#انتصارًا_لسلمَان_على_سَلمان {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً ...

منذ 2018-09-08
#انتصارًا_لسلمَان_على_سَلمان

{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ۚ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }
كل هاته الانتهاكات للمقدسات، كانت تجري تحت مرآى ومسمع وحماية السلطة الدينية والسياسية لمكة، فقريش تُحِلُّ ما تدرك أنه مخالف لدين إبراهيم، كونه متوافقا مع مصالحها الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية، بما يضمن لها السؤدد بين القبائل، بينما كانت تحجر على الحريات الفردية، إذا ما اعتبرنا محمَّدا وصحبه أقلية فكرية مغايرة للعقل الجمعي القُرَشي

ثم إن التستر وراء المقدس، والتدثر بستار البيت، لا ينفع صاحبه ما لم يكن موقنا بالله عارفا به، قائما بحقوق الناس؛ فما نفعُ البيت إذِ المكاء والتصدية، حين جاء أبرهة، إلاَّ أن خضعت قريش وتخلت عن البيت؟!

ومازال قوم يستندون إلى البيت مكاء وتصدية؛ فما نفع الخُطب الجوفاء، إن كان أبرهة الغرب يأتي ليَجبيَ خراج البيت، ويأخذ حقَّ الضعفاء الذين نُمِّقت بهم الخُطب؟!
ثم يسْتأسد القوم على المسلمين؛ سواء في حَجْرهم على بعض المشاييخ والدعاة والعلماء، وإطلاقهم العنان للبعض الآخر، ممن عرف عنهم التطرف في الفكر، والمغالاة في تقديس ولي الأمر، أو في منع فلان أو علان من زيارة بيت اللَّه الحرام مغييرين بذلك مفهوم السِّدانة، متشبهين بكفار قريش حينما صدُّوا المسلمين عن البيت الحرام بالحُديبية... لكنَّ سُهيل ابن عمرو أرجح رأيا من سلمان، إذ حاول أن يجد جسور تواصل مع المسلمين بإبرامه عقد الصُّلح، على عكس ما يقمعُ بنو سعودٍ المخالفينَ...

إن السُّنن تشهد أن ممارسة الديكتاتورية الفكرية والمادية، مُؤذِنٌ بزوال الكيانات الظالمة؛ فكما كان صلح الحديبية -على ما حمله ظاهره من هزيمة- خيرا وفتحا، ستكون الاعتقلات فرجا وأملا للمظلومين، وزوالا للظالمين...

وإنَّ هناك رجالا كعثمان ابن عفان، يسعون عند أشباه قريش، مُحْرِمُون بأفكارهم يبغون نهضةَ أمةٍ، كسَعْيِهِ -رضوان الله عليه- عند كفار قريش، يقنعهم أنَّ محمَّدًا ما جاء مقاتلا ولا مريدًا لفتنة، وإنما جاء معتمرا قاصدا ربَّهُ..

وعلى عكس عثمان، عزائي إلى المخلَّفين من الأعراب، حين ندبهم النَّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لنصرته في طريق عمرته ودعوته؛ ما بينه القرآن من نواياهم وحالِهم، فقال تعالى: { سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا • بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا}

عزاءٌ أسوقهُ إلى المُخالِفينَ والمُخلَّفِينَ من الدُّعاة والعلماء، ومن مقرَّبين إلى سلمانَ [الشيخ]، ولْيَتأكَّدوا أنَّ المؤمنين سيَنقلبون إلى أهليهم، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}...

وللبَيْتِ ربٌّ يحميهِ
  • 1
  • 0
  • 143

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً