موقع المجاهدين من الصراع الأمريكي الإيراني مرة أخرى تعلو أصوات طواغيت أمريكا تهديدا ووعيدا ...

منذ 2025-11-12
موقع المجاهدين من الصراع الأمريكي الإيراني


مرة أخرى تعلو أصوات طواغيت أمريكا تهديدا ووعيدا للحكومة الرافضية في إيران، ويستمر الجيش الأمريكي في حشد البوارج والطائرات في مياه الخليج، في الوقت الذي تتوسع فيه قائمة السلع المحظور تجارتها مع إيران، ويُضيّق أكثر على حركة الأموال من داخل إيران وإليها، ضمن حزمة إجراءات للضغط على الطاغوت خامنئي للرضوخ للمطالب الأمريكية.

أعلن الطاغوت ترامب منذ ترشحه لمنصب رئاسة الولايات المتحدة أن أحد أهم مشاريعه المستقبلية سيكون استعادة الوجود الأمريكي الكبير والمؤثر في المنطقة الغنية بالنفط والذي تراجع كثيرا بعد انسحاب الجيش الأمريكي من العراق إثر الحرب المنهكة مع المجاهدين، وهذا الأمر لا يمكن أن يتم بغير مزاحمة إيران في الفراغ الذي ملأته من خلال حرسها الثوري والعصابات الرافضية المرتبطة بها.
وكذلك فإن التمدد الإيراني في الشام وهيمنتها على جزء واسع من اليمن، وتوسعها في مجال التسلح بالصواريخ بعيدة المدى وتطويرها من حيث المدى والدقة، أزعج ذلك بشدة دويلة يهود وطواغيت الجزيرة، إلى درجة دفعت أمريكا لتكثيف جهودها للضغط على إيران للحد من توسيع نفوذها في المنطقة، وتطمين حلفاء أمريكا فيها بشكل ما، مع استفادة أمريكا من ذلك في زيادة تواجدها وتقوية نفوذها وزيادة الجباية على دول الخليج والتي ستبادر -إثر هذا التخوف- إلى بذل المزيد.

وكذلك فإن النفط الإيراني الكثير يغري طاغوت أمريكا لطلب حصة منه تأخذها شركات النفط الأمريكية المحرومة من العمل في إيران منذ عقود، وخاصة في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها أمريكا، والتي لا يمكن للجبايات من طواغيت الخليج أن تغطي سوى قسما محدودا منها، وبهذا يمكن أن تكون التحركات الأمريكية الأخيرة في كل من إيران وفنزويلا جزءا من عملية ابتزاز عالمية لمضاعفة واردات الخزينة الأمريكية، مثلما تتم عملية ضغط أخرى لتقليل النفقات الحكومية والضغوط على الشركات، بالحد من تمويل هيئة "الأمم المتحدة" وحلف "الناتو" والانسحاب من اتفاقية المناخ التي وقَّعها سلفه أوباما، والصراع التجاري مع الصين.

إن النزاع بين المشركين في إيران والولايات المتحدة قديم، وقد استفادت إيران فيه من صراع المجاهدين مع أمريكا لصالحها، خاصة مع إصرار أمراء القاعدة على نظرية "العدو الأوحد" التي حصروا من خلالها القتال مع أمريكا والأنظمة القريبة منها، وقدرتها على ابتزازهم من خلال ما في حوزتها من أفراد وعوائل القاعدة الذين أسرتهم بعد الغزو الأمريكي لخراسان، وهذا الأمر وظفته في توسيع هيمنتها في العراق وأفغانستان، بحيث يقع عبء قتال أمريكا وإخراجها من البلاد على أهل السنة في حين يتولى الروافض المشركون الحكم في الأراضي التي ينسحب منها الجيش الأمريكي، في ظل الإنهاك الشديد الذي يكون قد أصاب المجاهدين من الحرب الطاحنة مع أمريكا.

وقد هدى الله عزّ وجلّ المجاهدين في العراق مبكرا لاكتشاف هذا المخطط الخبيث، فبدأوا منذ الأيام الأولى لجهادهم باستهداف كل ما أمكن من مرتكزات قوة إيران في العراق وعلى رأسها العصابات الرافضية التابعة لها، وجعلوا ذلك من أهم أهدافهم، وصمّوا آذانهم عن كل التوصيات والاعتراضات القادمة من أمراء القاعدة وعلماء السوء المقربين منها، تطالبهم بوقف قتال الرافضة بحجة التفرغ لقتال الصليبيين، والتي كانت في الحقيقة أملا من بعضهم لاستنقاذ نظريتهم الفاشلة، واستجابة لضغوط إيران عليهم من خلال الأسرى، أو ربما لضغوط أوليائهم من الطالبان الذين بدأوا بتحسين علاقاتهم مع إيران.

وربما يصعب علينا اليوم تصور تطور النزاع بين المشركين في أمريكا وإيران إلى حرب مدمرة، فالولايات المتحدة وحلفاؤها أعجز من أن يفكروا بحرب تقليدية مدمرة، ولدى إيران الكثير من أوراق المساومة يمكنها التخلي عنها في المفاوضات لتجنب تطور الأمور إلى منحى مدمّر، فالأمور كلها تتجه نحو تحسين كل طرف لوضعه التفاوضي، لا إلى رفع كل منهم لجاهزيته القتالية.

وقد ولّى الزمان الذي ينظر فيه المجاهدون إلى أطراف الصراع بين مشركي الأرض ليجدوا لأنفسهم مكانا مع طرف منهم، سواء علموا ذلك أم خفي عليهم، بحجة أن الطرف الآخر أشد عداوة للإسلام وأهله، فيبذلون أرواحهم في قتال عدوهم ثم تكون ثمرة جهادهم في يد غيرهم! كما حدث سابقا في العديد من الجبهات كالبوسنة وأفغانستان وغيرها.

وكما أن هجمات مجاهدي الدولة الإسلامية ضد أمريكا وحلفائها لن تتوقف بإذن الله حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فإن هجماتنا ضد الروافض في كل مكان وعلى رأسهم طواغيت إيران وأتباعهم لن تتوقف بإذن الله حتى نزيل ملكهم، ونردهم عن شركهم بالله العظيم، ونسأل الله أن يجعل في تسليط بعض المشركين على بعض نصرا لعباده المؤمنين، وإذلالا لأمم الكفر أجمعين، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 183
الخميس 18 رمضان 1440 ه‍ـ

683b4f9a9ea34

  • 2
  • 0
  • 8

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً