فلؤلائك المضحين الباذلين من أبناء الخلافة حق وواجب في عنق كل مسلم لن ينساه أولوا السعة ...

منذ 2025-11-02
فلؤلائك المضحين الباذلين من أبناء الخلافة حق وواجب في عنق كل مسلم لن ينساه أولوا السعة والفضل.

وإن ملاحظة حسن الجزاء، مما أعده الله لعباده من النعيم المقيم في الآخرة هو مما يعين على مصابرة الأعداء والمداومة على الصبر حتى يصبح إلفا وصاحبا وخلا مؤانسا، مهما طالت الطريق وكثرت العقبات واشتدت المحن، قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: "وعلى حسب ملاحظة حسن الجزاء والوثوق به ومطالعته يخفف حمل البلاء، لشهود العوض، لما يلاحظه من لذة عاقبتها وظفره بها، ولولا ذلك لتعطلت مصالح الدنيا والآخرة، وما أقدم أحد على تحمل مشقة عاجلة إلا لثمرة مؤجلة، فالنفس مولعة بحب العاجل، وإنما خاصة العقل: تلمح العواقب، ومطالعة الغايات، وأجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من رافق الراحة فارق الراحة، وحصل على المشقة وقت الراحة في دار الراحة، فإن قدر التعب تكون الراحة" انتهى كلامه.

فيا إخوة التوحيد وبناة المجد وحراس الخلافة، بارك الله جهادكم ومسعاكم، لقد أثلجتم الصدور وأغظتم كل كفور، وأنس ببذلكم كل مؤمن شكور، يعرف لأهل الفضل قدرهم، ويكبر صنيعهم ويرقب طلائعهم ويسعى للحاق بهم، فواصلوا المسير مقتفين أثر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم أجمعين، وليكن حادي المرء منكم:

فيارب إن حانت وفاتي فلا تكن
على شرجع يعلى بدكن المطارف
ولكن أحن يومي شهيدا وعقبة
يصابون في فج من الأرض خائف
عصائب من شتى يؤلف بينهم
هدى الله نزالون عـنـد المواقف
إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى
وصاروا إلى موعود ما في المصاحف
فأقتل قصعا ثم يرمى بأعظمي
كضغث الخلى بين الرياح العواصف
ويصبح قبري بطن نسر مقيله
بجو السماء في نسور عوائف

يا أهل الإسلام... لم يعد خافيا نقع الملاحم وقرعها في ولايات دولة الإسلام، ومازال أبناء الخلافة بفضل الله ومنه، يثبتون أنهم الكدية والصخرة الصماء، التي ستنكسر عليها أحلاف الكفر بحول الله وقوته، وستنكفئ خاسئة خانسة عن بلاد المسلمين تجر أذيال العار والشنار، مفضوحة مهلهلة يلعن بعضها بعضا، فها هي أمريكا عدوة الإسلام وأهله، بعد أن دكت ديار أهل السنة وأبادتهم بدم بارد، وأسلمت البلاد لشر من وطئ الحصى من رافضة العراق وملاحدة الشام، تعلن نصرا مزورا لا يمت للواقع بصلة، وهي تعلم علم يقين طبيعة المعركة وأبعادها مع أبناء دولة الإسلام، فما كان من رؤوس أحزابها المخالفين لسياسات أحمقها المطاع، أن يلزموا الصمت أو يغضوا الطرف عن حقيقة ما يجري على الأرض ومعطيات الساحة وتقلباتها، حتى غدى ساسة الصليب وبيت السفال المسمى بالأبيض، يعيشون تخبطا وتناقضا، أعجز المتابع أن يفهم المراد بكلمة النصر الذي يتحدثون عنه، ولكنه الهذيان والطيش الذي استمرأته نفوس وألسنة أئمة الكفر وجبلوا عليه، من لدن قوم نوح وعاد وثمود وفرعون وأبي لهب، فعجبا لمنتصر يعز عليه إعلان زيارة رسمية لبلد يزعم إحلال الأمن والاستقرار فيه، وما كان بوسعه أن يأتيه إلا خلسة كاللص الرعديد يخشى الفوات، وفر معتجل الخطى يحذر الدوائر، نادبا حال قومه متحسرا، أن كيف نخسر سبعة تريلون دولار على بلد لا نستطيع المجيء إليه إلا سرا، لقد رضيت ربة الوثنية المعاصرة أمريكا بأدنى من النصر الذي حدثت الناس عنه، فهذا اجتماع قاعدة "أندروز"، والذي ضم أكثر من ثمانين دولة، كان من مخرجاته ما نصه "أن الأمر لا يتعلق بالفوز بالحرب لكن الفوز بالسلام"

68715fd0aeabb

  • 1
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً