مقال: ضلالات "طالبان" دين أهل الضلال تمضي المفاوضات بين الصليبيين وحركة "طالبان" المرتدّة ...

منذ 2025-11-16
مقال: ضلالات "طالبان" دين أهل الضلال


تمضي المفاوضات بين الصليبيين وحركة "طالبان" المرتدّة بخصوص مستقبل التواجد الأمريكي في خراسان، وترقبها كثير من العيون.. فدول الجوار الكافرة وخاصّة الصين وروسيا وإيران تترقّب الساعة التي تتخلّص فيها من خطر الوجود الأمريكي بجوار حدودها، وهو ما دفع مفاوضي "طالبان" إلى التأكيد أكثر من مرّة أنهم لا يقبلون أن يكون في الوجود الأمريكي تهديدا للدول المجاورة لأفغانستان.

والأحزاب الأفغانية المرتدّة في الداخل تترقّب نتيجة المفاوضات لتعلم مستقبل علاقتها مع "طالبان" في ظل المفاوضات التي بدأت تشرف عليها روسيا وإيران لتحقيق شراكة بين الطرفين، خاصّة بعد اللقاء الأخير في موسكو الذي احتفل فيه مرتدّو "طالبان" مع الطاغوت "كرزاي" وبقية مرتدّي الأحزاب المعارضة للحكومة الأفغانية الحالية بمرور قرن من الزمان على العلاقات بين الحكومات الكافرة في أفغانستان وروسيا.

ومن طرف خفي تترقّب الأحزاب والتنظيمات المنتسبة إلى الإسلام والجهاد زورا وبهتانا نتائج هذه المفاوضات ومستقبل الحركة في حال وصولها للحكم من جديد، لتعرف المدى الذي ستبلغه "طالبان" المرتدّة في تعطيل أحكام الشريعة وموالاة المرتدّين ليكون بالنسبة إليها مجالا مستقبليا للعمل، وغطاء للتحرك والعلاقات مع الطواغيت والصليبيين.

وعلى مدى العقد الماضي اتخذت كثير من الحركات والتنظيمات مما وقعت فيه حركة "حماس" من مكفّرات تبريراً لكفرها بالله العظيم، حيث انتفعت من الغطاء الذي وفّره وقوع "حماس" في شرك الديموقراطيّة وموالاة الكفّار والمرتدّين لتسحب ذات الغطاء على نفسها أيضا، وذلك لكون الفعل المكفّر واحدا، ولا يمكن أن يحكم عليهم بالكفر والردّة لوقوعهم فيه، في حين يحكم على "حماس" وسياسييها ومقاتليها بالإسلام والجهاد وهم واقعون فيه وزيادة.

وقد كانت هذه التنظيمات ترى غطاء "حماس" رغم فاعليته خلال السنين الماضية يبقى واهنا بسبب الخلفية "الإخوانية" للحركة، وبسبب تجاوزها لحدود أفعالهم، في حين أن غطاء حركة "طالبان" لا يزال ممكنا لهم التدثّر به إلى حين، خاصّة بعد الهالة الإعلاميّة التي أحاطها تنظيم القاعدة بالحركة وأتباعها، وتصويرهم لهم رغم علمهم بكفرياتهم وبدعهم أنهم أئمة الهدى وأن منهجهم هو الصراط المستقيم، وهكذا كانت تبعية "طالبان" للحكومة الباكستانية المرتدّة وعلاقاتها المكشوفة مع مخابراتها غطاء لمرتدّي الصحوات في الشّام ليسلموا أمرهم وقيادهم للمخابرات التركية.

كما كان امتناع "طالبان" عن الحكم بما أنزل الله تعالى في مناطق سيطرتهم غطاء للمرتدّين في الشّام واليمن وليبيا وغيرها من المناطق، ليمتنعوا عن أحكام الشريعة، ويحكموا البلاد والعباد بالأعراف القبلية ويسيّروا فيها المحاكم الطاغوتية.

وكان إذن طالبان بزراعة المخدرات في مناطق حكمهم وسماحهم بنقلها والإتجار بها، بل وانتفاعهم لقاء ذلك كله بأموال السحت الخارجة منها في تمويل حركتهم مبررا للكثيرين لفتح الباب أمام تجارة الدخان والقات وغيرها من المنكرات في مناطق سيطرة المرتدّين في مختلف البقاع، وكان امتناع "طالبان" عن تكفير المرتدّين غطاء لكل الجهميّة المنتسبين إلى الجهاد اليوم ليصدعوا بإرجائهم ويقولوا بإسلام الطواغيت وجنودهم، ودليلهم أنهم متبعون لسلفهم الفاسد من "الطالبان" ومن شابههم.

وأما فتح "طالبان" مكتبا في الدوحة للتواصل مع الطواغيت والمرتدّين والصليبيين، فيبدو أنه بات حلما يراود أكثر قادة فصائل الصحوات اليوم، حتى كادوا يقولون: "من قاتل ليكون له مكتب تمثيل في الدوحة أو إسطنبول فهو المجاهد في سبيل الله"، أخزاهم الله تعالى وحشرهم مع أتباعهم وأوليائهم في سقر، وربما يتمنى الكثيرون اليوم أن تسفر المفاوضات بين "طالبان" والصليبيين عن السماح ببقاء قواعد أمريكية، وهو ما سيكون غالبا، أو مشاركة لمرتدّي الحركة في حكومة تشاركية مع الأحزاب المرتدّة العلمانية والرافضيّة، ليكون ذلك كله غطاء لإعلانهم ولوج أبواب أوسع من الردّة لا زالوا يتحرّجون من انكشاف ولوجهم فيها.

أما إعلان "طالبان" الصريح مستقبلا لتحالفهم مع الصليبيين في قتال جنود الدّولة الإسلاميّة فهو ما بدأ علماء السوء التمهيد له بإعلان تكفير الدّولة الإسلاميّة وجنودها، ليكون ذلك مبررا لكل التنظيمات والفصائل المرتدّة للدخول فيه، ولا نستبعد أن يسقطوا أحاديث الصلح مع الروم على هذه الردّة التي يريدون الإعلان عنها بكل وقاحة.

وهكذا يمكننا القول أن مستقبل كثير من الحركات والتنظيمات اليوم معلق بمقدار ما تبلغه حركة "طالبان" من الكفر والردّة، وذلك إلى حين، حتّى تشعر تلك التنظيمات أن لديها من القوّة ما يجعلها تسبق "طالبان" و"حماس" وبقية التنظيمات في طريق الشرك والكفران، وذلك بعد أن أتلف أتباعهم نفوسهم ودينهم في سبيل إقامة تنظيماتهم الفاسدة، ونصرة توجهاتهم الباطلة، والله لا يهدي القوم الظالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 186
الخميس 10 شوال 1440 ه‍ـ

683b4f9a9ea34

  • 1
  • 0
  • 4

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً