وقد يستهجن المرتابون الحكم على المجاهدين الثابتين على توحيدهم بالفوز؛ وأحدهم لا يأمن قضاء حاجته في ...
منذ 2025-11-22
وقد يستهجن المرتابون الحكم على المجاهدين الثابتين على توحيدهم بالفوز؛ وأحدهم لا يأمن قضاء حاجته في ظل عكوف المسيّرات على رأسه كأنها صُنعت له! وقد آوى به المبيت وحيدا طريدا في قفار موحشة لا جار له فيها إلا السباع والوحوش! في غربة حقيقية يتحدث عنها "أدعياؤها" لكنهم لم يدركوها ولا عشر معشارها! لأنها غربة بواطن لا ظواهر، غربة حقائق لا مسميات، غربة متون وأصول لا هوامش جانبية!
والسبب الحقيقي وراء ذلك الاستهجان هو ضعف قدر التوحيد في قلوب هؤلاء المرتابين، فماذا يعني المسك الفواح للأخشم؟! وهل يسمع عذب الترانيم الأصم؟! إنه الفرق بين من يرى التوحيد كل شيء، وبين من يراه لا شيء أو بعض شيء!
إن المجاهدين الذين ملأت محبة مولاهم قلوبهم، وغدا توحيده غايتهم في حياتهم ومماتهم؛ يرون ظفرهم بالتوحيد فوزهم وربحهم وإنْ خسروا كل شيء، لذلك تراهم يستعذبون العذاب ويستسهلون الصعاب في سبيل نصرة هذا التوحيد الذي عاد غريبا كما بدأ.
نعم، لقد ربح مجاهدو العراق بثباتهم على طريق الشريعة وسعيهم لإقامتها وقتالهم دونها، مع كل ما أصابهم في طريقها من آلام ونوازل ناءت بحملها الجبال وحملها الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، {فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
هذا هو الفرق بين مجتمع الديمقراطية ومجتمع العقيدة الذي يتخذ الجهاد سبيلا للوصول إلى حكم الشريعة المجرد، وليس إلى مجرد الحكم الذي تلهث خلفه كثير من الحركات ولو في ظلال الطاغوت! وردفا للجهاد بالدعوة، نكرر النصح والدعوة لأهل العراق بوجوب سلوك سبيل التوحيد والجهاد في الحكم والتغيير، والكفر بكل السبل الجاهلية الأخرى وفي مقدمتها الديمقراطية وانتخاباتها وأحزابها، فهي سبل خاسرة في الدنيا والآخرة، لأنها تنازع الخالق في عبوديته وحاكميته! وقد قال تعالى عن المتحاكمين إلى غير شريعته: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}، فهذا أمر إلهي بيّنٌ جليٌّ بوجوب الكفر بالطاغوت ومِن أظهر صوره الاحتكام لغير شرعه، والديمقراطية ليست من شرعه سبحانه، بل هي من شرع أعدائه الكفرة الفجرة، فاكفروا بها وبأربابها كما أمركم ربكم، ولا تكونوا من الخاسرين.
• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 522
السنة السابعة عشرة - الخميس 29 جمادى الأولى 1447 هـ
والسبب الحقيقي وراء ذلك الاستهجان هو ضعف قدر التوحيد في قلوب هؤلاء المرتابين، فماذا يعني المسك الفواح للأخشم؟! وهل يسمع عذب الترانيم الأصم؟! إنه الفرق بين من يرى التوحيد كل شيء، وبين من يراه لا شيء أو بعض شيء!
إن المجاهدين الذين ملأت محبة مولاهم قلوبهم، وغدا توحيده غايتهم في حياتهم ومماتهم؛ يرون ظفرهم بالتوحيد فوزهم وربحهم وإنْ خسروا كل شيء، لذلك تراهم يستعذبون العذاب ويستسهلون الصعاب في سبيل نصرة هذا التوحيد الذي عاد غريبا كما بدأ.
نعم، لقد ربح مجاهدو العراق بثباتهم على طريق الشريعة وسعيهم لإقامتها وقتالهم دونها، مع كل ما أصابهم في طريقها من آلام ونوازل ناءت بحملها الجبال وحملها الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، {فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
هذا هو الفرق بين مجتمع الديمقراطية ومجتمع العقيدة الذي يتخذ الجهاد سبيلا للوصول إلى حكم الشريعة المجرد، وليس إلى مجرد الحكم الذي تلهث خلفه كثير من الحركات ولو في ظلال الطاغوت! وردفا للجهاد بالدعوة، نكرر النصح والدعوة لأهل العراق بوجوب سلوك سبيل التوحيد والجهاد في الحكم والتغيير، والكفر بكل السبل الجاهلية الأخرى وفي مقدمتها الديمقراطية وانتخاباتها وأحزابها، فهي سبل خاسرة في الدنيا والآخرة، لأنها تنازع الخالق في عبوديته وحاكميته! وقد قال تعالى عن المتحاكمين إلى غير شريعته: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}، فهذا أمر إلهي بيّنٌ جليٌّ بوجوب الكفر بالطاغوت ومِن أظهر صوره الاحتكام لغير شرعه، والديمقراطية ليست من شرعه سبحانه، بل هي من شرع أعدائه الكفرة الفجرة، فاكفروا بها وبأربابها كما أمركم ربكم، ولا تكونوا من الخاسرين.
• المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 522
السنة السابعة عشرة - الخميس 29 جمادى الأولى 1447 هـ