رعاة خنازير الإفرنج! بينما تتدفق دفعات المهجّرين من "السويداء" بإرادة يهودية وخضوع سوري رسمي؛ ...

منذ 2025-11-16
رعاة خنازير الإفرنج!


بينما تتدفق دفعات المهجّرين من "السويداء" بإرادة يهودية وخضوع سوري رسمي؛ تدفقت الأخبار عن عملية أمنية مشتركة قاد فيها التحالف الصليبي جنوده "السوريين" لغزو بيت للمسلمين بمدينة "الباب"، لتنتهي العملية بمقتل مجاهد ونجليه وأسر ذويه! ثم تتناقل المنصات الحكومية الثورية "نجاح العملية" بكل فخر واعتزاز!

تُذكّرنا "واقعة الباب" بجرائم جيش "أردوغان" العلماني الذي دكها قبل سنوات بمئات الغارات الجوية لأنها كانت تُحكم بالشريعة، وها هو الجولاني اليوم يكمل المهمة خلف القيادة الأمريكية التي تقوده وأسياده في "إسطنبول".

لقد بات ثابتا لدى الجميع أن التعاون بين الطاغوت الجولاني والصليبيين في الحرب على الإسلام ليس جديدا، غير أنه هذه المرة جاء أكثر وضوحا ورسوخا في "تحقيق مناط الردة" لأولئك الذين ما زالوا يفرون من تحقيقه ويتعامون عن تحقّقه منذ زمن، فما جرى في "واقعة الباب" مظاهرة ومعاونة وموالاة صريحة للمشركين على المسلمين، وهي مناط كفر وردة وناقض من نواقض الدين، كما قال ابن حزم في المحلى: "وصحّ أن قول الله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين". اهـ.

لقد استغرق "تحقيق" هذا المناط عشرات الجلسات والمناظرات السفسطائية بين الجهاديين منذ بداية غدر الصحوات بالدولة الإسلامية في الشام، بينما يتحقق اليوم على مرأى ومسمع العالم، وتتسابق قنوات الثورة على بثه وإثباته بعد أن مكثت سنوات تنفيه وتكذّبه! {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ}.

وليست الصورة من قبيل الاستعانة بالكافر على قتال المسلم فهذا توصيف آخر، لأن ما يجري هو تجنيد وتسخير للنظام السوري الجديد في الحرب على الإسلام، بعد أن خضع قادته لأمريكا الصليبية وركعوا تحت أقدامها وتجندوا تحت رايتها، فصاروا خدما لها وجندا محضرين في تحالفها، تسيّرهم وتسوسهم وتقودهم.

دعوة إلى الله، نخاطبك أيها الجهادي المرتاب، أليس ما يجري ردة صريحة ومظاهرة للكافر "الصهيوصليبي" -كما تسمونه- على المسلم المجاهد المرابط على ثرى شام الكرامة والإباء؟ فهل أسلمتم "الصهيوصليبية" أم كفّرتم الدولة الإسلامية؟ ما الفرق بين تبعية الطاغوت الجولاني لـ "الصهيوصليبية العالمية" وتبعية بقية طواغيت الحكم لها؟! أحرام على ابن زايد والسيسي وجيوشهم؟! حلال للجولاني وجيشه؟!

أليس هذا هو الجولاني ذاته الذي حارب "القاعديون" مشروع الدولة الإسلامية؛ لأجل مشروعه الثوري ودولته المدنية؟! أليس هو الذي لأجله حكموا على الدولة الإسلامية بالخارجية، بينما نحت "مشايخهم وحكماؤهم" صورة للجولاني لم ينحتها هو لنفسه رغم ولعه وهوسه بنحت الأوثان، فهل أدركتم البون الشاسع بين بصيرة الدولة الإسلامية وعمه تنظيماتكم؟! هل عاينتم الفرق بين الهداية والضلال؟! {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.

لقد رفض "المعتمد بن عباد" الاستعانة بالصليبيين على خصومه الملثّمين في دولة المرابطين، وخلّد التاريخ موقفه يوم قال: "أهون الأمرين أمر الملثّمين، ولأن يرعى أولادنا جِمالهم، أحبّ إلينا من أن يرعوا خنازير الإفرنج!". بينما لسان حال الجولاني وجنوده اليوم: "لأن نرعى خنازير الإفرنج أحب إلينا من بقاء الدولة الإسلامية".

بل لم يكتف الطاغوت الجولاني برعي خنازير الصليبيين، فبات يسعى إلى رعي خنازير اليهود وربما سقْي "غردقهم" عما قريب بدماء جنوده الكفرة الفجرة، وهو ما بدت تتضح ملامحه في "ملف السويداء" الذي جرجر قاد ةَ النظام السوري أذلةً حقراء إلى المحافل اليهودية الفرنسية لتقديم الولاءات وتجديد التعهدات بالالتزام بالخطوط اليهودية الحمراء، وهو ما تم ترجمته عمليا على أرض السويداء عبر "حافلات الفاتح" في خطوة مشبوهة تهدف لإحداث تغيير "ديموغرافي" في الجنوب السوري، وما السويداء إلا البداية.

ولعل من معالم خذلان هذا النظام أنه ما خطا خطوة إلا انتكس بدلا منها عشرة، فلم تمض سوى أيام على إطلاق هويته البصرية الجاهلية التي أرادها رمزا لـ "سوريا موَّحدة" وإذْ بشبح "التقسيم" يطل برأسه من السويداء التي لعب فيها الجولاني -فجأة- دور المخلّص للدروز من "فزعة" سكان الأرض الأصليين، بعد أن ورطهم في معركته السياسية ثم تركهم وحدهم تحت شعار: "إن غابت عصائبنا حضرت عشائرنا"، فماذا كان مصير "العشائر" غير الحصار والخذلان والتهجير؟! خدمة للمشروع اليهودي الذي يزدهر كثيرا في حقبة الجولاني المتشبّث بالحكم ولو تحت حِراب الدجال!

68715fd0aeabb

  • 2
  • 0
  • 6

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً