ماذا ينقم الطواغيت الجدد من ربّهم؟ لا زلنا نرى بعض الأحزاب والتنظيمات تكفّر الحاكمين بغير ما ...
منذ 2025-10-29
ماذا ينقم الطواغيت الجدد من ربّهم؟
لا زلنا نرى بعض الأحزاب والتنظيمات تكفّر الحاكمين بغير ما أنزل سبحانه، وترفض قبول اعتذارات أولياءهم عنهم بعجزهم عن إقامة الدّين كاملا بالخوف من إغضاب الدول الكافرة المتجبّرة، والزعم أن أولئك الطواغيت يجنبون البلاد بامتناعهم عن أحكام الدّين الغزو والدّمار، وسكّانها القتل والتشريد.
وفي ذات الوقت نرى تلك الأحزاب والتنظيمات وقد مكّنها الله تعالى في أرضه، ومنحهم بعض أو كل ما كان بأيدي أولئك الطواغيت، تمتنع عن تحكيم شريعة ربّ العالمين، لما وجدوا أن في طاعتهم لربّ العالمين، إغضابا لسكّان تلك البلاد من المشركين والمنافقين، وإسخاطا لطواغيت الكفر أجمعين، وخرج قادتها وعلماء السوء فيها يكرّرون ما كان يردّده إخوانهم من علماء الطواغيت من شبهات حول مسألة تحكيم الشريعة تارة، ويزيد بعضهم بتحريم إقامة الشريعة ما لم تتحقق شروط للتمكين ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، بل وبتنا نسمع من بعضهم تلميحا أو تصريحا بإخراج مسألة الحكم بغير ما أنزل الله تعالى من نواقض الإسلام، وجعلها من جنس المعاصي التي يفعلها المسلمون، أو يحرّف المعنى الشرعي لتحكيم الشريعة ليخدع أتباعه الجاهلين أنّه بإقامته لبعض شعائر الدّين محكّم لشريعة الله عزّ وجلّ كلّها، ناج من وعيده لمن حكم بغير ما أنزله سبحانه.
وهكذا رأينا مشركي الإخوان المرتدّين وإخوانهم الذين ساروا على نفس خطاهم من أتباع تنظيم القاعدة في اليمن والشّام وليبيا يمتنعون صراحة عن تحكيم شريعة الله تعالى فيما مكّنهم فيه سبحانه من أرضه، يعينهم على ذلك إخوانهم في مناطق أخرى بالفتاوى والكتب التي تؤصّل لهذا الكفر الصريح، حتى أصابوا بعض أتباعهم المرتدّين بالحيرة والشك.
إذ كيف يكون الطواغيت من آل سعود -مثلا- كفّارا مرتدّين لامتناعهم عن بعض أحكام الدّين، وهم يقيمون بعضها الآخر، ولا يكون من شابههم في الحال من طواغيت الإخوان وغيرهم الحاكمين بغير ما أنزل الله تعالى كفّارا مرتدّين وهم يفعلون فعلهم، ويقولون قولهم.
ولم يجد أولئك الطواغيت الجدد ما يدفعون به عن أنفسهم إلّا الزّعم أنّ غايتهم هي تحكيم الشريعة، ويحسبون هذه الأقوال تنفعهم بشيء متناسين أن الطواغيت من آل سعود لا زالوا يزعمون إلى يومنا هذا أنهم أهل التوحيد وحماته، رغم كل ما فعلوه ويفعلونه من نواقض صريحة لذلك التوحيد.
وإن هذه الدعوى التي يحاول الطواغيت وأولياؤهم أن يجعلوها مانعا دون تكفيرهم ما كانت لتجد سوقا رائجة لولا شيوع دين التجهّم والإرجاء بين أتباعهم الذين يزعمون أنّهم يرون الإيمان اعتقادا وقولا وعملا، وأنّه لا يصح بغيرها جميعا، ولكن عند الحكم على النّاس فهم يجعلون الإيمان مجرّد قول باللسان يحكمون به على كل زاعم إرادة تحكيم الشريعة، كما نراه في حالة أتباع القاعدة والإخوان المرتدّين في الشّام واليمن وليبيا ومصر وفلسطين وغيرها، بل إنّهم يجعلونه اعتقادا باطنيا يفترضون وجوده في قلوب بعض الطواغيت دليلا على أمر ظاهر وهو الإسلام، مع أنّهم يجاهرون بإيمانهم بدين العلمانية والديمقراطية كأمثال الطاغوت التركي أردوغان.
مع أنه لو وُجد من أقام الدّين قولا وعملا، ثم طرأ عليه تحكيم لغير شريعة الله تعالى لكان ذلك ناقضا لإيمانه موجبا للحكم عليه بالكفر والردة عن الدّين، كما قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، فكيف بمن لم يحكّم ما أنزل الله ساعة من نهار.
إن الله عزّ وجلّ قد ابتلى جنود الدّولة الإسلاميّة بالتمكين، ونحسب أنهم أطاعوه سبحانه فيما مكّنهم فيه بإقامة دينه وتحكيم شرعه غير مبالين بما لاقوه ويلقونه في سبيل ذلك، وقد ابتلى غيرهم من أدعياء التوحيد والجهاد فكانت خشية الكفّار في قلوبهم أشدّ من خشيتهم لله تعالى، وكان تمكينهم في الأرض وبالا عليهم، وسببا لفتنتهم عن الدّين ووقوعهم في الشرك المبين.
وإن حال هؤلاء الكافرين بأنعم الله كحال ذلك المسكين الذي منع الصدقة لما أرسل إليه رسول الله عليه الصّلاة والسّلام من يطلبها منه، فقال فيه: (مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللهُ) [متفق عليه]، فقد كانوا فقراء يخافون أن يتخطّفهم النّاس من الأرض، فلمّا اطعمهم ربّهم من جوع وأمنهم من خوف كفروا نعمته، وجعلوا الأمر بيد غيره يخافونهم ولا يخافونه، ويطلبون رضاهم بسخطه، ومعافاتهم بعقوبته، ونسأل الله أن يعيننا على إزالة شركهم وتحكيم شرع الله فيما تحت أيديهم من البلاد والعباد، إنه مولى ذلك والقادر عليه سبحانه، والحمد لله ربّ العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 172
الخميس 30 جمادى الآخرة 1440 هـ
لا زلنا نرى بعض الأحزاب والتنظيمات تكفّر الحاكمين بغير ما أنزل سبحانه، وترفض قبول اعتذارات أولياءهم عنهم بعجزهم عن إقامة الدّين كاملا بالخوف من إغضاب الدول الكافرة المتجبّرة، والزعم أن أولئك الطواغيت يجنبون البلاد بامتناعهم عن أحكام الدّين الغزو والدّمار، وسكّانها القتل والتشريد.
وفي ذات الوقت نرى تلك الأحزاب والتنظيمات وقد مكّنها الله تعالى في أرضه، ومنحهم بعض أو كل ما كان بأيدي أولئك الطواغيت، تمتنع عن تحكيم شريعة ربّ العالمين، لما وجدوا أن في طاعتهم لربّ العالمين، إغضابا لسكّان تلك البلاد من المشركين والمنافقين، وإسخاطا لطواغيت الكفر أجمعين، وخرج قادتها وعلماء السوء فيها يكرّرون ما كان يردّده إخوانهم من علماء الطواغيت من شبهات حول مسألة تحكيم الشريعة تارة، ويزيد بعضهم بتحريم إقامة الشريعة ما لم تتحقق شروط للتمكين ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، بل وبتنا نسمع من بعضهم تلميحا أو تصريحا بإخراج مسألة الحكم بغير ما أنزل الله تعالى من نواقض الإسلام، وجعلها من جنس المعاصي التي يفعلها المسلمون، أو يحرّف المعنى الشرعي لتحكيم الشريعة ليخدع أتباعه الجاهلين أنّه بإقامته لبعض شعائر الدّين محكّم لشريعة الله عزّ وجلّ كلّها، ناج من وعيده لمن حكم بغير ما أنزله سبحانه.
وهكذا رأينا مشركي الإخوان المرتدّين وإخوانهم الذين ساروا على نفس خطاهم من أتباع تنظيم القاعدة في اليمن والشّام وليبيا يمتنعون صراحة عن تحكيم شريعة الله تعالى فيما مكّنهم فيه سبحانه من أرضه، يعينهم على ذلك إخوانهم في مناطق أخرى بالفتاوى والكتب التي تؤصّل لهذا الكفر الصريح، حتى أصابوا بعض أتباعهم المرتدّين بالحيرة والشك.
إذ كيف يكون الطواغيت من آل سعود -مثلا- كفّارا مرتدّين لامتناعهم عن بعض أحكام الدّين، وهم يقيمون بعضها الآخر، ولا يكون من شابههم في الحال من طواغيت الإخوان وغيرهم الحاكمين بغير ما أنزل الله تعالى كفّارا مرتدّين وهم يفعلون فعلهم، ويقولون قولهم.
ولم يجد أولئك الطواغيت الجدد ما يدفعون به عن أنفسهم إلّا الزّعم أنّ غايتهم هي تحكيم الشريعة، ويحسبون هذه الأقوال تنفعهم بشيء متناسين أن الطواغيت من آل سعود لا زالوا يزعمون إلى يومنا هذا أنهم أهل التوحيد وحماته، رغم كل ما فعلوه ويفعلونه من نواقض صريحة لذلك التوحيد.
وإن هذه الدعوى التي يحاول الطواغيت وأولياؤهم أن يجعلوها مانعا دون تكفيرهم ما كانت لتجد سوقا رائجة لولا شيوع دين التجهّم والإرجاء بين أتباعهم الذين يزعمون أنّهم يرون الإيمان اعتقادا وقولا وعملا، وأنّه لا يصح بغيرها جميعا، ولكن عند الحكم على النّاس فهم يجعلون الإيمان مجرّد قول باللسان يحكمون به على كل زاعم إرادة تحكيم الشريعة، كما نراه في حالة أتباع القاعدة والإخوان المرتدّين في الشّام واليمن وليبيا ومصر وفلسطين وغيرها، بل إنّهم يجعلونه اعتقادا باطنيا يفترضون وجوده في قلوب بعض الطواغيت دليلا على أمر ظاهر وهو الإسلام، مع أنّهم يجاهرون بإيمانهم بدين العلمانية والديمقراطية كأمثال الطاغوت التركي أردوغان.
مع أنه لو وُجد من أقام الدّين قولا وعملا، ثم طرأ عليه تحكيم لغير شريعة الله تعالى لكان ذلك ناقضا لإيمانه موجبا للحكم عليه بالكفر والردة عن الدّين، كما قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، فكيف بمن لم يحكّم ما أنزل الله ساعة من نهار.
إن الله عزّ وجلّ قد ابتلى جنود الدّولة الإسلاميّة بالتمكين، ونحسب أنهم أطاعوه سبحانه فيما مكّنهم فيه بإقامة دينه وتحكيم شرعه غير مبالين بما لاقوه ويلقونه في سبيل ذلك، وقد ابتلى غيرهم من أدعياء التوحيد والجهاد فكانت خشية الكفّار في قلوبهم أشدّ من خشيتهم لله تعالى، وكان تمكينهم في الأرض وبالا عليهم، وسببا لفتنتهم عن الدّين ووقوعهم في الشرك المبين.
وإن حال هؤلاء الكافرين بأنعم الله كحال ذلك المسكين الذي منع الصدقة لما أرسل إليه رسول الله عليه الصّلاة والسّلام من يطلبها منه، فقال فيه: (مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللهُ) [متفق عليه]، فقد كانوا فقراء يخافون أن يتخطّفهم النّاس من الأرض، فلمّا اطعمهم ربّهم من جوع وأمنهم من خوف كفروا نعمته، وجعلوا الأمر بيد غيره يخافونهم ولا يخافونه، ويطلبون رضاهم بسخطه، ومعافاتهم بعقوبته، ونسأل الله أن يعيننا على إزالة شركهم وتحكيم شرع الله فيما تحت أيديهم من البلاد والعباد، إنه مولى ذلك والقادر عليه سبحانه، والحمد لله ربّ العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 172
الخميس 30 جمادى الآخرة 1440 هـ