- المداهمات الأمنية وفي حالات أخرى فإن اقتحامات المجاهدين للمناطق تأخذ شكل المداهمات التي تقوم ...
منذ 2025-11-12
- المداهمات الأمنية
وفي حالات أخرى فإن اقتحامات المجاهدين للمناطق تأخذ شكل المداهمات التي تقوم بها الشرطة أو الأجهزة الأمنية، حيث تكون دفاعات العدو في المنطقة ضعيفة للغاية أو غير موجودة، مما يسهل على المجاهدين الدخول إلى المنطقة والتجول فيها بحرية خلال ساعات معينة، وتنفيذ كل أهدافهم دون مقاومة كبيرة من المرتدين، ثم الانسحاب إلى حيث أتوا قبل أن تتمكن قوات العدو الفاعلة من الوصول إلى المنطقة، إن كان في نيتها الحضور أصلا.
وهذا ما رأيناه في هجمات الإخوة في ليبيا على البلدات المعزولة في مناطق الجنوب الليبي، والتي لا تحدث فيها سوى اشتباكات قليلة مع بعض رجال الشرطة والأمن، تنتهي بقتلهم والسيطرة على مقرّاتهم، ثم التفرغ لمداهمة ما تبقى من المرتدين في المنطقة داخل منازلهم لاعتقالهم أو قتلهم، وكذلك أخذ كل ما يمكن من الغنائم، وإتلاف أموال المرتدين التي لا يمكن نقلها، ثم العودة إلى الصحراء مجددا، لضرب منطقة أخرى، أو العودة لضرب المنطقة نفسها في حال أراد المجاهدون ذلك وتيسرت لهم الإمكانيات.
- مدى الغزوة
أما بالنسبة لمدى الغزوة الزماني، فيقصد به مدة سيطرة المجاهدين على المنطقة بعد اقتحامها، وهذا يتوقف على قوة المجاهدين وقوة عدوهم، فقد يضيق الوقت جدا قبل أن تحضر قوات العدو الكبيرة، وتحاول تطويق الإخوة وإجبارهم على الدخول في معركة تصادمية ليست في صالح المجاهدين، وقد يطول هذا الأمر خاصة في المناطق المعزولة التي ستتأخر قوات العدو قبل الوصول إليها، وقد يكون الخيار بيد المجاهدين تماما إن أيقنوا أن لا إمكانية لوصول قوات العدو البرية إلى المكان، مع إمكانية تدخل الطيران في حال بقاء المجاهدين فيها، والذين ليس في مخططهم البقاء فيها، فيعتمد الأمر على هدفهم.
وكذلك فإن المدى المكاني للغزوة يتعلق أساسا بقدرة المجاهدين على الانتشار وتغطية المساحات الواسعة، وهكذا يتفاوت مدى الغزوات بين قرية صغيرة أو بلدة أو حي من مدينة أو مدينة كاملة.
كما أن المدى قد يتغير خلال الغزوة بحسب درجة مقاومة العدو، وسرعة تقدم المجاهدين، حيث قد يغلب على ظن الأمير أن انهيار العدو السريع يساعد على تحقيق تقدم أكبر، مع احتمال ضعيف لوجود خطة استدراج من قبل العدو، ووجود الطريق الآمن للانسحاب ومنع التطويق.
ويمكننا أن نضرب مثالا على ذلك بما حدث في مدينة الموصل، مع الخلاف بأن هدف الهجوم عليها كان السيطرة وليس فقط توجيه ضربة للعدو داخلها ثم الانسحاب، حيث أدى انهيار الجيش الرافضي والقوات الأمنية إلى اتخاذ المجاهدين فورا القرار بتوسيع الهجوم ليشمل الجانب الأيسر من المدينة ثم ملاحقة فلول العدو الهاربة.
فهكذا يمكن أن يكون هدف المجاهدين الأساسي عزل جزء من المدينة والسيطرة عليه مؤقتا لتنفيذ بعض الأهداف، ولكنهم قد يجدون خلال عملية الاقتحام للحي أن العدو انهار في أحياء مجاورة أو انسحب من المدينة كلها، ويكون لدى المجاهدين من القوة ما يمكنهم من توسيع نطاق الهجوم، والاستفادة من عامل المفاجأة والارتباك في صفوف العدو، واستثمار الوقت الذي سيحتاجه قبل ترتيب صفوفه للقيام بهجوم مضاد، في عملية سيطرة مؤقتة على كامل المناطق التي انسحب منها العدو، وتحقيق أقصى ما يمكن من الأهداف فيها، قبل الانسحاب منها تجنبا للدخول في معركة تصادمية مع قوات العدو القادمة لاستعادة السيطرة على الوضع.
وسنبحث في المقال القادم -بإذن الله- في أهداف هذا النوع من الهجمات السريعة، لتتبين بذلك فائدتها الكبيرة للمجاهدين، مع الإشارة إلى بعض الأمثلة المناسبة للغرض، والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 179
الخميس 20 شعبان 1440 هـ
وفي حالات أخرى فإن اقتحامات المجاهدين للمناطق تأخذ شكل المداهمات التي تقوم بها الشرطة أو الأجهزة الأمنية، حيث تكون دفاعات العدو في المنطقة ضعيفة للغاية أو غير موجودة، مما يسهل على المجاهدين الدخول إلى المنطقة والتجول فيها بحرية خلال ساعات معينة، وتنفيذ كل أهدافهم دون مقاومة كبيرة من المرتدين، ثم الانسحاب إلى حيث أتوا قبل أن تتمكن قوات العدو الفاعلة من الوصول إلى المنطقة، إن كان في نيتها الحضور أصلا.
وهذا ما رأيناه في هجمات الإخوة في ليبيا على البلدات المعزولة في مناطق الجنوب الليبي، والتي لا تحدث فيها سوى اشتباكات قليلة مع بعض رجال الشرطة والأمن، تنتهي بقتلهم والسيطرة على مقرّاتهم، ثم التفرغ لمداهمة ما تبقى من المرتدين في المنطقة داخل منازلهم لاعتقالهم أو قتلهم، وكذلك أخذ كل ما يمكن من الغنائم، وإتلاف أموال المرتدين التي لا يمكن نقلها، ثم العودة إلى الصحراء مجددا، لضرب منطقة أخرى، أو العودة لضرب المنطقة نفسها في حال أراد المجاهدون ذلك وتيسرت لهم الإمكانيات.
- مدى الغزوة
أما بالنسبة لمدى الغزوة الزماني، فيقصد به مدة سيطرة المجاهدين على المنطقة بعد اقتحامها، وهذا يتوقف على قوة المجاهدين وقوة عدوهم، فقد يضيق الوقت جدا قبل أن تحضر قوات العدو الكبيرة، وتحاول تطويق الإخوة وإجبارهم على الدخول في معركة تصادمية ليست في صالح المجاهدين، وقد يطول هذا الأمر خاصة في المناطق المعزولة التي ستتأخر قوات العدو قبل الوصول إليها، وقد يكون الخيار بيد المجاهدين تماما إن أيقنوا أن لا إمكانية لوصول قوات العدو البرية إلى المكان، مع إمكانية تدخل الطيران في حال بقاء المجاهدين فيها، والذين ليس في مخططهم البقاء فيها، فيعتمد الأمر على هدفهم.
وكذلك فإن المدى المكاني للغزوة يتعلق أساسا بقدرة المجاهدين على الانتشار وتغطية المساحات الواسعة، وهكذا يتفاوت مدى الغزوات بين قرية صغيرة أو بلدة أو حي من مدينة أو مدينة كاملة.
كما أن المدى قد يتغير خلال الغزوة بحسب درجة مقاومة العدو، وسرعة تقدم المجاهدين، حيث قد يغلب على ظن الأمير أن انهيار العدو السريع يساعد على تحقيق تقدم أكبر، مع احتمال ضعيف لوجود خطة استدراج من قبل العدو، ووجود الطريق الآمن للانسحاب ومنع التطويق.
ويمكننا أن نضرب مثالا على ذلك بما حدث في مدينة الموصل، مع الخلاف بأن هدف الهجوم عليها كان السيطرة وليس فقط توجيه ضربة للعدو داخلها ثم الانسحاب، حيث أدى انهيار الجيش الرافضي والقوات الأمنية إلى اتخاذ المجاهدين فورا القرار بتوسيع الهجوم ليشمل الجانب الأيسر من المدينة ثم ملاحقة فلول العدو الهاربة.
فهكذا يمكن أن يكون هدف المجاهدين الأساسي عزل جزء من المدينة والسيطرة عليه مؤقتا لتنفيذ بعض الأهداف، ولكنهم قد يجدون خلال عملية الاقتحام للحي أن العدو انهار في أحياء مجاورة أو انسحب من المدينة كلها، ويكون لدى المجاهدين من القوة ما يمكنهم من توسيع نطاق الهجوم، والاستفادة من عامل المفاجأة والارتباك في صفوف العدو، واستثمار الوقت الذي سيحتاجه قبل ترتيب صفوفه للقيام بهجوم مضاد، في عملية سيطرة مؤقتة على كامل المناطق التي انسحب منها العدو، وتحقيق أقصى ما يمكن من الأهداف فيها، قبل الانسحاب منها تجنبا للدخول في معركة تصادمية مع قوات العدو القادمة لاستعادة السيطرة على الوضع.
وسنبحث في المقال القادم -بإذن الله- في أهداف هذا النوع من الهجمات السريعة، لتتبين بذلك فائدتها الكبيرة للمجاهدين، مع الإشارة إلى بعض الأمثلة المناسبة للغرض، والحمد لله رب العالمين.
• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 179
الخميس 20 شعبان 1440 هـ