكم بحدوده"، بل شبّهها صلى الله عليه وسلم بالمضمضة كما في مسند أحمد وسنن أبي داود والنسائي: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (هششت يومًا فقبّلت وأنا صائم، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: صنعت اليوم أمرًا عظيمًا: قبّلت وأنا صائم!، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟"، فقلت: لا بأس بذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ففيم؟"، فمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن يملك نفسه فلا يقع في حرام يجوز له ما سبق من قبلة، ومداعبة، وهكذا نوم مع بعض في لحاف واحد.
(2) وإما أن يكون آمنـًا على نفسه من الوقوع في الجماع لكنه يفعل هذا لشهوة، وقد ينزل مذيـًا، فهذا يكره له ذلك عند جمهور الفقهاء وكراهة شديدة، بل عند الحنابلة يرون بطلان صومه إن أنزل مذيـًا، أما إن أنزل منيـًا فقد اتفق الفقهاء على وجوب القضاء مع التوبة والإمساك ذلك اليوم، ولا تلزمه الكفارة عند الجمهور، على أن هذا لا بد من تذكيره بهذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل عمل ابن آدم يُضاعف: الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به؛ يدع شهوته وطعامه من أجلي"، فهذا حقيقة لم يدع شهوته تمامـًا، وبالتالي فمن أراد كامل الأجر فعليه بأن يدع شهوته بكلها، ولا يكون لها أي حظ يوم صيامه.
(3) وأما أن يكون غير آمن على نفسه من الوقوع في الجماع، أو إنزال المني فهذا لا يحل له هذه المداعبة أبدًا، ويجب عليه اتخاذ أسباب الوقاية من هذا الحرام، وهذا التفريق قد ورد بعضه عند أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم، فرخّص له، وأتاه آخر فسأله فنهاه، فإذا الذي رخّص له شيخ، والذي نهاه شاب)، وعند أحمد زيادة: (فنظر بعضنا إلى بعض، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد علمت نظر بعضكم إلى بعض؛ إن الشيخ يملك نفسه".
والله أعلم.
#شهر_رمضان_فضائل_وأحكام
تفصيل في حكم مداعبة الرجل لزوجته في نهار رمضان
#سلسلة_من_فتاوى_فقه_الصيام_2
🔖- رقـــم الــفـتـوى: < 135 00 >
⚫➖ #الــــســــــؤال:
◆- شيخنا ما حكم مداعبة الرجل لزوجته في نهار رمضان من ضم وتقبيل؟.
✍➖ #الـــــجــــواب:
❁- الفاعل هنا على أحوال ثلاثة:
(1) إما أن يكون آمنـًا على نفسه من الوقوع في الجماع؛ لأنه -مثلًا- يفعل هذا من باب العادة، والحب، والعاطفة، والرحمة، والحنان، لا من باب الشهوة وإثارتها، ولا يخطر بباله ذلك (الشهوة والجماع)، فهذا لا حرج من فعله سواء كان مداعبة، أو تقبيلًا، أو نومًا، أو ضمًا...؛ لحديث عائشة رضي الله عنها في البخاري ومسلم قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبّل ويباشر (أي يمس بشرتها) وهو صائم، وكان أملككم لأربه"، أي لشهوته ونفسه، وفي رواية عند مسلم: "كان يقبّل في رمضان وهو صائم"، وكذلك روت مثله أم سلمة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبّل وهو صائم"، وليس هذا خاصـًا بالنبي صلى الله عليه وسلم كما قد يُفهم من حديث عائشة رضي الله عنها؛ إذ قد ثبت عند مسلم عن عمر بن أبي سلمة رض الله عنهما: "أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُقَبّل الصائم؟ فقال له: "سل هذه"، لأم سلمة، فأخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، فقال: يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أما والله إني لأتقاكم لله، وأخشاكم له"، وفي قصة أخرى قال صلى الله عليه وسلم: "والله إني لأتقاكم لله وأعلمكم بحدوده"، بل شبّهها صلى الله عليه وسلم بالمضمضة كما في مسند أحمد وسنن أبي داود والنسائي: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (هششت يومًا فقبّلت وأنا صائم، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: صنعت اليوم أمرًا عظيمًا: قبّلت وأنا صائم!، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟"، فقلت: لا بأس بذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ففيم؟"، فمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن يملك نفسه فلا يقع في حرام يجوز له ما سبق من قبلة، ومداعبة، وهكذا نوم مع بعض في لحاف واحد.
(2) وإما أن يكون آمنـًا على نفسه من الوقوع في الجماع لكنه يفعل هذا لشهوة، وقد ينزل مذيـًا، فهذا يكره له ذلك عند جمهور الفقهاء وكراهة شديدة، بل عند الحنابلة يرون بطلان صومه إن أنزل مذيـًا، أما إن أنزل منيـًا فقد اتفق الفقهاء على وجوب القضاء مع التوبة والإمساك ذلك اليوم، ولا تلزمه الكفارة عند الجمهور، على أن هذا لا بد من تذكيره بهذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل عمل ابن آدم يُضاعف: الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به؛ يدع شهوته وطعامه من أجلي"، فهذا حقيقة لم يدع شهوته تمامـًا، وبالتالي فمن أراد كامل الأجر فعليه بأن يدع شهوته بكلها، ولا يكون لها أي حظ يوم صيامه.
(3) وأما أن يكون غير آمن على نفسه من الوقوع في الجماع، أو إنزال المني فهذا لا يحل له هذه المداعبة أبدًا، ويجب عليه اتخاذ أسباب الوقاية من هذا الحرام، وهذا التفريق قد ورد بعضه عند أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم، فرخّص له، وأتاه آخر فسأله فنهاه، فإذا الذي رخّص له شيخ، والذي نهاه شاب)، وعند أحمد زيادة: (فنظر بعضنا إلى بعض، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد علمت نظر بعضكم إلى بعض؛ إن الشيخ يملك نفسه".
والله أعلم.
#شهر_رمضان_فضائل_وأحكام