- إعمل بصمت واكتف بما في يديك وأخطر من ذلك، أن يتواصل مجاهد ينوي تنفيذ عمل جهادي ذي طبيعة أمنية، ...

منذ 4 ساعات
- إعمل بصمت واكتف بما في يديك

وأخطر من ذلك، أن يتواصل مجاهد ينوي تنفيذ عمل جهادي ذي طبيعة أمنية، بمفرده أو بمعونة بعض إخوانه، مع من لا يعرفهم من الأسماء في شبكة الإنترنت، طالبا الدعم المالي أو السلاح أو مجرد إيصاله بالقائمين على العمليات الخارجية في الدولة الإسلامية ليوصل إليهم خبر بيعته وإعلانه تنفيذ الهجوم استجابة لأمر الإمام حفظه الله، وهو لا يدري لعل من يتواصل معهم عناصر أمنية تابعة للصليبيين، يلتقطون رسالته ويحددون هويته ويخضعونه فورا للمراقبة والمتابعة، في الوقت الذي يكملون معه مسيرة الاستدراج، بطلب تفاصيل العمل، وعرض تقديم الخدمات، ليجمعوا عليه أدلة أكثر، ويعرفوا تفاصيل عمله أكثر، حتى يقترب موعد التنفيذ فيفاجأ الأخ بالقبض عليه، ويتفاجأ أكثر بأن كل ما تكلم به مع من ظنهم إخوانه، موجود في ملف قضيته أمام التحقيق.

بل قد سمعنا كثيرا عن عملاء للـ FBI وغيرها من أجهزة الصليبيين، أنهم يلتقطون أي مناصر على الشبكة، ربما لا يفكر في تنفيذ عمل قتالي ضد المشركين، فيعرضون عليه الأمر، ويعدونه بتقديم ما يلزم من سلاح ومال وغيره، حتى يوافق الأخ، ويطلب ما وُعد به، ليتفاجأ بعناصر الأمن تداهمه ساعة لقائه مع "المحرّض" وتلقي القبض عليه وقت استلامه للسلاح، ليكون في ملف قضيته بالإضافة إلى أرشيف مراسلاته الطويل معهم.

والسؤال هنا، ما الداعي لأن يلتقي الأخ الذي يريد تنفيذ هجوم بمن لا يعرفه ليساعده في تنفيذه بطريقة ما؟! وما الداعي لتهديد نفسه وسلامة مخططه بإطلاع غيره عليه وهو يعلم يقينا أن اتصاله بمن لا يعرف ومنحه الثقة مخاطرة كبيرة غير واجبة عليه.

فاتصال الأخ مع إخوانه في الدولة الإسلامية لتنسيق العمل بطريقة مناسبة وطلب العون منهم في ذلك أمر حسن، ولكنه لا يقدّم أبدا على أمن الأخ، وعلى نجاح عمله، فالأخ إن لم يجد طريقا موثوقا، يستعين بالله ويعمل بما هو موجود في يديه من الأدوات، ولقد رأى ما صنعه إخوان له من قبل من نكاية في المشركين باستخدام ما توفر بأيديهم من سلاح، أو حولوه إلى سلاح من سيارات وشاحنات، وأعواد ثقاب وغيرها، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

أما الإعلان عن العمل فيكفيه ورقة في جيبه أحيانا يعلم الصليبيون من خلالها أن من أثخن فيهم هو من جنود الخلافة وإن شاء الله تصل أخبار عمليته إلى الإعلام بطريقة أو بأخرى.

والخلاصة في هذا الباب، ألا يُعطي مسلم ثقته لمن لا يوثق به من المجاهيل، ولو قدم إثباتات لمصداقيته بأن لديه تواصلا مع بعض جنود الدولة الإسلامية، أو أنه قدم مساعدة لبعض المجاهدين، فهذه كلها يمكن لأجهزة المخابرات تحصيلها بسهولة، وبوسائل كثيرة.

فليبذل المسلم كل ما بوسعه لتحصيل أفضل الطرق وآمنها للوصول إلى مبتغاه، ثم ليتوكل على الله تعالى، وليمض في طريقه، فإن أصابه مكروه أو وقع في خطأ، لا يلوم نفسه على ما فات، ولا يجد في نفسه إثما أو تقصيرا، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد - 188
الخميس 24 شوال 1440 هـ

68715fd0aeabb

  • 0
  • 0
  • 2

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً