إسقاط المدن مؤقتا كأسلوب عمل للمجاهدين (4) - الانسحاب ولا تقل خطة الانسحاب في أهميتها عن ...
منذ 2025-11-12
إسقاط المدن مؤقتا كأسلوب عمل للمجاهدين (4)
- الانسحاب
ولا تقل خطة الانسحاب في أهميتها عن خطة الهجوم والاقتحام، بل قد تكون أكثر أهمية في بعض الأحيان، لكونها جزءا مهما من مراحل العملية ككل، إذ ليست غايتها الإمساك بالأرض والدفاع عنها، وخاصة أن المجاهدين يكونون في مرحلة الاقتحام منظّمين نشطين أصّحاء خفاف الأحمال، لكنهم وقت الانسحاب قد يضطرون لتنفيذه بتنظيم أقل، كما أنهم يكونون متعبين من العمل لساعات، وقد يكون بينهم جرحى ومصابون، ويكون حملهم ثقيلا بما معهم من أسرى وغنائم منّ -اللهُ تعالى- بها عليهم في غزوتهم.
ولهذا فإن من مهام الأمير عند إعطاءه الموافقة على خطة الهجوم أن ينظر في مناسبتها لخطة الانسحاب، وكما أنه من الضروري توفير المعلومات والأدلاء للمجاهدين خلال الاقتحام، فمن الضروري أيضا إرشادهم إلى طرق الانسحاب وتوقيته، وكيفية إعطاءهم الأمر به، والنطاق الذي يصيرون بدخوله خارج منطقة العمليات الخطرة التي يُتوقع أن يغطيها العدو خلال تعقبه إيّاهم.
وكما أن خطة الهجوم عندما تقر فإن المجاهدين يتوقعون إمكانية حدوث تغييرات عليها، بسبب أحداث طارئة تعرض لهم، أو أخطاء تحدث أثناء التنفيذ، أو مفاجآت سببها نقص المعلومات الاستخبارية أو قدمها، أو تغييرات في وضع العدو قللت من فائدتها، فإنهم يجب أن يضعوا في حسبانهم وجود احتمال كبير لحدوث عوائق تمنع تطبيق خطة الانسحاب كما وضعت، فيضطر الأمراء للاجتهاد بحسب المتاح من المعلومات والإمكانات لتحقيق أفضل ما يمكن من ظروف، وتطبيق أفضل ما يتوفر بأيدهم من إجراءات لتأمين الانسحاب بشكل مناسب.
- ترتيب الانسحاب
وتتأثر خطة الانسحاب بعوامل عديدة، منها خطة الهجوم نفسها، فقد توضع هذه الخطة على أساسها بأثر رجعي، أي تنسحب كل مجموعة من المكان الذي اقتحمت منه، سالكة نفس الطريق، متّبعة الترتيب نفسه، بأن تكون أولى المجموعات اقتحاما أولاها انسحابا، أو الترتيب بحسب درجة التوغل، بأن تكون أكثر المجموعات توغلا في المنطقة أولاها خروجا منها، بحيث تبقى المجموعة المسيطرة على المخارج ممسكة بها حتى التأكد من تأمين خروج كل المجموعات التي ستسلك هذا الطريق.
وكذلك فإن ترتيب الانسحاب يتعلق بطبيعة المجاهدين وحمولتهم، فيبدأ سحب المجموعات التي تسعف الجرحى، والمجموعات التي يقع على عاتقها سحب الأسرى والغنائم، والمجموعات الأشد تعبا من المعارك، وينتهي بالمجموعات النشطة في القتال القليلة الأحمال ذات القدرة الأكبر على الانحياز والانتقال.
وهذه الأمور كلها تخضع لترتيبات الغزوة وأهدافها ونتائجها، حيث قد يحصل طارئ يدفع المجاهدين إلى تغيير الترتيبات الموضوعة، ولكن على العموم، يبقى وجود ترتيب يمكن تعديله، خير من عدم وجود ترتيب على الإطلاق، الأمر الذي قد تنجم عنه فوضى في الانسحاب، تكون سببا في تقليل مكاسب المجاهدين من الغزوة، أو تحقيق مكاسب للعدو، يمكنه من خلالها التبجح أمام أنصاره بمزاعم كاذبة عن إفشال الغزوة وتحقيق نكاية في المجاهدين المهاجمين.
- تأمين المخارج
وكما تكلمنا سابقا في مسألة الإمساك بالمداخل لتأمين الاقتحام، فإنه من الضروري تأمين المخارج حتى انتهاء الهجوم وخروج آخر المجاهدين من المنطقة، أو لمنع العدو من الدخول إليها حتى إتمام انسحاب الإخوة منها.
وبناءا على خطة الانسحاب الموضوعة سلفا، يحدد أمير الغزوة، المخارج التي سيتمسك بها بأي وسيلة وحتى آخر لحظة، والأخرى التي يكفي فيها المشاغلة، أو التي لا يؤثر فقدانها على سير العمل لكون الطرق المؤدية إليها من الخارج مؤمنة بمفارز قطع الطريق مثلا.
- المآوي الآمنة
ومن المفيد في حال وجود أنصار للمجاهدين في المنطقة، تأمين مآوي آمنة ضمن المنطقة يأوي إليها المجاهدون الذين لم يتمكنوا من الانسحاب لسبب ما، أو إيواء الجرحى الذين كان من الصعب إخلاؤهم، وذلك ليبقوا فيها حتى يمكن إخراجهم من المنطقة بطريقة آمنة.
- المشاغلة
والأفضل أن يكون الانسحاب تحت غطاء عمليات مشاغلة، داخل منطقة الهجوم أو على أطرافها، بحيث تكمل بعض المفارز عملية الاشتباك وتوحي للعدو برغبتها مهاجمة مناطق جديدة، في الوقت الذي يكون المجاهدون المنفذون للهجوم قد بدأوا إخلاء المنطقة بشكل تدريجي لا يحقق توقف مفاجئ للاشتباكات، ثم تنسحب مفارز المشاغلة بطريقة مناسبة بعد تلقيها الأمر بذلك حين إتمام عملية الانسحاب الآمنة.
- تجنب الأعداء على الطريق
وكذلك فإن الخطة تتأثر بمدى قوة العدو وسرعة استجابته للهجوم وطبيعة هذه الاستجابة، فإن كان متوقعا أن تلجأ تعزيزات العدو إلى محاولة تطويق المنطقة لحصار المجاهدين داخلها، فمن الأفضل أن تكون هناك قوة احتياط في خارج المنطقة مستعدة لكسر الطوق عنهم، أو أن يكون خروج المجاهدين من المنطقة بشكل مجموعات قوية قادرة -بإذن الله تعالى- على كسر الطوق والخروج منه عنوة.
- الانسحاب
ولا تقل خطة الانسحاب في أهميتها عن خطة الهجوم والاقتحام، بل قد تكون أكثر أهمية في بعض الأحيان، لكونها جزءا مهما من مراحل العملية ككل، إذ ليست غايتها الإمساك بالأرض والدفاع عنها، وخاصة أن المجاهدين يكونون في مرحلة الاقتحام منظّمين نشطين أصّحاء خفاف الأحمال، لكنهم وقت الانسحاب قد يضطرون لتنفيذه بتنظيم أقل، كما أنهم يكونون متعبين من العمل لساعات، وقد يكون بينهم جرحى ومصابون، ويكون حملهم ثقيلا بما معهم من أسرى وغنائم منّ -اللهُ تعالى- بها عليهم في غزوتهم.
ولهذا فإن من مهام الأمير عند إعطاءه الموافقة على خطة الهجوم أن ينظر في مناسبتها لخطة الانسحاب، وكما أنه من الضروري توفير المعلومات والأدلاء للمجاهدين خلال الاقتحام، فمن الضروري أيضا إرشادهم إلى طرق الانسحاب وتوقيته، وكيفية إعطاءهم الأمر به، والنطاق الذي يصيرون بدخوله خارج منطقة العمليات الخطرة التي يُتوقع أن يغطيها العدو خلال تعقبه إيّاهم.
وكما أن خطة الهجوم عندما تقر فإن المجاهدين يتوقعون إمكانية حدوث تغييرات عليها، بسبب أحداث طارئة تعرض لهم، أو أخطاء تحدث أثناء التنفيذ، أو مفاجآت سببها نقص المعلومات الاستخبارية أو قدمها، أو تغييرات في وضع العدو قللت من فائدتها، فإنهم يجب أن يضعوا في حسبانهم وجود احتمال كبير لحدوث عوائق تمنع تطبيق خطة الانسحاب كما وضعت، فيضطر الأمراء للاجتهاد بحسب المتاح من المعلومات والإمكانات لتحقيق أفضل ما يمكن من ظروف، وتطبيق أفضل ما يتوفر بأيدهم من إجراءات لتأمين الانسحاب بشكل مناسب.
- ترتيب الانسحاب
وتتأثر خطة الانسحاب بعوامل عديدة، منها خطة الهجوم نفسها، فقد توضع هذه الخطة على أساسها بأثر رجعي، أي تنسحب كل مجموعة من المكان الذي اقتحمت منه، سالكة نفس الطريق، متّبعة الترتيب نفسه، بأن تكون أولى المجموعات اقتحاما أولاها انسحابا، أو الترتيب بحسب درجة التوغل، بأن تكون أكثر المجموعات توغلا في المنطقة أولاها خروجا منها، بحيث تبقى المجموعة المسيطرة على المخارج ممسكة بها حتى التأكد من تأمين خروج كل المجموعات التي ستسلك هذا الطريق.
وكذلك فإن ترتيب الانسحاب يتعلق بطبيعة المجاهدين وحمولتهم، فيبدأ سحب المجموعات التي تسعف الجرحى، والمجموعات التي يقع على عاتقها سحب الأسرى والغنائم، والمجموعات الأشد تعبا من المعارك، وينتهي بالمجموعات النشطة في القتال القليلة الأحمال ذات القدرة الأكبر على الانحياز والانتقال.
وهذه الأمور كلها تخضع لترتيبات الغزوة وأهدافها ونتائجها، حيث قد يحصل طارئ يدفع المجاهدين إلى تغيير الترتيبات الموضوعة، ولكن على العموم، يبقى وجود ترتيب يمكن تعديله، خير من عدم وجود ترتيب على الإطلاق، الأمر الذي قد تنجم عنه فوضى في الانسحاب، تكون سببا في تقليل مكاسب المجاهدين من الغزوة، أو تحقيق مكاسب للعدو، يمكنه من خلالها التبجح أمام أنصاره بمزاعم كاذبة عن إفشال الغزوة وتحقيق نكاية في المجاهدين المهاجمين.
- تأمين المخارج
وكما تكلمنا سابقا في مسألة الإمساك بالمداخل لتأمين الاقتحام، فإنه من الضروري تأمين المخارج حتى انتهاء الهجوم وخروج آخر المجاهدين من المنطقة، أو لمنع العدو من الدخول إليها حتى إتمام انسحاب الإخوة منها.
وبناءا على خطة الانسحاب الموضوعة سلفا، يحدد أمير الغزوة، المخارج التي سيتمسك بها بأي وسيلة وحتى آخر لحظة، والأخرى التي يكفي فيها المشاغلة، أو التي لا يؤثر فقدانها على سير العمل لكون الطرق المؤدية إليها من الخارج مؤمنة بمفارز قطع الطريق مثلا.
- المآوي الآمنة
ومن المفيد في حال وجود أنصار للمجاهدين في المنطقة، تأمين مآوي آمنة ضمن المنطقة يأوي إليها المجاهدون الذين لم يتمكنوا من الانسحاب لسبب ما، أو إيواء الجرحى الذين كان من الصعب إخلاؤهم، وذلك ليبقوا فيها حتى يمكن إخراجهم من المنطقة بطريقة آمنة.
- المشاغلة
والأفضل أن يكون الانسحاب تحت غطاء عمليات مشاغلة، داخل منطقة الهجوم أو على أطرافها، بحيث تكمل بعض المفارز عملية الاشتباك وتوحي للعدو برغبتها مهاجمة مناطق جديدة، في الوقت الذي يكون المجاهدون المنفذون للهجوم قد بدأوا إخلاء المنطقة بشكل تدريجي لا يحقق توقف مفاجئ للاشتباكات، ثم تنسحب مفارز المشاغلة بطريقة مناسبة بعد تلقيها الأمر بذلك حين إتمام عملية الانسحاب الآمنة.
- تجنب الأعداء على الطريق
وكذلك فإن الخطة تتأثر بمدى قوة العدو وسرعة استجابته للهجوم وطبيعة هذه الاستجابة، فإن كان متوقعا أن تلجأ تعزيزات العدو إلى محاولة تطويق المنطقة لحصار المجاهدين داخلها، فمن الأفضل أن تكون هناك قوة احتياط في خارج المنطقة مستعدة لكسر الطوق عنهم، أو أن يكون خروج المجاهدين من المنطقة بشكل مجموعات قوية قادرة -بإذن الله تعالى- على كسر الطوق والخروج منه عنوة.